IMLebanon

عدوان الحرب العبثية

 

 

بعد 111 يوماً على العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة يتوافر اقتناعٌ عام بأن بنيامين نتانياهو فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أي واحد من الأهداف المعلَنة لهذا العدوان غير المسبوق ببربريته، في العصر الحديث، وهو بالتأكيد لن يؤدي الى تحقيق الهدف الذي بات معروفاً، من غير أن يكون معلَناً، وهو تثبيت موقع رئيس وزراء الكيان الصهيوني في السلطة وتأمين مستقبله السياسي المقبل على الأفول. وثمة إجماع بأنه بات عدواناً عبثياً لن يُسفر إلّا عن المزيد من وقائع جرائم الحرب.

 

وفي الواقع الذي يقلق العدو الإسرائيلي أن هذه الحرب العبثية، التي أسفرت عن كوارث تقشعر لها الأبدان، كشفت هشاشة الكيان الصهيوني الذي يصحّ فيه قول أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أنه «أوهى من بيت العنكبوت».

 

والوهن ليس فقط عجزاً في حسم المعركة في الميدان لمصلحة العدو، إنما أيضاً في الخلافات العمودية التي تبدو للمرة الأولى في هذا الحجم، بامتدادها من الخلافات الحادة في «الكابينت» وحكومة الحرب الى المواطنين العاديين. وهي اختلافات انعكست إقبالاً غير مسبوق على «الهجرة العكسية» من الكيان المحتل الى أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية.

 

وليس دليلاً على الديموقراطية المزعومة في المجتمع العبري ما نعاينه من انتقادات حادة موجهة الى القيادة العسكرية والسياسية بقدْر ما هو تأكيد على الخوف الذي يعبّر عنه الصهاينة الذين أدركوا، بشكل قاطع، أن ساعة انتهاء هذا الكيان قد دقّت مهما طال أمد حلولها. فلقد كشفت مغامرة نتانياهو أنها استعجلت النهاية المحتومة.

 

الى ذلك لا يمكن المرور، سريعاّ، على الخلاف العلني بين الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته من جهة ونتانياهو من جهة ثانية، وهو ما يضجّ به الإعلام الأميركي خصوصاً والعالمي عموماً. صحيح أنه من السذاجة الرهان على أن هكذا خلافاً سيؤدي الى رفع واشنطن حمايتها عن الاحتلال الصهيوني، ولكنه فاعلٌ بالتأكيد في الدفع الأميركي نحو حل سياسي يتمثّل في «الدولتين». فالموقف الأميركي واضح في هذا السياق، والخلاف مع «بيبي» وعصابته يتعاظم كل يوم حول هذا الحل…

 

وامّا مطالبة وزير الزراعة الصهيوني بضرب غزّة بقنبلة نووية فليس سوى تعبير عن العجز المطبق، وأيضاً عن الخوف الذي يلامس حدود الرعب.