IMLebanon

«إسرائيل» تستثمر في الوقت الضائع لكنها تتفادى الانزلاق إلى المواجهة 

 

 

تكتسب التطورات الأخيرة على الساحة الجنوبية أكثر من طابعٍ لافت خصوصاً وانها تأتي في لحظةٍ محتدمة على الساحتين الإقليمية واللبنانية الداخلية كما الفلسطينية، حيث لا تخفي مصادر نيابية جنوبية، وجود حالةٍ من التوجس لدى العديد من المواكبين لمسلسل الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة خصوصاً في بلدة الغجر وتحديداً في الجانب اللبناني منها، وذلك في دلالة على عملية استهداف من جانب «إسرائيل» للجبهة الجنوبية ومن خلال اللجوء إلى خطواتٍ ميدانية في الوقت الضائع إقليمياً، بغية تكريس أمرٍ واقعٍ في مرحلة لاحقة. ووفق هذه المصادر، فإن ما شهدته الحدود في الأيام الماضية، يندرج في سياق مخطط «الخطوة الخطوة» الذي تعتمده «إسرائيل» لكي تقيم نقاطاً ثابتة لها في الجزء اللبناني من البلدة، والذي يلقى مواجهةً من أهالي البلدة بالدرجة الأولى كما هو واضح حتى اليوم.

 

ولا ترى هذه المصادر أن ما تقوم به «إسرائيل» من اعتداءات على السيادة اللبنانية في الغجر أو في مناطق أخرى كما في البحر أيضاً، هو منفصلٌ أيضاً عن المحطة الدولية المرتقبة وهي التجديد لقوات الطوارىء الدولية «اليونيفيل» العاملة في الجنوب، والتي تسعى «إسرائيل» إلى الضغط فيها على مجلس الأمن والدول الأعضاء فيه، من أجل توسيع رقعة عمل وصلاحيات «اليونيفيل»، بما يتلاءم والأهداف الإسرائيلية في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها حكومة بنيامين نتنياهو نتيجة حركة الإعتراض الشعبي الكبير عليها.

 

وبالتالي، فإن كل ما يسجّل من تعديات وخروقات إسرائلية في الآونة الاخيرة في عدة نقاط من الخط الأزرق كما في شبعا والغجر، لن يكون مرشحاً للتطور من الناحية العسكرية الميدانية، كما تكشف المصادر النيابية نفسها، والتي تؤكد على توازن الرعب القائم على طول الجبهة الجنوبية، بدلالة أن «إسرائيل» قد لجأت إلى الأمم المتحدة وإلى واشنطن، من أجل معالجة مسألة الخيم التي أقامها «حزب الله» في مزرعة بسطرة في كفرشوبا، والتي وضعت نتنياهو في موقع صعب، حيث أنه ليس في صدد القيام بأي مواجهة عسكرية واسعة على الجبهة الجنوبية، خصوصاً في الوقت الذي تشتعل فيه جبهته الداخلية ويصعّد من اعتداءاته في الداخل الفلسطيني كما حصل في مخيم جنين حيث نفذت «إسرائيل» جرائم حرب ضد المدنيين، وذلك بإفادة عواصم ودول عربية وغربية في آن.

 

لكن الوقت الضائع على المستوى الداخلي لجهة استمرار الفراغ الرئاسي وتنامي مناخ الإنقسام بين القوى السياسية، قد شكل مناسبةً لـ «إسرائيل» من أجل الإستثمار في الفراغ السياسي، ومحاولة الدخول على الخطّ وتوجيه رســائل مباشرة من خلال اعتداءاتها، ولكن من دون أن تــصل إلى حــدود الدفع نحو انزلاق الوضع الأمني إلى نقــطة خطرة وبالتالي تغيير المعادلة الميدانية، بحسب المصادر النيابية نفسها، حيث ان «إسرائيل» كما واشنطن، تحاذران الإنجراف إلى أي حسابات خاطئة، قد تؤدي إلى التصعيد وإلى الإطاحة بالاستقرار الهش في المنطقة الحدودية.