IMLebanon

قلق إسرائيلي بعد إنجاز القلمون من مُستوى مُقاتلي حزب الله في القتال

يستعد اللبنانيون، او معظمهم، للاحتفال بالذكرى الخامسة عشرة لتحرير معظم المناطق الجنوبية التي كانت احـتُلت من قبل الاحتلال الاسرائيلي على مدى اثنين وعشرين عاما، بفعل عمليات المقاومة، فيما يغرف قادة الاحتلال في هزائمهم التي تلاحقت عبر الجبهة مع لبنان .

فبعد اكتمال مشهد التحرير في الخامس والعشرين من ايار عام 2000، وما تلاها من هزائم لحقت بالاحتلال في عدوانه على لبنان في تموز العام 2006، فان كبار قادة الاحتلال ومحللوه السياسيون والعسكريون، ما زالوا «يُنقبون» عن تداعيات الهزائم والاسباب التي وضعتهم في صورة اهتزت فيها صورة الجيش «الذي لا يُقهر»، لكن حقيقة واحدة ادركها الاحتلال عن الجبهة الشمالية مع لبنان، وهي ان المقاومة هي في تنام متواصل في قدراتها القتالية والمخاوف من امكانياتها العسكرية، وبخاصة الصاروخية، ما تزال تشكل قلقا يُرعب الاحتلال، سيما وان التلميح الذي اطلقه قبل عامين امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله للمقاومة، بالدعوة الى الجهوزية، في حال تقرر السيطرة على الجليل الفلسطيني المحتل، ما تزال مدار بحث ودراسة وتحليل، مع ربط ذلك بالانجازات العسكرية الكبرى التي حققها «حزب الله» على جبهة القلمون، وهي انجازات فاجأت اعداء «حزب الله» واصدقاءه.

ولعل جنرالات ومهندسو الحروب في الكيان الاسرائيلي، هم من اكثر الذين راقبوا وتابعوا بدقة، تفاصيل ما جرى من معارك خاضها «حزب الله» في مناطق القلمون السوري، وكل الخلاصات التي توصلوا اليها تؤكد ان منطقة الجليل الفلسطيني المحتل، لن تكون اصعب ميدانيا وجغرافيا، امام مقاتلي «حزب الله» المتمرسين، من القلمون السوري، وان قدرات الجيش الاسرائيلي ان تكون متفوقة اكثر من مقاتلي القوى الارهابية التي انهزمت في القلمون.

وكتب المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل، معلقا على التصريحات التي تناولت الحرب المقبلة مع «حزب الله»، بالقول ..ان الرسائل الاسرائيلية التي نقلت الى جهات دولية، تتحدث عن ان «حزب الله» يستمر بخرق القرار 1701 لمجلس الأمن، بتهريب المزيد من السلاح إلى المناطق اللبنانية ونشر قواته من جنوب الليطاني، وان التشكيل العسكري لـ «حزب الله» مكشوف للإستخبارات الإسرائيلية، وبمقدور الجيش الإسرائيلي ضربه بشكل قاس عند الضرورة، ولأن «حزب الله» يفضّل الاختفاء وسط المدنيين، فإنّ ضرب أهدافه العسكرية سيكون مرفقاً أيضاً بقتل غير مقصود للأبرياء حسب تعبيره.

ويشير الى ان رئيس هيئة الأركان العامة غادي آيزنكوت يعتبر مهمة الجيش بقيادته إبعاد الحرب، وهي القيام بإعداد معمّق إلى أبعد حد للجيش الإسرائيلي للمواجهة القادمة، إلى جانب جهد فعال، حتى على المستوى الإعلامي، وفي مدى معين المستوى السياسي أيضا، لمنع حرب كهذه، على هذه الخلفية أتى القرار الفوري بالتدريبات كأولوية للجيش الإسرائيلي، وبعد فترة مستمرة من التراخي والتقليصات .. في الأسابيع الأخيرة جرت سلسلة واسعة نسبياً من التدريبات للقوات البرية وهناك توجه بالإستمرار بذلك في الأسابيع القادمة، فادارة سليمة للمخاطر اليومية لإسرائيل، الناتجة بمعظمها من تداعيات جانبية لعدم الاستقرار المزمن في المنطقة كلها، قد تخفف خطر الحرب الشاملة. إلى جانب ذلك، المستوى العالي جدا للكفاءة والاستعداد اللذين يظهرهما الجيش الإسرائيلي، قد يساعدا في ردع «حزب الله»، العدو الأكثر خطرا اليوم والأكثر تدريبا الذي يواجه إسرائيل، عن تدهور يؤدي إلى حرب.

ويلفت المعلق الصهيوني الى ان وزير الحرب موشيه يعالون حذر في محاضرة في مؤتمر المجالس الإقليمية الاسرائيلية من أن إسرائيل قد توحد كل القوات في المنطقة ضدها إن لم تعمل بشكل سليم، ووصف يعالون موقف إسرائيل بـ«تصرف فعال» يعتمد على خطوط حمراء، من يتجاوزها يعلم أننا سنعمل، خرق «السيادة» في الجولان، ونقل سلاح من نوع محدد، وبحسب يعالون.. تبدو إسرائيل قلقة بالأخص من مسعى «حزب الله» لتحسين مستوى دقة الصواريخ التي بحوزته، التنظيم ( حزب الله) يمتلك منذ سنوات قليلة كميات هائلة من الصواريخ والقذائف الصاروخية، حوالي 130 ألف صاروخ، وفق آخر التقديرات، لكن تحسين القدرة مرتبط بتحسين الدقة، بشكل سيسمح لـ «حزب الله» بضرب شديد وفعال لأهداف موضعية، من مسارات الإقلاع في قواعد سلاح الجو وحتى محطات الكهرباء.

وبرأي المحلل الصهيوني… فإن وزير الدفاع الاسرائيلي أوضح أنّ هناك بعض الأمور التي نتحمل مسؤوليتها وهناك أمور لا نتحمل مسؤوليتها، لكننا لن نتدخل في الصراعات الداخلية، إلا في حال تم تجاوز خطوطنا الحمراء، بعبارة أخرى، ان إسرائيل قلقة من عمليات تهريب السلاح التي يقوم بها نظام الرئيس بشار الأسد إلى «حزب الله»، لكنها تدرك أنّ سلسلة طويلة وممنهجة من الهجمات قد تخل بكفة الميزان في الشمال ( الجولان وجنوب لبنان)، وتؤدي إلى مواجهة بينها وبين «حزب الله» وتملي أيضا تغييراً في الحرب الأهلية في سوريا، تغيير كهذا غير مرغوب بالنسبة لإسرائيل، التي تفضل استمرار الوضع القائم هناك.

وفي السياق نفسه، يُبرز المحللون الصهاينة عنواناً بحرياً للمعركة مع «حزب الله»، وينقل موقع «والاه» الصهيوني عن ضابط رفيع المستوى في سلاح البحر الاسرائيلي قوله… منذ أن «ادعى» (الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله) أن المناطق التي اكتشفت اسرائيل فيها مخزون الغاز تابعة للسيادة اللبنانية، بدأت المعركة البحرية الصامتة في صراع بين منظمة الحزب وتل أبيب.

ويلفت الى ان المعلومات التي وصلت الى الجهات الاستخبارية من مصادر نوعية لم تترك مجالا للشك.. تتحدث عن ان «حزب الله» يبني قوة ويراكم وسائل قتالية لكي يهدد قوات الجيش الاسرائيلي في البحر. وفي الجيش الاسرائيلي يأخذون في الحسبان أنواعاً مختلفة من السيناريوهات، غواصين، دراجات مائية، زوارق سريعة، قطع بحرية غير مأهولة، زوارق مفخخة وحتى طائرات من دون طيار يتم تفجيرها على سفن أو منصات غاز، كذلك ينقل الموقع عن خبراء أمنيين تقديرهم أن خطة «حزب الله» مستوحاة من العقيدة الايرانية من خلال استخدام قوات صغيرة بكميات كبيرة نسبياً في الوقت نفسه. هكذا تضطر القوة المدافعة الى التشخيص بسرعة حركات مشبوهة في منطقة تعمل فيها مئات السفن المدنية، ومهاجمة عدد كبير من السفن الصغيرة في الوقت نفسه… أن «حزب الله» بدأ بناء قوته المائية منذ العام 1989، ومع مرور السنوات طوّر القدرة الصاروخية البحرية وبمساعدة ايرانية يستخدم محطات رادار بحرية، يضيف القول.. خلال حرب لبنان الثانية (عدوان 2006) هذا الاستثمار أثبت جدواه عندما أصاب صاروخ من نوع سي 802 سفينة ساعر 5. السرية التي سمحت لـ «حزب الله» بمفاجئة سلاح البحرية لا تزال موجودة اليوم.