Site icon IMLebanon

هوكشتاين عبر “زوم”: على الدولة بأجهزتها فرض نفسها 

 

 

في ثالث ايام الهدنة الستينية، وبعيدا عن التصعيد الاسرائيلي الميداني، عبر خروقات بالجملة، بعلم وخبر من الولايات المتحدة الاميركية، والكلامي، مع النبرة التهديدية لرئيس الحكومة الاسرائيلية ووزرائه، وبينهما تغريدات الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي، الذي احتل شاشات الاخبار، تعيش الساحة اللبنانية، حالة من الريبة والخشية، مما يمكن ان تحمله معها الايام الفاصلة عن انسحاب آخر جندي اسرائيلي بعد شهرين.

 

على وقع هذه البورصة، غادر الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بيروت، بعدما نجح في احداث نصف خرق رئاسي، مع تحديد جلسة “جدية” لانتخاب رئيس للجمهورية، شكلت سببا كافيا لفتح الخطوط بين عين الايليزيه من جهة والسراي وعين التينة من جهة ثانية، بعيد اجتماع اللجنة الخماسية، التي وضعتها السفيرة الاميركية في اجواء “التفاهم الامني” المبرم بين لبنان و”اسرائيل”، وبعض تفاصيله، قبل ان يناقش الملف الرئاسي، ويخلص المجتمعون الى ان الوقت قد حان لتباشر الاطراف السياسية المختلفة التفاوض حول الاسماء التي تحظى باجماع اوسع مروحة من القوى السياسية، على ان “تتابع” الخماسية هذه المرحلة من بعيد، في ظل رغبة بعض اطرافها بعدم الدخول في جدل التسميات على غرار المملكة العربية السعودية التي عبر سفيرها عن ذلك بصراحة.

 

وتكشف اوساط المشاركين ان لودريان ابلغ المعنيين في الدولة ان اي مساعدات خارج اطار “المساعدات الاغاثية الملحة” مشروطة بعملية اعادة تكوين السلطة التي تمثل المرحلة الثالثة من التفاهم الشفهي بين لبنان الرسمي والمجتمع الدولي، والذي هو الاساس للانتقال الى المرحلة الثالثة، مع نهاية الستين يوما والا وقع المحظور.

 

في غضون ذلك وفيما يستمر الجدل ، حول ما انجز من وقف للنار، توصيفا ومضمونا وتفسيرا، وفقا لمنطلقات ومصالح الافراد سواء داخليا او خارجيا، مع اتساع رقعة “الخلاف والاختلاف” على هذا الصعيد، وصل الى بيروت رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي “Jasper Jeffers”، التابع للقيادة المركزية الاميركية، بعدما كان سبقه فريقه قبل يومين، حيث سيستقر في السفارة الاميركية في عوكر الى حين انجاز الترتيبات الخاصة وتجهيز مقر اللجنة في بيروت، وكذلك مكتبا لها في صفد يرأسه مساعد الجنرال “جيفرس”، على ان تؤمن المؤازرة المطلوبة على الصعيدين الميداني والعملياتي القيادة الوسطى التي يتبع لها كل من لبنان و”اسرائيل”، والتي ستوفر الموارد الاستخباراتية والاستعلامية، والخبراء المطلوبون وفقا للحاجة.

 

وكان سبق وصول الفريق الاميركي، اطلالة عبر تقنية “زوم” للوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، مع مجموعة من الناشطين والجمعيات المدنية اللبنانية، حيث بدا خلال اللقاء جديا جدا وحازما في كلامه، خلافا لعادته، مجيبا بشكل واضح لا لبس فيه على كل الاسئلة التي طرحت، جازما بان واشنطن لن تقبل بتكرار تجربة 2006، وان الحكومة اللبنانية واجهزتها امام اختبار واضح لاظهار جديتها وقدرتها على تنفيذ التزاماتها، والذي على ضوء ذلك سيتحدد كيفية التعامل الدولي مع لبنان، خاتما بان دول الخليج كما هو معروف “تركت” لبنان بسبب الفساد المستشري وانتشار السلاح.

 

يشار الى ان هوكشتاين كشف امام احد اصداقه انه انجز قسما كبيرا من اتفاق الترسيم البري، موحيا بانه سيكون جاهزا في حال طلب منه فريق الرئيس دونالد ترامب، العودة الى لبنان لانجاز هذه المهمة في الفترة المقبلة، معتبرا ان ما تم التوصل اليه يمكن ان يكون يؤمن الاستقرار لفترة طويلة جدا، في حال التزام الاطراف بتعهداتها.