Site icon IMLebanon

مخاوف إقليميّة… باسيل خارج التسوية… ورسائله للجميع 

 

 

خيّمت الاعتداءات “الإسرائيلية” على دمشق بالأمس، والتي تعتبر الأكثر عدوانية، على الأجواء السياسية الداخلية والإقليمية، بحيث تشير المعلومات من مصادر ديبلوماسية عربية، وفق ما ينقل عن لسان أحد المسؤولين السياسيين اللبنانيين، الى أن الوضع الإقليمي في غاية الخطورة، ولا يستبعد حصول تصعيد عسكري ودخول المنطقة في أجواء حرب، تتزامن مع توسيع مروحة الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وهذا ما يترك تساؤلات حول الوضع في لبنان، في ظل الشغور الرئاسي والانهيار الاقتصادي على كافة المستويات، وبمعنى أوضح، هل وفي خضمّ هذه الظروف التي تمرّ بها المنطقة، والحديث عن توسيع رقعة الاعتداءات “الإسرائيلية” على سوريا، وربما أكثر من ذلك، كيف للبنان في ما يعانيه من صعوبة انتخاب رئيس الجمهورية والانقسامات السياسية بين مكوّناته، وصولاً إلى غياب الإهتمام الدولي المطلوب، إن على صعيد الدعم الاقتصادي، أو ما وصل من رسائل إلى المسؤولين اللبنانيين ليساعدوا أنفسهم قبل أن يساعدهم الغير.

 

ووفق الأجواء المتداولة، فإن هذا الأمر يشكل أعباءً إضافية على الساحة اللبنانية، ويجعلها عرضةً لكل التوقّعات والاحتمالات، بما في ذلك لاضطرابات أمنية وزعزعة الاستقرار الأمني تحت ذريعة الانهيار الاقتصادي، وهذا الوقت الضائع في المنطقة الذي قد تستغله  جهات كثيرة لضرب السلم الأهلي وخلق الفوضى.

 

من هنا، وإزاء هذه الأوضاع، ينقل وفق المعلومات، أن المعنيين بالملف اللبناني لديهم مخاوف كبيرة من تفلّت الأمور في لبنان، وبناءً عليه، وخلافاً لبعض المخاوف والتحليلات، فإن المعطيات تشير إلى جهود مستمرة تفاعلت في الأيام الماضية للإسراع في انتخاب رئيس للبنان وتشكيل حكومة جديدة، ومعالجة معاناة الناس قبل حدوث أي تطورات دراماتيكية، إما في المنطقة على خلفية الإعتداءات “الإسرائيلية”، أو من خلال انعكاسات وارتدادات الحرب الروسية ـ الأكروانية.

 

ووفق ما ينقل عن سفراء غربيين، بإن الاوضاع تتّجه إلى مرحلة متقدّمة من توسيع رقعة الأعمال العسكرية الميدانية، مما يحجب عندئذٍ الأنظار عن الملف اللبناني، وتنصبّ الجهود باتجاه هذه الحرب، ولذا، يلاحظ الإصرار من قبل الدول الخمس التي التقت في باريس على انتخاب الرئيس العتيد، لعلّ ذلك يحرِّك عجلة الحلول، وأقلّه أن يستعيد لبنان جزءاً من عافيته قبل الارتطام الكبير في حال استمرت الأمور على ما هي عليه من التدهور المتواصل.

 

وفي هذا الإطار، ووفق مصادر ديبلوماسية، فإن الأسبوع الجاري سيوضح مسار الحراك الديبلوماسي من سفراء الدول الخمس، وأيضاً معطوفاً على مواقف ستصدر من بعض كبار مسؤولي هذه الدول، ممّا يضيء على ما يمكن أن تتّجه إليه من مساعٍ أو الصيغة التي ستعتمد لانتخاب الرئيس، وإلى ما سترسو عليه على صعيد التوافق على مرشّح قد يكون هو الخيار، أو الورقة التي ستكشفها هذه الدول، وربما أن بعض كبار المسؤولين في أجواء ما تمّ التوافق عليه، ولكن الجميع يعمل بطريقة لا تفشِل المساعي التي بُذلت.

 

واكدت المصادر الديبلوماسية أن التصعيد غير المسبوق لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الذي وجّه رسائل للحلفاء والخصوم دون أن يستثني أحداً، يؤكد بالملموس أنه في أجواء التسوية وعلى علمٍ بالشخصية التي يتّجه التوافق عليها ليكون الرئيس العتيد، وهذا ما دفعه إلى ما يشبه الإفلاس السياسي، بمعنى أنه حاول من جهة أن يتكلم شعبوياً، ومسيحياً بالتحديد، ومن ثم لم يعد لديه ما يناور به، فانتقد أقرب الحلفاء له، ما يؤكد بشكل قاطع أن باسيل سيكون خارج التسوية المقبلة، وعلى دراية باستبعاده، وهو لم ينجح في جذب القوى المسيحية إلى بكركي، محاولاً التلطّي بها من جهة، ودون أن يتمكن من جهة أخرى من التحالف مع أي طرف آخر خارج البيئة المسيحية.