IMLebanon

التصعيد مستمر طالما استمر «الدلع الإسرائيلي» على المجتمع الدولي

 

 

بدا من الوقائع الميدانية في الجنوب، والسياسية بحركة الموفدين الغربيين في لبنان، انّ المطلوب واحد من التصعيد العسكري، تحقيق مكسب ما للكيان الاسرائيلي، نجح الى حدّ ما في ملامسته بتنفيذ الاغتيالات لقادة «حماس» و«حزب الله» الميدانيين، والمطلوب واحد من حركة الموفدين، وهو تطمين اسرائيل ايضاً الى سكون جبهتها الشمالية، وإرضاء لبنان بما قيل عن تثبيت حدوده البرية في النقاط والأراضي المحتلة التي يطالب بتحريرها.

وعلى هذا لم تختلف مضامين وأهداف حركة كل الموفدين الاميركيين والاوروبيين والدوليين، وآخرهم امس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا، الذي التقى رئيسي المجلس نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب ووزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون، ونقل اليهم حسب معلومات «الجمهورية»، قلق المجتمع الدولي من التصعيد العسكري في الجنوب، داعياً «إلى البدء بخطوات ما، لم يحدّدها، من طرفي الصراع لوقف لتصعيد او على الاقل تخفيفه الى الحدّ الأدنى».

 

وإن كان لاكروا مهتم بحكم وظيفته الدولية المتعلقة بعمليات السلام في العالم بتطبيق الاتفاقات الدولية التي تنهي النزاعات، فهو سمع من الجانب اللبناني ما مفاده أن لا مشكلة لدى لبنان في تطبيق القرارات الدولية، وهو ملتزم بها خلافاً للكيان الاسرائيلي الذي لم يلتزم بها، وانّ لبنان مستعد لتطبيق القرار 1701 كاملاً شرط ان تلتزم اسرائيل بتطبيقه وتنسحب من الأراضي اللبنانية المحتلة كافة من البحر الى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، طالما انّها تقرّ انّ المزارع ليست فلسطينية، ونحن وسوريا نتدبر امرنا بالتفاهم لاحقاً بعد انسحاب اسرائيل منها.

 

واعتبر المسؤولون اللبنانيون انّ وقف الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق الجنوبية، ولا سيما السكنية منها، وإبداء الاستعداد للتفاوض حول الانسحاب من الاراضي اللبنانية، امر قد يُشجّع او قد يخلق جواً إيجابياً يمهّد للدخول في المفاوضات حول التهدئة وشروطها وآلياتها التفصيلية. وقد سمع المسؤولون اللبنانيون من لاكروا انّه سيزور اسرائيل اليوم الاربعاء، او غداً للغاية ذاتها، وهي اتخاذ خطوات معينة لتهدئة الوضع.

 

لكن بدا من حركة التصعيد الاسرائيلي الكبيرة والخطيرة مؤخّراً، سواءً على قرى الحدّ الأمامي للحدود او في عمق بعض المناطق، كما فعل قبل ايام بقصف بلدة كوثرية السياد الواقعة في قضاء الزهراني على طريق النبطية، او في استهداف فرق الإسعاف وصيانة الكهرباء والاعلاميين والمدارس والجوامع والكنائس وجنازات تشييع الشهداء، كما فعل امس في خربة سلم حيث قصف الاحتلال مشيّعي الشهيد جواد الطويل، فسقط عدد من الاصابات، عدا اغتيال الكوادر العسكرية للمقاومة، فإنّ كل هذا ليس مجرد ردّ فعل على عملية نوعية هنا أو عملية مؤثرة هناك ضدّ مواقع الاحتلال، بل هو مسار اسرائيلي تصعيدي لن يتوقف قبل تلبية كل او بعض شروط اسرائيل، وابرزها وقف عمليات المقاومة بالحدّ الأدنى إن لم يكن ممكناً سحب قواتها الى خارج الشريط الحدودي كيلومترات عدة، أو لم يكن ممكناً سحبها الى شمالي الليطاني. وهو امر ستقابله المقاومة بتصعيد موضعي ضدّ المواقع الحيوية لجيش الاحتلال، ما يعني أن لا تفاوض قبل وقف العدوان على غزة ولبنان.

 

بقيت مسألة اشار اليها مصدر رسمي بقوله لـ «الجمهورية»: انّ مسألة الانسحاب من مزارع شبعا لا تتعلق بالقرار 1701 بل بالقرار 425 القديم الصادر بعد حرب 6 حزيران عام 1967، وهو القرار الذي انتهكته اسرائيل ايضاً بقضم مزارع شبعا تدريجياً، وبالتالي البحث بمصيرها سيكون متروكاً لمرحلة لاحقة من المفاوضات، ما لم يقرّر الموفد الاميركي آموس هوكشتاين ضمّها الى مفاوضاته حول تطبيق القرار 1701، وهو امر سبق ورفضته اسرائيل لرغبتها بعدم الانسحاب من مزارع شبعا لأسباب عسكرية وتجسسية واقتصادية، كونها تضمّ الكثير من المنتجعات السياحية الشتوية وتدرّ مبالغ كبيرة على اقتصاد الكيان، وتُعتبر مصدراً اساسياً للمياه للمناطق الشمالية الشرقية من فلسطين المحتلة.

 

وبإنتظار ما سيحمله هوكشتاين في زيارته خلال اليومين المقبلين (الخميس او الجمعة كما تردّد)، سيقى مسار التصعيد قائماً من جانبي الحدود اللبنانية، ما لم يوقف الغرب بدوله كافة ومجلس الامن الدولي، ما وصفته مصادر رسمية، «الدلع الاسرائيلي على المجتمع الدولي».