Site icon IMLebanon

من ينقذ لبنان من الدمار المننهج؟

 

تستمر إسرائيل بشن الاعتداءات والقصف الجوي والاغتيالات، ضد حزب لله ولبنان، في اي مكان، بعيدا عن ساحة المواجهة المحتدمة جنوبا، ضمن مسلسل تدميري يستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، ومدينة صور والنبطية وبعلبك وغيرهم، ولا من يستطيع ايقافها عن تنفيذ اعتداءاتها، بالرغم مما تسببه من خسائر بأرواح المدنيين والأطفال، ودمار في الابنية والمنازل السكنية، والمرافق العامة، والحاق الضرر الفادح بالاقتصاد اللبناني.

وتستفيد إسرائيل من الدعم الاميركي اللامحدود، والتغاضي الدولي عن اعتداءاتها على لبنان، والتي لم تعد تقتصر على حزب لله كما تدعي، بل تشمل احداث أكبر قدر من التدمير المبرمج، والتهجير القسري للمدنيين، خارج مناطقهم، بهدف احداث اكبر قدر من النقمة والاستياء الشعبي، ومحاولة التسبب باشكالات وفتن بين المكونات اللبنانية.

 

تبدو مواقف الادارة الاميركية الحالية، الرافضة للقصف الجوي الإسرائيلي على المناطق القريبة من بيروت والمكتظة بالمدنيين، والتي تتكرر باستمرار بعد الاعتداءات على الضاحية الجنوبية للعاصمة، وكأنها بمثابة إعطاء الموافقة الضمنية لاستكمال مسلسل القتل والدمار الإسرائيلي ضد لبنان، لا فاعلية لها ، ولا عواقب مانعة ، لانها لا تستتبع باجراءات وتدابير فورية توقف هذا المسلسل وتضع حدا له، بينما بات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، الذي تجرأ وانتقد بشدة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وطالب بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، منبوذا من قبل إسرائيل، ومعرضا لشتى الاتهامات المزيفة.

وفي حين بقيت مواقف الدول العربية الشقيقة الداعمة للبنان بقوة، ان كان في القمة العربية الاخيرة، او غيرها، والمستنكرة للعدوان الاسرائيلي المتواصل، محدودة التاثير، وفاعليتها شبه معدومة، لانها لم تقترن بتدابير واجراءات ضد إسرائيل، وباتت وكأنها بمثابة ردة فعل فورية وغاضبة، لاتبدل شيئا في وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.

أما الأسوأ في المشهد السواداوي، فهو ان حرب المشاغلة اوالمساندة، التي يشنها حزب لله لدعم غزّة، لم تعد تنفع في صد العدوانية الإسرائيلية على لبنان، بل انقلبت خرابا ودمارا، وتحولت إلى حرب واسعة النطاق ضد المناطق اللبنانية، بلا رادع اوحسيب.

يقف لبنان اليوم عاجزا عن وقف هذا العدوان الإسرائيلي التدميري الممنهج، وكأنه اصبح متروكا لقدره، ينتظر مصير الوساطة الاميركية من هنا ، او المبادرة الفرنسية من هناك ، بينما تبدو السلطة اللبنانية عاجزة وغير قادرة على اخذ المبادرة، وتولي زمام الامور، لمنع استمرار استعمال لبنان ساحة مستباحة لايران، لتحقيق مصالحها على حساب اللبنانيين ، من دون رادع ، ومسلسل الاعتداءات الإسرائيلية متواصل ، بلا اي رادع .