Site icon IMLebanon

اسرائىل اختبرت سراً تقنيات مضادة للانفاق في الناعمة

بحسب كل التقارير الاسرائيلية المسربة والمنشورة حتى الساعة، لم يثبت للجان التحقيق والتقييم الاسرائيلية ان اشارت الى اعتماد حزب الله خلال حرب تموز 2006 على الانفاق «كوسيلة هجوم»، بل اقتصر على استخداماتها الدفاعية للمقاتلين ومنظوماتهم القتالية ومواجهة أي محاولة تقدم بري على مستوى المدرعات والمشاة ،واللوجستية، رغم ان لا احد يملك الجواب اليقين حول هذه المسالة.

من هنا، يبدو أن كل ما ورد في الدراسات الاسرائيلية، قبل عام 2009، وابرزها التي أعدّها العقيد ايتان يتسحاق ونشرتها مجلة «معرخوت» عام 2008 ،تمحور حول «الأنفاق الدفاعية»، حيث خلص الى دراسة تؤكد أن الضعف البنيوي لأعداء إسرائيل، على المستوى التكنولوجي والقوة النارية والاستخبارات، دفعهم الى اعتماد أسلوب قتال حرب عصابات. ونتيجة الانتصارات التي حققها الجيش الاسرائيلي في الحروب التي خاضها، بحث هؤلاء عن طرق لجسر الفجوة القائمة مع الجيش في القتال. وفي نهاية الأمر، خلص في ساحة القتال سراً وفي شكل متواصل،مخزنا فيها وسائله القتالية والتموين، فضلاً عن أنها كانت مراكز اتصال.

على ذلك، قدم يتسحاق مجموعة خلاصات، رأى فيها أن حزب الله خلص إليها بفعل المواجهات في 2006: افتقار الجيش الاسرائيلي لحجم التهديد الذي يمثله تكتيك الـ «تحت أرضي»، وغياب تقنية قتال تسمح له بمواجهة هذا التكتيك ما منع الجيش الاسرائيلي من الدخول الى المجال الـ«تحت أرضي» والقتال داخله، ما اثبت نجاح اعتماد هذا التكتيك الذي سمح للحزب بالاستمرار في القتال من جهة والمحافظة على حياة مقاتليه من جهة أخرى.

الا ان المعضلة الاساسية وبحسب تقارير اسرائيلية، بقيت في صعوبة جمع المعلومات الدقيقة عن التهديد التحت أرضي، «الذي شمل منظومة قيادة وسيطرة، منظومة اتصال، ومنظومات إلكترونية لجمع المعلومات عن الجيش الاسرائيلي ،إضافة الى أساليب التضليل، تملك القدرة على الصمود في مواجهة الضربات الجوية والمدفعية»، ما فرض على العلماء تطوير تقنيات متقدمة تساعدها على إيجاد الأنفاق وتدميرها، وتركز على حلول تكنولوجية في ذلك.

فعلى ما يبدو،ان الخطط الاسرائيلية قد شهدت تغييرا مع دخول تقنيات جديدة، كشفت عنها مواقع استخباراتية الكترونية،اذ افاد موقع «ديبكا»، الجيش الاشرائيلي بدأ اختبارات عملية على سلاح جديد سري يتصدى للأنفاق التي يحفرها حزب الله وحماس لشن هجمات مفاجئة ضد إسرائيل، اطلق عليه اسم ـ القبة الحديدية تحت الأرض ـ يمكنه رصد أي نفق، ثم القيام بتفجيره بواسطة صاروخ موجه.وكشفت مصادر الاستخبارات الأميركية، بحسب الموقع، أنه تم تجهيز سلاح جديد مع أجهزة استشعار زلزالية للكشف عن أي اهتزازات تحت الأرض وتحديد مواقعها على الخريطة قبل تدميرها.

وكان سبق للخبراء الغربيين ان تحدثوا لسنوات عن السلاح الإسرائيلي السري القادر على تدمير منشآت إيران النووية، المدفونة على عمق كبير داخل جبل على مقربة من مدينة «قم»، مشيرين الى أن هذا السلاح الافتراضي قد يتم انزاله من خلال فتحات التهوئة ، ثم شق طريقه تحت الارض لتدمير منشآت التخصيب «غير الشرعية».

وتكشف التقارير الاسرائىلية انه تمت مناقشة مسالة السلاح السري من جديد منذ ثلاث سنوات، عندما هاجم سلاح الجو الإسرائيلي في 23 آب 2013 منشأة الجبهة الشعبية للقيادة العامة الفلسطينية تحت الارض في الناعمة على الساحل اللبناني الجنوبي على بعد 15 كيلومترا جنوبي بيروت. يومها لم يعرف كيف تمت هذه العملية. لكن مصادر عسكرية غربية اعتبرتها رسالة إسرائيلية قوية لطهران بأن المنشآت النووية تحت الأرض أصبحت الآن عرضة للهجوم. (شيد المركز في السبعينات من قبل مهندسين عسكريين من ألمانيا الشرقية واعتبر من أهم المواقع العسكرية المحصنة في منطقة الشرق الأوسط).

أما بالنسبة للسلاح الجديد، فقد قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية كريستوفر شيروود أن الولايات المتحدة خصصت 40 مليون دولار في 2016 لاستكمال إنشاء السلاح القادر على رصد وتدمير الأنفاق التي تهدد الولايات المتحدة الأميركية أو اسرائيل، نافيا مزاعم تل ابيب عن ان واشنطن خصصت 120 مليون دولار لتطوير النظام، أو أن 80 مليون دولار أخرى ستقدمها الولايات المتحدة للمشروع ما بين 2017 و2018، مؤكدا ان الجزء الأساسي من أعمال التطوير على السلاح السري في إسرائيل ستبدأ عام 2016،فيما ستحصل الولايات المتحدة على النماذج كما ستستطيع الدخول إلى مواقع الاختبار مع احتفاظها بحقوق الملكية، أما الشركات الإسرائيلية التي تعمل على السلاح فهي نفسها التي طورت منظومة القبة الحديدية.امر المح اليه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت لهذه الجهود في شباط، اذ اعلن في أحد المؤتمرات: «نحن نفعل الكثير، ولكن العديد من الأشياء التي نقوم بها مخفية عن الرأي العام. لدينا مئات المركبات الهندسية على الحدود مع قطاع غزة».

كما تؤكد مصادر موقع «ديبكا» أن الجدول الزمني المذكور أعلاه لا يتفق بالضرورة مع الجدول الزمني الذي يحتاجه تطوير السلاح.فوفقا للتجارب الماضية، تم الاستعانة بالأسلحة الإسرائيلية غير المكتملة أكثر من مرة لمواجهة حالة حرب الطوارئ، كالذي حدث مع القبة الحديدية. وهذا له ميزة اختبار الأنظمة المبتكرة في الظروف الحقيقية، ونتيجة لذلك يمكن إجراء التحسينات والتعديلات بشكل أسرع من المخطط له.

وتضيف مصادر «ديبكا» ان كل من حركة حماس الفلسطينية وحزب الله يعملان على إنشاء الأنفاق لتسلل «مقاتلو النخبة» إلى إسرائيل لمهاجمة الجيش الإسرائيلي والمواقع المدنية. وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، شنت حماس هجوما مميتا بواسطة الأنفاق وهي تخطط لتكرار العملية. أما حزب الله فهو يقوم بتدريب وحدات قوات خاصة لغارات مفاجئة تحت الارض للسيطرة على أجزاء من الجليل في شمال اسرائيل.يذكر أن الحكومة الإسرائيلية أنفقت أكثر من 250 مليون دولار منذ عام 2004 على الجهود الرامية إلى إفشال بناء أنفاق تحت حدود غزة.