Site icon IMLebanon

معضلات خمس تواجه إسرائيل في حربها على غزّة

 

 

المعضلة الاولى: تضاؤل الدعم الديبلوماسي الغربي عموماً وحتى الأميركي الذي لم يعد مجتمعه قادراً على تغطية المجازر في حق المدنيين وباتت دموية الحرب على غزة تهدد الانتخابات الأميركية وتهدد الأحزاب في هذه الانتخابات.

المعضلة الثانية: إرتفاع نسبة الكراهية لإسرائيل أو ما يسمّونه «معاداة السامية» حيث ارتفعت الأعمال المناهضة لليهود في العالم وباتت تشكل خطراً مباشراً على المصالح والمواطنين والاستثمارات اليهودية حول العالم، وهذا يشكل خطرا كبيرا على الأمن القومي للأمة.

المعضلة الثالثة: حالة الصدمة الداخلية لإسرائيل التي نزلت على المجتمع الاسرائيلي منذ السابع من تشرين الاول الماضي، والتي يقول العلماء انها تحتاج الى سنوات طويلة للخروج منها وما لها من آثار سياسية وعسكرية على مراكز القرار داخل اسرائيل، خصوصاً في ظل أزمات سياسية غير مسبوقة وحدّة انقسام داخلي لم تشهده اسرائيل منذ نشأتها.

المعضلة الرابعة: الركود الاقتصادي، مع استدعاء أكثر من ٣٦٠ ألف جندي من الاحتياط الى الخدمة الفعلية للالتحاق بالحرب وانتشالهم من وظائفهم الأساسية، ما يوقِف الاقتصاد الاسرائيلي على حافة الركود. هذا عدا عن الكلفة المباشرة للحرب من أسلحة وتموين ونزوح وخطة طوارىء على أكثر من جبهة بين الجنوب والشمال والجو على صعيد القبة الحديد. خصوصاً مع عدم القدرة الأميركية على تغطية هذه الأكلاف مباشرة بسبب وقف الأعمال الحكومية في الخزانة الأميركية الذي دخل حيّز التنفيذ قبل بدء الحرب الاسرائيلية بأيام، أضِف الى ذلك التعثر في تمويل الحرب ودعم الجبهة الأوكرانية والنقاش الدائر حول جدوى هذه النفقات حتى قبل دخول اسرائيل في حربها، فالمجتمع الأميركي مجتمع فاعل ومنتج وناشط ويدفع الضرائب مقابل الخدمات ولا يرغب في رؤية أموال هذه الضرائب تذهب لتمويل جبهات متعددة في مناطق مختلفة من العالم.

أمّا المعضلة الخامسة والأصعب فهي في وضع أهداف غير واقعية ونتائج لا يمكن تحقيقها ممّا يجعل اسرائيل أمام احتمالية خوض الحرب بلا نهاية ولا مدى زمني، وطالما أن الوقت لا يلعب لمصلحة الجيوش التقليدية في ميدان المعارك مع حركات المقاومة أو العصابات بما يُعرف بحرب الاستنزاف أو ما يتعارَف عليه في علم العسكري مصطلحاً بحرب الشوارع، فوضع هدف غير قابل للتحقق كالتخلّص كلياً من حركة «حماس» لا يبدو واقعياً أو قابلاً للتحقق، وحتى لو افترضنا أنّ الحرب استطاعت القضاء كلياً على مراكز حماس ومقارها المعروفة فسيبقى العمل المقاوم السري قائماً ويتجدّد مع احتمال نشوء حركات مقاومة جديدة من تحت الركام وبين الأنقاض وأشلاء الضحايا انتقاماً لما حصل، لأنّ الحرب لا تؤدي الى السلم، بل الحوار واعطاء كل ذي حق حقّه والابتعاد عن منطق العصبية وعدم الشعور بالظلم والاجحاف والحرمان والتساوي في توزيع الحقوق والثروات وتأمين الرفاه والثقة بالمستقبل هي المفاتيح الأساس لتأمين الأمن والاستقرار والسلام الثابت والمستدام.