IMLebanon

الاستغلال الإسرائيلي للتوتر السعودي – الإيراني

ترى إسرائيل في تصاعد التوتر بين السعودية وإيران وصولاً الى قطع العلاقات الديبلوماسية بينهما فرصة تحاول بشتى الطرق استغلالها، على رغم ادراكها العميق أن لا دور حقيقياً لها في الصراع الدائر بين الدولتين الاقليميتين، ولا في التطورات المتسارعة التي تمر فيها منطقة الشرق الأوسط.

تنظر إسرائيل الى النزاع الإيراني – السعودي من زاوية جيوسياسية محضّة، وهي عكس الرئيس الأميركي باراك أوباما لا تربطه بنزاع ديني فقهي يعود الى آلاف السنين، ولا تعيده الى أحقاد قديمة ذات طابع قومي، عرب ضد فرس، أو طائفية سنّة ضد شيعة. وفي رأي بعض خبرائها أن ما تشهده السعودية اليوم هو تغير جذري في استراتيجيتها في المنطقة، هذا هو رأي مدير مركز دراسات الأمن القومي عاموس يادلين الذي رأى أن السعودية اصبحت لاعباً إقليمياً فاعلاً وتخلت عن “سياستها الخارجية الحذرة” لتنتهج سياسة أكثر حزماً على أكثر من صعيد، وكل ذلك ستكون له تأثيراته البعيدة الأمد على المنطقة.

يعتقد بعض الخبراء الإسرائيليين ان التوتر بين الرياض وطهران ينطوي على ايجابيات يمكنهم الاستفادة منها حتى لو لم يكن لهم أي تأثير حقيقي. فعلى سبيل المثال رفض السعودية خفض انتاج النفط وتالياً انخفاض اسعاره في الأسواق يأتي في وقت حساس جداً هو الرفع المنتظر للعقوبات الدولية عن إيران هذا الأسبوع. ومن شأن ذلك ان ينعكس سلباً على اعادة احياء الاقتصاد الإيراني، وسيؤثر على أي برنامج إيراني سري لتطوير السلاح النووي مستقبلاً، وهو الذي يشكل أكبر كابوس للدولة العبرية التي تصف علناُ الاتفاق النووي بين الدول الست العظمى وإيران بأنه “خطأ تاريخي”.

من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء الإسرائيليين ان من شأن مسعى السعودية للتقرب من دول مثل السودان ونجاحها في اخراج هذا البلد من دائرة النفوذ الإيراني، أن ينعكس بصورة غير مباشرة على عمليات تهريب السلاح من إيران الى الفصائل الفلسطينية في غزة والتي كانت تمر في السودان كمحطة أساسية. لكن هذه التقديرات الإسرائيلية تستند الى تمنيات أكثر منها الى وقائع.

لا يعزو الخبراء الإسرائيليون التبدل الحاد في السياسة الخارجية السعودية الى التغيرات في الأسرة الحاكمة كما يدّعي معلقون غربيون، بل الى تراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة، واهتزاز ثقة الدول العربية المعتدلة وعلى رأسها السعودية بقدرتها على الاعتماد عليها.

ما ينساه هؤلاء الخبراء الإسرائيليون في خضم الاضطربات التي تعصف بالمنطقة انه بالغاً ما بلغت حدة التوتر بين السعودية وإيران، فإن ذلك لن يقلل قيد انملة عداء السعودية وإيران لإسرائيل.