يسجّل في الأيام الأخيرة، ما تفعله إسرائيل من تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف قيادات حزب الله وبعض قادة “حماس” من خلال استمرار قصفها منازل لقادة المقاومتين الاسلامية والفلسطينية أو عناصرهما على امتداد المناطق اللبنانية وقطاع غزة، وهذا يُعَدّ بالتأكيد تغييراً في النهج الاسرائيلي.
إسرائيل الغاصبة، لا تدري أنّ مقتل قياديّي المقاومة الاسلامية والفلسطينية، يزيد المقاتلين إصراراً وصلابة، لتحقيق النصر الأكيد على الدولة العبرية المعتدية.
والدولة العبرية المعتدية، إن كانت “فرحت” يوماً بعمليات التطبيع بين بعض الدول العربية وبينها، أيقنت أنها فشلت في عمليات التطبيع هذه، وأكبر دليل على ما أقول: التطبيع بين مصر والدولة العبرية… هذا التطبيع الذي رفضه الشعب المصري بإصرار، ما يدلّ على ان شعوبنا العربية لا تزال تحمل في طيّات نفوسها الكرامة والعزّة والإباء والثورة والإيمان… وإنّ هذه الشعوب قادرة على قلب الموازين في أي لحظة. والدليل ما فعلته “حماس” والمقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، حيث قُلبَت المعادلة وباتت عملية “طوفان الأقصى” محور أحاديث الأكاديميات العسكرية في العالم.
وها هو ذا حزب الله اللبناني، في عملية الاسناد التي يتبعها ومن خلال دفع أثمان باهظة من دماء أبطاله، غير مستعد للتراجع، رغم ما تلجأ إليه قوات الكيان الاسرائيلي المحتل من اغتيالات لمن تسميهم “القادة”… لأنّ المقاومة الاسلامية مؤمنة أيضاً بالقول: إذا مات منا بطل، حلّ بطلٌ آخر مكانه فوراً، بالإيمان نفسه، والعزيمة نفسها والإيمان ذاته.
وفي المعلومات التي نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية عن عملية اغتيال القيادي في حزب الله طالب عبدالله أورد هذا التقرير، مع أسماء كبار المقاتلين والقادة الذين نجحت إسرائيل في اغتيالهم في بيوتهم، لأقول: رغم فرحة إسرائيل باغتيال هؤلاء القادة، فإنّ هؤلاء الشهداء وغيرهم من مقاومي المقاومة الفلسطينية، سيظلون منارات لمن جاء بعدهم… ولتفهم إسرائيل اننا نفخر بشهدائنا ونعتز بشهادتهم… لأنّ كل واحد منا مقاوم ومقاتل، وقد سار على الدرب مهما كانت الصعاب.
يقول تقرير الصحيفة: “إنّ عملية اغتيال القيادي في حزب الله طالب عبدالله (أبو طالب) الثلاثاء الماضي بغارة جوّية إسرائيلية استهدفت بلدة جويّا اللبنانية، تشكّل ضربة قاسية للحزب”.
وأشارت الصحيفة في تقريرها الى “انه من غير الواضح ما إذا كانت عملية الاغتيال هذه، ستقود الحزب الى تغيير القواعد التي وضعها لنفسه”… وأضافت: “إنّ القصف العنيف الذي أطلقه حزب الله صباح الاربعاء على منطقة الجليل بأكملها، هو تعبير مباشر عن غضب قيادته إزاء اغتيال عبدالله المعروف بـ”أبو طالب”، قائد جبهة حزب الله في جنوب لبنان”.
وتابعت: “يتوافق منصب عبدالله مع رتبة مقدّم في الجيش الاسرائيلي، أي قائد فرقة… وقد كان مسؤولاً في السنوات الـ20 الماضية عن معظم الهجمات الهامة على الأراضي الاسرائيلية من قطاع مزارع شبعا الى كريات شمونة”.
وأكمل: “طالب عبدالله “أبو طالب” هو اسم قائد من حزب الله يتم القضاء عليه حتى الآن في الحرب، لقد كان عبدالله قائداً للمنطقة الممتدة من حدود إسرائيل الى نهر الليطاني، من بنت جبيل وصولاً الى مزارع شبعا”.
وأردف: “كان عبدالله يدير غالبية قوّة حزب الله وخصوصاً مجموعة النيران الكبيرة للحزب ضمن المنطقة المذكورة والتي تمطر إسرائيل بصواريخ بعيدة المدى”.
ورأى التقرير ان حزب الله يحاول “خلق” المعادلات خلال هذه الحرب.. أحدها هو أنّ الهجوم الدقيق الذي تقوم به إسرائيل على التسلسل القيادي أو على الأصول العسكرية الحيوية لحزب الله. يقابل بكميات كبيرة أو متوسطة من النيران التي تستهدف بشكل رئيسي الأهداف العسكرية التابعة للجيش الاسرائيلي في المنطقة الحدودية المحاذية للبنان، وكذلك المستوطنات الفارغة.
ويلفت التقرير أيضاً الى انه بصرف النظر عن الضرر المعنوي الذي لحق بحزب الله في القضاء على عبدالله وقادة آخرين كانوا معه، سيؤثر على قدرة الحزب على شنّ حرب شاملة في جنوب لبنان خصوصاً عندما يقوم الجيش الاسرائيلي ببدء هجوم برّي ومناورات في المنطقة التي كانت تخضع لقيادة عبدالله.
كما تابع: ان المنطقة التي كان عبدالله يديرها هي مسرح الحزب البرّية الرئيسية لحزب الله. ويُقال إنّ قوّة الرضوان التابعة للحزب تنطلق من هذه المنطقة لاقتحام الأراضي الاسرائيلية تحت غطاء نيران كثيفة من الصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار قصيرة المدى، نسبياً التي سيتم إطلاقها من المنطقة.
وختم: لا يبدو ان حزب الله مهتم بإحداث تصعيد كبير يعطي لإسرائيل سبباً لمهاجمة منشآته الاستراتيجية وصواريخه في عمق الاراضي اللبنانية. والحقيقة ان التنظيم ورعاته الايرانيين، وكذلك إسرائيل، لا يريدون حالياً حرباً كبرى من شأنها ان تسبب دماراً كبيراً في لبنان كما في إسرائيل. المهم عدم تجاوز قواعد الحرب المحدودة المرسومة حالياً.
من هم أبرز قادة حزب الله الذين اغتالتهم إسرائيل منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023:
لقد ذكر موقع “سكاي نيوز عربية” ان الجيش الاسرائيلي أكد انه اغتال طالب عبدالله، القيادي الكبير في حزب الله، إضافة الى 3 مقاتلين آخرين في الحزب في غارة على مركز للقيادة والتحكم في جنوب شرق لبنان.
ومنذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، أعلن حزب الله عن استشهاد 334 عنصراً، فيما أعلن الجيش الاسرائيلي انه استهدف أكثر من 320 عنصراً من الحزب.
ومن أبرز القادة الذين اغتيلوا منذ ذلك الوقت:
– إسماعيل يوسف باز: قائد القطاع الساحلي للحزب.
– محمد حسين مصطفى شحوري: قائد وحدة الصواريخ في القطاع الغربي لقوة “الرضوان”.
– علي أحمد حسين: قائد منطقة حجير التابعة لقوة “الرضوان”.
– علي عبد الحسين نعيم: نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف.
– علي محمد الدبس: قائد مركزي في قوة “الرضوان”.
– حسن محمود صالح: قائد الهجوم في منطقة جبل دوف.
– محمد علوية: قائد منطقة مارون الراس.
– حسن حسين سلامي: قيادي في وحدة ناصر.
– علي حسين برجي: قائد منطقة جنوب لبنان من الوحدة الجوّية للحزب.
– حسين يزبك: القائد المحلي في الناقورة.
– عباس محمود رعد: قيادي في قوة “الرضوان” ونجل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النيابية.
إنّ هؤلاء الشهداء لفي عليين… فإذا أضفنا إليهم شهداء “طوفان الأقصى” يتبيّـن لنا بما لا يدع مجالاً للشك ان المناضلين الحقيقيين لن يبخلوا بالدماء من أجل تحقيق النصر… وما النصر إلاّ من عند الله…