Site icon IMLebanon

إسرائيل – “حزب الله” والمواجهة المؤجلة

الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل الأسبوع الماضي على مواقع في سوريا والتي قيل إنها استهدفت شحنات صواريخ متطورة كانت في طريقها من سوريا الى “حزب الله”، هي بمثابة تذكير إسرائيلي بأن المواجهة العسكرية المؤجلة مع “حزب الله” لا تزال موضع متابعة واهتمام كبيرين، وان إسرائيل لا تستبعد حصولها مستقبلاً وهي في صدد الاعداد لها.

تشير التقديرات الإسرائيلية التي تنشرها مراكز الابحاث والدراسات هناك الى ان المواجهة المقبلة مع”حزب الله” قد تحصل نتيجة حادثة محدودة مثل تبادل اطلاق نار أو تفجير عبوات أو نتيجة خطأ في التقديرات، يمكن ان يشعل الحدود مع لبنان من جديد. وفي رأي الخبراء ان الحزب يستعد هو ايضا لمواجهة حرب محتملة مع إسرائيل كأنه ليس متورطاً في حرب دموية في سوريا.

في الحرب المقبلة كما تتخيلها إسرائيل ضد “حزب الله”، ثمة عدد من الثوابت ومن المتغيرات. فالحزب سيستخلص دروس الحرب الاخيرة مع “حماس” في غزة وسيركز في المواجهة المقبلة على استخدام الصواريخ المتوسطة المدى، وعلى تحريك قواته من النخبة من أجل تنفيذ عمليات توغل داخل الاراضي الإسرائيلية عبر الانفاق، وسيستخدم ترسانته الصاروخية البعيدة المدى ضد الجبهة الداخلية في إسرائيل بصورة مكثفة تتخطى قدرة “القبة الحديد” على اعتراض هذه الصواريخ، نظراً الى عددها المحدود وأماكن انتشارها.

أما في ما يتعلق بالمتغير الاساسي المتعلق بمشاركة “حزب الله” في القتال في سوريا دفاعاً عن نظام الأسد، فيتوقع الخبراء الإسرائيليون أن يساهم ذلك في تعزيز خبرة الحزب في أساليب القتال التقليدية. لكن تورط الحزب في القتال في سوريا وغرقه في مستنقع الحرب الاهلية الدموية وضعاه، من ناحية اخرى، في مواجهة تحديات داخلية كثيرة لا بد ان تنعكس سلباً على احتمالات المجازفة في الدخول في حرب مع إسرائيل. فوجود ما يقارب ثلاثة آلاف الى أربعة آلاف مقاتل يحاربون في سوريا له وطأته على الحزب، ناهيك بالخسائر الكبيرة التي مني بها في الارواح والتي، بحسب تقديرات الإسرائيليين، بلغت الف قتيل. الى جانب التعقيدات التي يواجهها الحزب داخل لبنان وانتقال الصراع في سوريا الى الداخل اللبناني وتهديده عدداً كبيراً من التجمعات السكانية التي تشكل قاعدة شعبية للحزب.

من المحتمل ان يكون الحديث العلني عن هذه التقديرات الإسرائيلية للحرب المقبلة مع “حزب الله” من قبيل التهويل والترهيب والردع. لكن هذا لا يمنع ضرورة تفويت الفرصة على إسرائيل لاستغلال تعقد الاوضاع في المنطقة لشن حرب على “حزب الله” ولبنان.