على الرغم من موجة التصعيد “الإسرائيلي” الأخيرة، يجزم سفير لبنان الأسبق في واشنطن رياض طبارة لـ “الديار “بأن أي “حرب إسرائيلية موسعة على لبنان أو الجنوب غير مطروحة اليوم ، على الرغم من التصعيد الأخير تجاه القرى الجنوبية”، مؤكداً أن “إسرائيل ستدفع ثمناً كبيراً للحرب مع لبنان ولن تحقق أي مكاسب”.
ويلاحظ أن “الحرب الإسرائيلية الموسعة ستؤدي إلى الخسائر في كل الاتجاهات، والربح فيها لأي طرف لن يكون موازياً لخسارته، ولذلك فإن الوضع سيبقى على حاله، والسبب أن الأولوية لدى المجتمع الدولي، وخصوصاً لدى الدول الأوروبية، ليست موضوع الحرب “الإسرائيلية” على لبنان، بل ما زالت الأولوية لحرب غزة”.
ويقرأ طبارة في الخلاف الأميركي مع “إسرائيل” بأنه “مجرد تباين نظري، مرده إلى أن الهدف لدى اليمين “الإسرائيلي” الحاكم هو احتلال الضفة الغربية وغزة واستعمارهما، وقد بات “الإسرائيلي” يتحدث عن “إسرائيل الكبرى” علناً ، ويعلن عن إفراغ شمال غزة وبناء مشاريع استيطانية فيه، بينما في المقابل فإن الأميركيين يرفضون هذا التوجه، لأنهم يعتبرون أن هذا الهدف يعني حرب المئة عام”.
وبمعزل عن “الخلاف حول نهاية الحرب في غزة بين واشنطن ونتنياهو”، يتابع طبارة “إلاّ أن الدعم الأميركي “لإسرائيل” ثابت ولن يتغير بسهولة، وقد تمكن نتيناهو الذي يرتكب حرب إبادة في غزة، أن ينال تصفيق الكونغرس الأميركي، وهذه دلالة على أنه في موسم الانتخابات الأميركية، يستمر الدعم الأميركي “لإسرائيل” مهما كانت التباينات”.
وومن ضمن هذا السياق، يلفت إلى أن ” نتنياهو الذي كان يرفض الإجابة عن السؤال الاساسي عن نهاية الحرب وهدفها، قد بدأ اليوم يفصح عن أهداف العدوان، وهناك حديث عن خطر على الاردن، لأن مخطط الوزرين بن غفير وسموتريتش الاستيطاني في الضفة، سوف يؤدي الى الضغط على الاردن، وهذه هي النقطة الخلافية مع واشنطن، لأن حرب غزة قد انتهت من دون تحقيق أي نتائج بل استقرت على الستاتيكو الحالي، وهو أن “إسرائيل” عاجزة عن القبض على السنوار، وعاجزة عن إنهاء حماس التي بدورها لم تعد تملك قدرات كالسابق”.
وعن المرحلة الثانية التي بدأ الحديث عنها، يرى أن “إسرائيل تطلق بالونات اختبار من أجل استشراف موقف المجتمع الدولي من الاستيطان، وهو ما تعارضه الدول الأوروبية، ولكن من دون أن تكون لهذه المعارضة أي فاعلية. بينما بالمقابل واشنطن تمتلك القدرة على المعارضة، ولكنها لا تجرؤ على تنفيذ ذلك ميدانياً، بسبب سيطرة “اللوبي الإسرائيلي” على الإدارة الأميركية وعلى الكونغرس، ولكن الإدارة الاميركية، التي تتحدث عن خلافات وعن رفضها لسياسة الاستيطان “الإسرائيلية”، لن تتجه نحو أي ترجمة لهذا الموقف، بل على العكس فإن “إسرائيل” تضغط على الكونغرس من أجل أن يضغط بدوره على أميركا الجنوبية، من أجل سحب الدعوى ضدها لدى المحكمة الجنائية الدولية”.
وبالتالي، لا يتوقع طبارة “أي تعديل في المشهد الحالي على مستوى العلاقات الأميركية – “الإسرائيلية”، لأن المشكلة الكبيرة هي الاستيطان “الإسرائيلي” ورفض المجتمع الدولي لها، وهذا ما سيتظّهر في الأسابيع المقبلة”.