IMLebanon

إسرائيل : الحرب المقبلة ستكون على دولة لبنان

على عادتها احتلت خطابات امين عام حزب الله حيزا مهما على الساحتين السياسة والاعلامية الاسرائيلية. ورغم غياب اي رد رسمي حتى الساعة، الا ان المتابعين والمحللين الاسرائيليين، عكفوا على قراءة ما بين سطور الكلام الذي حمل رسائل ابعد من اسرائيل هذه المرة، طالت المنطقة من المحيط الى الخليج.

فقد اكد رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي الجنرال في الاحتياط «غيورا إيلاند»، في معرض تعليقه على الذكرى الـ15 للانسحاب الاسرائيلي من لبنان عام 2000، «ان هذه الخطوة كانت صحيحة وشجاعة»، غير ان السياسة التي اتبعتها تل ابيب بعد الانسحاب كانت خاطئة، «فالجيش كان يملك قبل الانسحاب شرعية محاربة «حزب الله»، ولم يكن مطلوباً الانسحاب من لبنان لتتواصل شرعية محاربته اذا واصل ضرب اسرائيل»، لافتة الى ان «الشرعية التي تم تحقيقها بعد الانسحاب من الجنوب، كانت العمل ضد الدولة اللبنانية وهو ما كان يجب ان يحصل سابقا من خلال عدم السماح للدولة اللبنانية من التهرب من مسؤولية رعايتها لحزب الله، الامر الذي تسبب عمليا في سوء ادارة حرب لبنان الثانية، تموز 2006، وما لا يجب ان يحصل عند اندلاع الحرب الثالثة»، مضيفا انه رغم التحسن الظاهري الذي طرأ على اداء الجيش الاسرائيلي، فان الميزان التكتي، يميل لصالح حزب الله، الذي احدث نقلة نوعية في قوته على كافة الصعد المادية والبشرية، ما يعني عمليا ان اي حرب جديدة ستكون اصعب من حرب 2006، حيث لن يستطيع الجيش الاسرائيلي الانتصار «إلا بثمن غير محتمل تدفعه الجبهة الداخلية».

وخلص ايلاند الى الاستنتاج انه اذا تم فتح الجبهة الحدودية الشمالية من لبنان، وقررت اسرائيل اعلان الحرب، فسيكون عليها استهداف مؤسسات الدولة اللبنانية وبناها التحتية، توازيا مع تفعيل الجهد العسكري ضد «حزب الله». وبما أنه لا توجد أي جهة في المنطقة، لا سوريا وايران من جهة، ولا السعودية والدول العربية من جهة اخرى، ولا حتى «حزب الله» نفسه، على استعداد لتحمل الدمار الذي سيلحق بلبنان، توقع ان تكون نتيجة الهجوم الاسرائيلي كما يبدو توجيه دعوة عاجلة الى كل الاطراف لوقف الاعمال العسكرية بعد ثلاثة ايام وليس 33 يوماً، الامر الذي يشكل حجر الزاوية في الطريق نحو الانتصار في الحرب المقبلة واعادة التوازن الى مفهوم الردع.

خــاتما ان على اســـرائيل ان تفضل دائماً الحرب أو أي اتفاق مع لاعب دولي وليس مع تنظيم معاد لها، وهو ما يصح بالنسبة للبنان، «فهناك من يقول ان العالم لن يسمح لنا بعمل ذلك، هذا ليس صحــيحاً، فالمجتمع الـــدولي لن يقول لنا تــوقفوا عن اطلاق النار اذا اندلعت الحرب، ومن جانب آخر سيــقول لـ«حزب الله» انه يســمح له بالاستــــمرار، فالمجــتمع الدولي سيدعو كل الاطراف الى وقف اطلاق النيران في آن واحد. وكلما كان ذلك اسرع، سيـــكون الميزان لمصلحة اسرائيل. والطريق الامثل لمنـــع حرب لبنان الثالثة القول مســـبقاً كيف وضد من سيتم توجيه النيران. ففي اللحـــظة التي يبدأ فيها اطلاق النيران، لن يكون بالإمكان البدء بشـرح السياسة الجديدة، الجيش اللبناني والبنى التحتية اللبنانية ومؤسسات الدولة اللبنانية.

من جهته ذهب المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هارئيل، ابعد في قراءته للخطاب، اذ راى، في ظهور نصر الله المتكرر في أقل من أسبوع دلالتين أساسيتين: الأولى والواضحة نيته في دحض الشائعات التي تم تناقلها حول تدهور وضعه الصحي، والثانية الأكثر خطراً وأهمية، تستند الى الوضع المتدهور الذي بلغه النظام السوري، بعد سلسلة الهزائم التي اصيب بها في اكثر من منطقة، فرضت تداعياتها على حلفائه وفي مقدمتهم حزب الله، من سيطرة «داعش» على مدينة تدمر الأثرية في الشرق، مرورا باستمرار تقدم قوات المعارضة في محيط جسر الشغور في الشمال الغربي، حيث بات المطلوب مزيدا من الدعم الخارجي، وبالتالي غرق اكبر لحزب الله في الوحول السورية، معتبرا النداءات المتكررة والتحذيرات، دليلاً آخر على الأزمات التي تواجه المحور الممانع، بعد الجمود النسبي الذي اصاب الجبهات السورية طوال العام الماضي.

تحليل يتقاطع والتقارير الامنية والعسكرية الاسرائيلية، التي تحدثت عن دعم منسق وكبير للمعارضة المسلحة من قبل اكثر من دولة من بينها بينها السعودية وتركيا وقطر، بعد أن اختلفت في ما بينها ســابقاً على طريقة تقديمه سابقا، ما ترك اثره على عمليــة تآكل قدرات الجيش السوري ومعنوياته القتالية.