لا جديد في أن تقر إسرائيل، وتكرر إقرارها، بامتلاك حزب الله سلاحاً استراتيجياً. ولا جديد، تبعاً لذلك، في أن تتحدث إسرائيل عن امتلاك حزب الله صواريخ ياخونت (بر ــ بحر) روسية الصنع. الجديد، هو مكان الحديث وزمانه، في «مداولات» جهات استخبارية غربية، في مؤتمر ميونيخ للأمن، الأمر الذي يحمل في طياته أكثر من دلالة، وفي أكثر من اتجاه.
الجديد أيضاً في «الكشف» الإسرائيلي عن الـ»ياخونت»، إضافة إلى مكان تداوله وزمانه، هو في توسيع مروحة تهديد الصاروخ ليشمل إلى جانب القطع العسكرية البحرية الإسرائيلية والمنشآت الغازية في عرض المتوسط، القطع البحرية التابعة للأسطول السادس الأميركي. وهي توسعة مقصودة، وتتماشى مع سياسة إسرائيل التحريضية، في توجيه خطر سلاح حزب الله، ليشمل المصالح الأميركية بشكل مباشر.
صحيفة يديعوت أحرونوت «كشفت» أمس أنه خلال محادثات جهات استخبارية غربية، في اليومين الماضيين، أثيرت «مخاوف كبيرة» من امتلاك حزب الله صواريخ «ياخونت»، السلاح الاستراتيجي الذي من شأنه أن يغيّر ميزان القوى على الساحة البحرية في الشرق الأوسط. بحسب «الجهات الاستخبارية الغربية»، واستناداً إلى «مصادر موثوقة جداً»، نجح حزب الله في تجاوز المساعي الكبيرة جداً والهجمات التي تشنها إسرائيل في سوريا، لمنع وصول هكذا نوع من الأسلحة إلى لبنان، خلال السنوات الخمس الماضية.
أهمية هذا المعطى تكمن في ماهية الصاروخ نفسه، كما يرد في تقرير الصحيفة، وهو روسي الصنع ومتطور، ويوازي في مفعوله وتأثيره وقدرة تملصه وإصابته صواريخ منظومة الدفاع الجوي «أس 300». الـ»ياخونت»، هو من أفضل الصواريخ في العالم، ويطلق من البر ليصل مداه إلى 300 كيلومتر. وبحسب الصحيفة أيضاً، «لا يوجد اليوم أي منظومة دفاعية قادرة على اعتراض هذا الصاروخ أو التشويش عليه».
ولفت معلق الشؤون الأمنية في «يديعوت أحرونوت»، رونن برغمان، إلى أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل كانت قد قدرت في الماضي غير البعيد أن وجود هذه الصواريخ في حوزة حزب الله، من شأنه أن يشكل تهديداً كبيراً جداً على سلاح البحرية الإسرائيلي، وعلى السفن المدنية المبحرة في المتوسط، والمنشآت الغازية الإسرائيلية في البحر. وأضاف: «هذا السلاح يشكل أيضاً تهديداً كبيراً جداً للأسطول السادس الأميركي».
يشار في هذا السياق، إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، كان قد أكد منذ أكثر من عام (02/10/2015)، امتلاك حزب الله هذا النوع من الصواريخ. في حينه، وفي الكلمة التي ألقاها من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد نتنياهو نجاح حزب الله في امتلاك ثلاثة أنواع من الوسائل القتالية المتطورة، وهي كما ورد على لسانه: منظومة «اس اي 22» المعروفة في روسيا باسم «بانتسير أس 1»، وهي منظومة تجمع بين صواريخ دفاع جوي ورادارات، يمكن تشغيلها من على مركبة مستقلة؛ أما النوع الثاني فهو صاروخ «ياخونت» بر ــ بحر، يصيب أهدافه بدقة؛ النوع الثالث، بحسب نتنياهو هو صواريخ أرض ـــ أرض لم يحدد طرازها، في إشارة منه، كما ورد في الإعلام العبري لاحقاً، إلى صواريخ إيرانية الصنع من طراز «فاتح 110»، تتميز بدقة الإصابة، وبرأس حربي كبير.