القصف المعادي تجاوز خطير للخطوط الحمر.. وما هو موقف «حزب الله»؟
يشكّل العدوان الإسرائيلي على عمق الأراضي الجنوبية، ليل أول أمس، تطوراً بالغ الخطورة، كونه الأول منذ الـ2006 الذي يتمثل بقصف الطيران الحربي لمناطق قريبة من بلدة العيشية، بزعم الرد على صواريخ قيل أنها أطلقت من هذه المنطقة، وهو ما يمثل زيف ادعاءات إسرائيل، بدليل أن اعتداءاتها شملت العديد من المناطق الجنوبية. وهذا يؤكد وجود نوايا عدوانية باستهداف لبنان، لإيصال رسالة تحذير إلى إيران والدائرين في فلكها، من مغبة مهاجمتها أو التعرض لمصالحها.
ولا تخفي أوساط سياسية، كما تقول لـ«اللواء»، خشيتها من «نوايا إسرائيل المبيتة تجاه لبنان، بعد هذا التطور الميداني غير المسبوق منذ انتهاء عدوان تموز في الـ2006. وأن تتجرأ إسرائيل على استخدام طيرانها الحربي لقصف عمق الأراضي اللبنانية، فهذا يؤشر إلى بداية مرحلة شديدة الخطورة لا يمكن التكهن بمسار تطوراتها، في ظل قراءة رسمية لمجريات ما حصل، عبر عنها رئيس الجمهورية ميشال عون الذي لم يخف قلقه من تصعيد إسرائيلي قد يستهدف لبنان في المرحلة المقبلة».
وتشير الأوساط، إلى أن «لبنان الذي يدرك أن إسرائيل ليست بحاجة لذريعة من أجل استهدافه، لن يألو جهداً من أجل التصدي لأي محاولة إسرائيلية للاعتداء على أراضيه، ولهذا فإنه سارع إلى تقديم شكوى ضد إسرائيل، رداً على قصف طيرانها لمناطق في الجنوب»، لافتة إلى أنه «سيتم إبلاغ سفراء الدول الكبرى بمضمون هذه الشكوى، والطلب إلى حكوماتهم دعم الموقف اللبناني تجاه إسرائيل، والتحذير من مغبة إقدامها على أي عمل يعرض سيادة لبنان للخطر، في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية، توازياً مع احتدام الصراع في المنطقة، بين إسرائيل وإيران، وما يمكن أن يتركه من انعكاسات على لبنان».
وفيما تتجه الأنظار إلى موقف «حزب الله» من العدوان الإسرائيلي، إلا أنه ووفقاً لمعلومات «اللواء»، فإن الحزب سيوجه إنذاراً شديد اللهجة إلى إسرائيل من مغبة التمادي بالاعتداء على الأراضي اللبنانية، لأن ذلك سيدفعه إلى القيام بكل ما يراه مناسباً لحماية السيادة اللبنانية، بحكم أنه يرفض جعل لبنان مجدداً ساحة مستباحة لإسرائيل، بعدما أجبرها على مراجعة حساباتها إزاء أي اعتداء على لبنان. باعتبار أن قصف الطيران الحربي الإسرائيلي، يمثل انتهاكاً خطيراً لكل الخطوط الحمر، سيما وأنه يستدل من ذلك، أن إسرائيل تعمل من أجل تغيير قواعد اللعبة إذا أمكنها ذلك، وهذا أمر لا يمكن القبول به، بالنظر إلى تداعياته الأمنية على لبنان والمنطقة.
وبالنظر إلى خطورة ما جرى، فقد استعجلت قيادة «يونيفيل» عقد اجتماع ثلاثي في الناقورة، سعياً من أجل تجاوز ما حصل، وفي إطار تعزيز الأمن والاستقرار في الجنوب، باعتبار أن أي تصعيد لن يكون في مصلحة أي طرف، وبالتالي فإنه من مصلحة الجميع إبقاء الأوضاع مستقرة، وعدم الانزلاق إلى أي ردات فعل، قد تقود إلى تصعيد لا يمكن التكهن بعواقبه على المنطقة برمتها. وهذا ما شدد عليه قائد قوات الطوارئ الدولية الذي طالب الطرفين، اللبناني والإسرائيلي، بالحفاظ على الأمن والاستقرار في الجنوب.