IMLebanon

طبول حرب تقرع ومخطط اسرائيلي الى العلن

 

 

للمرّة الأولى منذ 15 عاماً، تُقرع طبول الحرب الإسرائيلية في لبنان، ويعود الجنوب إلى ساحة الإستهداف وسط أصوات تحذير محلية وخارجية من أي خطوة نحو المجهول، حيث تؤكد مصادر نيابية مطلعة أنه بالإمكان التوصل إلى معادلة وقف لإطلاق النار في ظل الجهود المبذولة من أجل عدم جعل أي عدوان إسرائيلي على لبنان أمراً «حتمياً»، وذلك في ظل مسلسل الأحداث المُسجلة على الجبهة الجنوبية منذ أيام قليلة والتي دفعت نحو فرملة أية عناوين أخرى في الساعات الماضية والتركيز بالتالي على الوضع الأمني في الجنوب، والذي بات يضغط في كل الإتجاهات. وتعتبر المصادر النيابية أن الإتفاق بين كل الأطراف السياسية على الوقوف صفاً واحداً في وجه أي اعتداء إسرائيلي على السيادة اللبنانية، من شأنه أن يُبدّل المعطيات السياسية على كل المستويات، ذلك أن رفع مستوى الرد الإسرائيلي على الصواريخ المجهولة المصدر في المرة الأولى وتوسيع هامش غاراتهم بالمقاتلات الحربية شمالاً حتى مجرى الليطاني، قد شكّل الدافع الرئيسي وراء توسيع دائرة الردّ من قبل المقاومة بالأمس، وفق ما تقول المصادر نفسها،ما يستدعي القراءة الهادئة في المشهد الجنوبي بعيداً عن أية ردود فعل سريعة ومتوترة.

 

وعلى الرغم من أن دائرة الإعتداءات الإسرائيلية لم تشهد تبدلاً في الأمس،وعاد الهدوء الحذر ليسود القرى الجنوبية، فإن المصادر تشير إلى إشارات شديدة الخطورة ترجّح المغامرة الإسرائيلية، وذلك انطلاقاً من التهديد المتزايد للبنان والذي تزايدت وتيرته في الساعات ال48 الماضية، وتزامن مع مخاوف دولية من عودة الجنوب إلى دائرة الحرب وسقوط المعادلة الأمنية التي سيطرت منذ العام 2006.

 

وتعزو المصادر هذه المخاوف إلى الوضع الإقليمي المحتدم في ضوء تطور المواجهة البحريّة، بين إسرائيل وإيران، والمتعلقة خصوصاً بناقلات النفط، والتي كسرت قواعد الإشتباك التي كانت في السنوات الماضية، حيث تتحدث هذه المصادرعن مخطط إسرائيلي يهدف إلى تطويق حركة الناقلات الإيرانية في المتوسط، في اتجاه سوريا ولبنان على وجه الخصوص.

 

في موازاة ذلك، يبدو من اللافت، كما تضيف المصادر عينها، أن الحملات السياسية والديبلوماسية الإسرائلية، والتي تستهدف لبنان والمقاومة، تستعيد حملات سابقة، ولكن طرأ عليها اليوم عنصر جديد هو أن الصواريخ الأولى كانت فلسطينية الهوية كما تشير هذه المصادر، ولكن «حزب الله» تدخل بعد الغارات الإسرائيلية على القرى الجنوبية، من خلال الردّ على الرسالة التصعيدية الإسرائلية، والدفع نحو الحدّ من أية اعتداءات مُقبلة. وبالتالي فإن الرسائل الأخيرة، تُنذر بتحويل لبنان مجدداً ساحة ً وصندوق بريد للرسائل من قبل العدو الاسرائيلي. وعليه، فإن المصادر تخلص إلى التحذير من أية انزلاقات إلى أية سيناريوهات ذات طابع تصعيدي، في الوقت الذي بدأت تتشابك فيه العناصر الإقليمية مع العناوين السياسية والأمنية اللبنانية الداخلية، وذلك في مرحلة الإنهيارات على مستويات مالية واجتماعية واقتصادية.