Site icon IMLebanon

إسرائيل “تنام على حرير” الاتفاق النووي؟ لا سلاح نووياً لإيران ولا كيميائياً في سوريا

هل صحيح أن الاتفاق النووي أبكى اسرائيل أم أنها تتباكى لتخفي حقيقة موقفها منه؟ وهل صحيح ان هذا الاتفاق سيعيد القضية الفلسطينية إلى سلّم الأولويات توصلاً الى استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؟

متابعون لمسار التوصل الى الاتفاق النووي يرون ان اسرائيل لا تجد نفسها متضررة منه لأنها تخلصت لمدة 15 سنة من سلاح نووي كانت ستنتجه ايران بعدما تخلصت من السلاح الكيميائي السوري. ولكن ما دام المرشد الأعلى علي خامنئي يؤكد أنه لن يتخلى عن أصدقائه في المنطقة، وهو يقصد الجهاديين الشيعة في العراق والحوثيين في اليمن، وجهاديين في فلسطين المحتلة و”حزب الله” في لبنان، وسيستمر في تمويلهم وتسليحهم خصوصاً بعد رفع العقوبات الذي يوفر المال الكافي لهذه الغاية، فمعنى ذلك أنه لن تقوم دولة عربية قويّة في المنطقة تستطيع مواجهة اسرائيل ومواجهة تنظيم “داعش” وأخواته، فتبقى الحرب مستعرة تدمر ما تبقى فيها، فيما اسرائيل تتفرج وتفرح لعرب يقاتلون بعضهم بعضاً بالوكالة عنها، وتبقى الطريق الى القدس لا تمر في حيفا ويافا وتل أبيب إنما في القلمون والزبداني، كما كان مطلوباً أن تمرّ في الماضي في جونية…

فأي وضع مريح لاسرائيل أكثر من هذا الوضع الذي يبقيها دولة نووية من دون سواها في المنطقة العربية، والميليشيات تمولها وتسلحها ايران لتمنع قيام دولة قوية في المنطقة تستطيع التصدي لعدوان اسرائيل ومكافحة الارهاب، وتستمر الحروب الداخلية في عدد من الدول العربية، إما لصراع على السلطة، وإما لمواجهة الارهاب وقد بات العدو الأكبر، وتتحول الاسلحة الفتاكة والطائرات الحربية عن اسرائيل الى داخل كل دولة ولا أحد يعرف متى تنتهي، وهي تواصل قتل الشعب العربي والشعب الفلسطيني ويكتفي المتقاتلون بتهديد اسرائيل بالخطابات النارية وتدميرها بالكلام… في حين ان الاسلحة التي استخدمها العرب في حروبهم ضد بعضهم البعض لو أنهم استخدموها ضد اسرائيل لكانوا حرروا الاراضي العربية والفلسطينية المحتلة وفرضوا السلام الشامل والعادل عليها.

واذا كان الاتفاق النووي سيأتي بالسلام الى المنطقة، وتتوقف ايران عن تمويل، وتسليح، الميليشيات المناصرة لها في كل دولة لتقوم الدول القوية والقادرة على حفظ الأمن والاستقرار، ولا تظل الميليشيات هي القادرة على زعزعة الأمن والاستقرار والقضاء على الازدهار الذي تمنع وجوده بيئات حاضنة للارهاب، وانضمام الشباب اليائس والبائس اليه، فإن اسرائيل ستكون هي المستفيدة أيضاً من ذلك، لأن المنطقة عندما تدخل مرحلة السلام، فإن اسرائيل ستكون جزءاً منه. واذا ظلت دول عربية تخوض حروبها الداخلية ولا تخوضها ضد اسرائيل، فان الدولة العبرية تكون في أحسن أحوالها، فالحرب بين العرب تريحها، والسلام لن يتحقق من دونها.

إن من يعتقد ان ايران ستصبح هي الأقوى في المنطقة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً بعد الاتفاق النووي قد يكون على خطأ، فكيف لايران ان تحارب اسرائيل والدول العربية منقسمة على نفسها والحروب تدمر بنيتها التحتية والفوقية؟ واذا أرادت ايران المساهمة في صنع سلام شامل في المنطقة، فان اسرائيل تكون المستفيدة أيضاً لأنها تشكل جزءاً من هذا السلام. واذا واصلت ايران تمويل الميليشيات وتسليحها فلن تقوم في المنطقة دولة عربية قويّة بل دويلات تتناحر وارهاب يضرب في كل مكان. وهي حالة تجعل اسرائيل “تنام على حرير” داخل حدود آمنة، ولا شيء يقلقها سوى قيام دولة عربية قويّة متماسكة بوحدتها الداخلية وبجيوش قويّة، ولا أزمات حادة تنهكها ولا ميليشيات تزعزع الأمن والاستقرار فيها. وهكذا تكون اسرائيل هي الرابحة في كل الحالات.