Site icon IMLebanon

الطيران الإسرائيلي في خطر فوق لبنان؟

من ضمن اكثر ما يقلق اسرائيل في منظومة حزب الله الصاروخية، ذلك الشق المتعلق بالدفاع الجوي، في ظل التقارير المتضاربة حول المستوى التسليحي الذي وصل اليه الحزب في هذا المجال،في ضوء تقديرات الاستخبارات العسكرية للعدو، بان التحدي البارز في الأشهر المقبلة، يتمثل في كيفية رسم خط أحمر جديد، على ضوء تراجع قدرة الردع الاسرائيلية في مقابل حزب الله، وبخاصة سلاح الجو العمود الفقري في اي عملية عسكرية، فضلا عن دوره الاستخباراتي.

ففي تقرير لموقع «واللا» الاسرائيلي، تحت عنوان «اليوم الذي يطلق فيه حزب الله صاروخاً يسقط طائرة حربية إسرائيلية»، تحدثت تقارير العدو عن انكشاف الطيارين الاسرائيليين خلال الاشهر الستة الأخيرة اما تعقب متنوع لعدد من الرادارات على الساحة اللبنانية، ما رتب ضرورة اتخاذ سلاح الجو لسلسلة من الاحتياطات، مع توافر معلومات عن تسلم حزب الله من الجيش السوري لمنظومتي دفاع جوي متطورة من نوع «SA-17 و SA 22 » ، قادرتان على التعامل مع الصواريخ، المروحيات، المقاتلات الحربية، وطائرات مختلفة، بعدما كان حصل الحزب في السابق على منظومتي « 6 وSA 8».

الخبراء الاسرائيليون الذين اعادوا الجرأة المتزايدة لحزب الله في استفزاز الطائرات الاسرائيلية، الى الوجود الروسي الذي «يغطي» استخدامهم لقدرات الكشف الخاصة بالطائرات، اشاروا الى منظومات الانذار المستخدمة في المقاتلات الاسرائيلية،تسمح للطيار بتقدير درجة التعقب وما اذا كان تم «الاطباق الراداري» عليها تمهيدا لمحاولة اسقاطها ، مؤكدين ان القيادة العسكرية في تل ابيب تقيم يوميا الوضع من أجل اتخاذ القرار حول نسبة التهديد، من جهة، والقدرة والنية من جهة ثانية،لتحديد مدى الاحتكاك الذي يمكن للطائرة أن تصل إليه مع أنظمة الدفاع الجوي التي نصبت بين سوريا ولبنان.

التقرير الذي سوق للدور الكبير الذي يلعبه سلاح الجو الإسرائيلي في جمع المعلومات الاستخبارية المتعلقة ببنك الأهداف الذي يراكمه الجيش الإسرائيلي، والذي تضخّم بشكل دراماتيكي منذ حرب لبنان الثانية، اعتبر «ان بعض الطلعات الجوية التي يجري تنفيذها في الأجواء اللبنانية والسورية تهدف إلى خدمة عمليات موضعية، وتشكل جزءاً لا يتجزأ من أنشطة الأمن الجاري التي ترمي إلى توسيع دوائر الإنذار لدولة إسرائيل والرد العملياتي لأحداث متدحرجة».

مصادر لبنانية مطلعة اشارت الى ان صواريخ «ارض جو» التي يملكها الحزب ستؤدي الى ارباك الطيران الاسرائيلي في ادارة معركته، اذ لن يعود في وسع الطيار الاسرائيلي اعتبار مهمته فوق لبنان بمثابة «يوم عمل عادي»، مع اضطراره للتفكير لحظة اقلاعه انه ربما لن يعود، لانه بات في الامكان إسقاطه او أسره، وهو الامر الذي سيعيق احد اهم مكامن القوة التي غالباً ما فاخرت بها اسرائيل في حروبها الخاطفة من الجو.

واشارت المصادر الى ان اخطر ما يؤرق اسرائيل هو صواريخ «اس ايه 22»، المعروفة باسم «بانتسير أس واحد»، التي تدمج بين سلاح مدفعي مضاد للطائرات وقذائف أرض جو، في نظام واحد، يمكن تشغيله في وضعيات ثابتة تماماً أو من على عربة مجنزرة أو ذات عجلات تعد قصيرة المدى. لكن أهميتها تبرز بسرعة الصواريخ التي تصل الى ألف وثلاثمئة متر في الثانية وبتعدد وظائفها.

وبحسب المعلومات، يحمل النظام مدفعاً من عيار ثلاثين مليمترا واثنتي عشْرة قذيفة أرض جو تزن الواحدة منها خمسة وستين كيلوغراماً في الانطلاق، ولها سرعة تصل الى ألف ومئة متر في الثانية، أما مدى هذه القذائف فيصل إلى اثني عشر كيلومتراً لتطال طائرات على ارتفاع منخفض كما تحوي القذيفة على الرأس الحربي المتشظي والذي يزن كيلوغراماً. كما تتضمن هذه المنظومة رادارات تعقب يمكن للاس أي اثنين وعشرين كشْف هدف على مدى ثلاثين كيلومتراً وتتبعه حتى أربعة وعشرين كيلومتراً، ويتعقب الأهداف والقذائف في مرحلة الطيران.

وبالتالي يعد هذا النظام مصمماً لحماية المنشآت المدنية والعسكرية المختلفة وهو قادر على مجابهة جميع أنواع التهديدات المعادية سواء كانت طائرات مقاتلة مروحيات طائرات من دون طيار، أو صواريخ كروز كما يمكنه تدمير الأهداف البرية والبحرية ذات الدروع الخفيفة، وذلك على مدى يصل إلى عشرين كيلومترا وارتفاع حتى خمسة عشر كيلومتراً.كما بوسع المنظمومة إطلاق النار في حالة الحركة والتوقف. كما يمكنها متابعة عشرين هدفاً في وقت واحد وإطلاق الصواريخ على أربعة منها.

وسط كل ذلك تعيش اسرائيل عقد الطيار المفقود «رون أراد» وكابوس تكرار حالته ،التي رغم مرور عشرات السنوات لم تنجح اسرائيل في تحقيق اي خرق.