IMLebanon

رغم التطمينات الأميركيّة: قلق في لبنان من عدوان إسرائيلي خلال الصيف 

 

 

يُقال في بعض الأوساط اللبنانية ان المهلة المتاحة أمام الوصول الى حل دبلوماسي للجبهة الجنوبية لن يتخطى شهر تموز، وبالتالي فإن لم تصل الحرب الى خواتيمها قبل هذا التاريخ فقد تندلع مواجهة كبرى بين لبنان و “اسرائيل”، فهل تسمح الولايات المتحدة الأميركية بهذا السيناريو؟

 

من حيث المبدأ، لا يمكن النظر إلى التصعيد الإسرائيلي، سواء من الناحية العسكرية أم من ناحية التهديدات التي يطلقها المسؤولون الأسرائيليون بشكل يومي باتجاه لبنان، إلا من باب التهويل الذي يعكس حجم الأزمة التي تمر بها “إسرائيل” على مستوى كيفية التعامل مع المعادلات التي فرضها “حزب الله” عليها، خصوصاً بالنسبة إلى أزمة سكان المستوطنات الشمالية، لكن من دون أن يعني ذلك قدرتها على الدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة مع “حزب الله”.

 

في هذا السياق، من الضروري التشديد على أن المعادلة التي تسمح بمثل هذه المواجهة غير متوافرة، فتل أبيب تدرك جيداً أن المواجهة مع حزب الله لن تكون كنزهة بالنسبة إليها، خصوصاً أن قدرات “حزب الله” أكبر من تلك التي لدى فصائل المقاومة مجتمعة في قطاع غزة، في حين هي عجزت عن تحقيق أهدافها هناك خلال 7 أشهر من الحرب. أما الأهم فهو عدم توافر الغطاء الدولي، تحديداً الأميركي، لمواجهة من هذا النوع.

 

هنا، من الضروري الإشارة إلى أن واشنطن، منذ اليوم الأول للعدوان على غزة، تسعى إلى منع خروج الأمور عن السيطرة، لا سيما لناحية انتقال الصراع إلى ساحات أخرى، تحديداً الساحة اللبنانية. وتشير مصادر سياسية مطلعة على الموقف الأميركي الى أن الإدارة الأميركية ترى أنه من الضروري أن تذهب تل أبيب إلى البحث عن الحلول السلمية، أي وقف الحرب في غزة، بدليل دعمها لمسار المفاوضات القائمة في العاصمة المصرية القاهرة، خصوصاً أن تداعيات هذه الحرب تؤثر في واقع الرئيس الأميركي جو بايدن الإنتخابي.

 

وتعتبر المصادر أنه بناء على ذلك، يمكن فهم الخطوات التي تقوم بها الإدارة الأميركية الحالية، لناحية مراجعة وتأجيل إرسال شحنات الأسلحة إلى تل أبيب، الأمر الذي لا يمكن أن يفهم إلا في سياق الضغط عليها، لوقف التصعيد، لا سيما باتجاه مدينة رفح، والانخراط الجدي في المفاوضات الدبلوماسية، كاشفة أن الإدارة الأميركية أبلغت الإسرائيليين بأن اجتياح مدينة رفح قد يؤدي الى انهيار العلاقات الأميركية – الإسرائيلية، ولو أن هذا الأمر لا وجود له بالقاموس اللبناني حيث القناعة تامة بأن الأميركيين لا يتركون الاسرائيليين.

 

وتكشف المصادر أن الدوائر الدبلوماسية الأميركية تشدد على استمرار رفض الإدارة الأميركية لتوسيع الحرب مع لبنان، مشيرة الى أن الأميركيين لن يعطوا الضوء الأخضر لتل أبيب لمثل هذه العملية ولن يؤمنوا لها الدعم التسليحي الضروري، ناهيك بتأكيدات الجسم العسكري الإسرائيلي عدم قدرته على الدخول في حرب واسعة مع لبنان لأسباب تتعلق بقدرات الجيش المستنزفة في غزة، ولكن كل هذا يُقابله من الجهة الأخرى إصرار اسرائيلي على محاولة فصل الجبهات بين غزة ولبنان لمنع تثبيت معادلة وحدة الساحات.

 

تشير المصادر الى أن جهات لبنانية عديدة سمعت من الأميركيين حرصهم، بالاشتراك مع الإيرانيين، على عدم تصعيد الحرب في المنطقة، ولكنها لا تزال قلقة من احتمال عدم انعكاس الهدنة إن حصلت في غزة على الواقع اللبناني، خاصة أن أميركا لن تتخلى عن اسرائيل وهذا من سابع المستحيلات، آملة أن يكون الضغط الأميركي المتعلق بتأجيل شحنات الأسلحة الى الاسرائيليين في حربهم على غزة، قائما على الجبهة اللبنانية أيضاً، لأن هذا الدعم يشكل العمود الفقري لأي حرب مقبلة.

 

بنظر المقربين من المقاومة فإن الإسرائيلي غير قادر على خوض حرب واسعة في لبنان، ويرجح هؤلاء أن تنتهي الحرب في لبنان بمجرد انتهاء الحرب في غزة، ولكن يبقى خيار التوسيع قائماً بظل حكم اليمين المتطرف في “اسرائيل”.