IMLebanon

بين التمديد والتعيين الرئاسة إلى ما بعد بعد غزة

 

عشية بلوغ حرب إسرائيل على غزة شهرها الثاني، لم تزل الصورة الرمادية في القطاع هي هي، دمار شامل ومجازر بالجملة طاولت الحجر والبشر، إذ إن عدد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين تجاوز الـ 16000 بينهم أكثر من 8000 طفل وحوالي 3200 امرأة، فيما تجاوز عدد المصابين الـ 42000 شخص. هذا ولم يستطع الجيش الإسرائيلي حتى اللحظة من تحقيق أياً من أهدافه المعلنة، إن من حيث معرفة تواجد المحتجزين الإسرائيليين وتحريرهم، ما عدا أولئك الذين تم إطلاق سراحهم نتيجة اتفاق تبادل مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، وإن من حيث تدمير حركة حماس إذ إن الحركة ما زالت تملك معظم قدراتها الصاروخية التي تعمل على إطلاقها على كافة المدن الإسرائيلية لا سيما تل أبيب. أما عدد النازحين من فلسطينيي غزة وبحسب وكالة الـ UNRWA فقد تجاوز المليون وتسعمائة ألف نسمة أي ما يوازي أكثر من 80% من سكان قطاع غزة. أما بالنسبة لموضوع الـ Transfert فقد فشلت إسرائيل من تحقيق ذلك بعد أن رفضت مصر ترحيل الفلسطينيين إلى سيناء.

المستشفيات والمدارس أهداف الطيران الإسرائيلي

في الوقت الذي تعلن أكثرية الدول الداعمة للكيان الصهيوني أن جيش الإحتلال لا يستهدف المدنيين بل حماس، تظهر الصور التي تبثها معظم الأقنية التلفزيونية أن جيش العدو يستهدف بصورة رئيسية المدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء بحيث أنه لم يبقَ مكان آمن في كل قطاع غزة من شمالها إلى جنوبها وذلك بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية. وكان آخر مآثر الجيش الإسرائيلي هو استهداف قصر العدل في غزة وتدميره، مما يدل عن الوحشية المتمادية التي يستعملها جيش العدو في قصف كل الأماكن المدنية من كنائس وجوامع ومدارس ومستشفيات.

الحرب على غزة تحوّلت إلى حرب كونية تقودها الدول العظمى

تبيّن أن وجود الأساطيل الأميركية والأوروبية في الخليج العربي، والتحليق المكثّف لطيران هذه الدول ليس فوق غزة وحسب، ان الحرب تتم هذه المرة بقيادة دولية لم تُعرف بعد أهدافها الحقيقية، إن استهداف غزة بأكثر من 100000 طن من القذائف يدلّ على وجود جسر جوي بين إسرائيل والدول الداعمة لها، يعمل على مدار الساعة.

لبنان والجبهة الشمالية وحركة الموفدين

في الوقت الذي تدور فيه أقصى المعارك والمواجهات في قطاع غزة، لم تزل المواجهات وعمليات القصف المتبادل في جنوب لبنان تعمل ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها بعد عدوان الـ 2006 على لبنان، ولكن السؤال المطروح هو إلى متى تبقى هذه الجبهة مضبوطة الإيقاع؟ وهل أن أحداث الميدان التي قد تتطور في مختلف الاتجاهات سيستطيع لبنان من حماية نفسه من تداعياتها؟

لذا تكثر حركة الموفدين الدوليين إلى لبنان وتحت شعار التهدئة في الجنوب اللبناني وضرورة احترام القرار 1701، كان للموفد الرئاسي الفرنسي Jean-Yves Le Drian جولاته على اللبنانيين التي حذّر من خلالها من خطورة امتداد الحرب في غزة وشمولها كل لبنان، وفي هذه العجالة مرّر لودريان مطالبه بضرورة التمديد لقائد الجيش الذي يقوم بدور فاعل في الحد من تمدد النازحين إلى أوروبا. أما عملية الانتخابات الرئاسية فلم تأخذ الاهتمام الأول من الجولة.

من هنا يتساءل أكثر من مرجع لبناني عن الجدوى من التمديد أو التعيين في قيادة الجيش؟ وإذا كان أصحاب الربط والحل يستطيعون تأمين النصاب لجلسة التمديد أو إيجاد اجتهادات غب الطلب للتمديد من خلال مجلس الوزراء، فلماذا لا يستطيع هؤلاء الضغط لانتخاب رئيس للجمهورية؟ يشكّل المدخل الطبيعي للحل، هنا تكمن العقدة وهنا يكمن الخلل، إذ إن ذلك يدلّ على أن انتخاب الرئيس عملية مؤجلة إلى ما بعد بعد غزة.

* كاتب سياسي