لم يتوقف عمل المقاومة ليل الأحد – الاثنين عن توجيه رسائل نارية شديدة الأهمية للعدو الاسرائيلي ، الذي حاول للمرة الاولى في هذه الحرب ربما أن يتوغل برياَ في نقاط محددة بأهداف محددة، فوجد أن المقاومين ليسوا فقط متأهبين لإطلاق الصواريخ باتجاه المواقع الاسرائيلية، بل حاضرين لنصب الكمائن للجنود “الاسرائيليين”، من النقطة صفر على الحدود مع فلسطين المحتلة.
قد لا يكون هناك ما هو أصدق من تصديات المقاومة لمحاولات التسلل “الاسرائيلي” على الحدود، للتدليل على كذب المسؤولين “الاسرائيليين” الذين قالوا منذ أيام ان حزب الله تراجع الى الخلف، فبحسب مصادر متابعة للوضع في الجنوب، فإن مقاتلي الحزب ليسوا كالجنود النظاميين، ولا مراكز وثكنات لهم ليكونوا فيها أو يقوموا بإخلائها لأجل التراجع، بل يكونون حيث يجب لناحية تأدية المهام المطلوبة منهم، وإعادة انتشارهم لها علاقة بمصلحتهم العسكرية، لا بما يطلبه أو يتمناه العدو.
وتكشف المصادر أن محاولتيِ التسلل حصلتا تقريباً في وقت واحد، والتصدي لهما كان في وقت واحد كذلك، وهذا يحمل أكثر من رسالة، مشيرة إلى ان القوة “الاسرائيلية” التي حاولت التسلل في منطقة وادي قطمون مقابل رميش، كانت تظن أن هذه النقطة ضعيفة ويمكن الدخول من خلالها، ولكنها فوجئت بقدرة المقاومين على الرصد، وهنا الرصد بالطبع لا يجري بالعين المجردة، وهذا ما فهمه العدو من ضمن الرسائل التي حملتها هذه التصديات.
أما بما يتعلق بمحاولة تسلل قوة “إسرائيلية” معادية من لواء غولاني من جهة خربة زرعيت، فهنا كانت الرسالة أكبر لأنه كان بانتظار القوة عبوة ناسفة، أو ما يعرف بالسياق العسكري “تشريكات ألغام”، وتُشير المصادر الى أن المقاومة أصرت على أن تقول للعدو انها لا تزال حاضرة على الحدود، وبحال ابتعدت فهي تفعل ذلك لاجل أهداف عسكرية، مشددة على أن الفكرة ليست بمنع كل محاولات التسلل، بل بالقدرة على التصدي بحسب رغبة المقاومين ومصلحتهم، فقد تكون أحيانا المصلحة باستدراج العدو الى الداخل.
طبعا لم يكن الجيش “الاسرائيلي” بصدد التنزه خلال محاولاته التسلل الى داخل الأراضي اللبنانية، وهنا تلفت المصادر النظر الى أنه من الصعب الجزم بما كان يريد العدو القيام به، ولكن بحسب المتعارف عليه فإن الهدف الأول للتسلل هو زرع أجهزة متطورة للكشف والمراقبة، أما الهدف الثاني فقد يكون اختبار قوة المقاومة وسيطرتها على الحدود، وذلك قد يكون بسياق التمهيد لتوغل بري أكبر في أي حرب مقبلة، بحال كان “الاسرائيلي” يفكر بذلك.
اذا لا تستبعد المصادر أن يكون الهدف من محاولات التسلل، هو قراءة طبيعة المنطقة جغرافياً وعسكرياً، ومحاولة معرفة حجم ومدى انتشار المقاومين لرسم رؤية ما تتعلق بالتوغل البري، مشيرة الى أنه حتى فكرة زرع اجهزة فهي على درجة عالية من الاهمية، وتتعلق ايضاً بواقع عسكري استراتيجي، فالهدف لم يكن زرع جهاز تجسس بسيط وعادي، لكي يخاطر “الاسرائيليون” بأنفسهم لاجل التنفيذ في زمن حرب قاسية.
من دلالات هذه العمليات الإيجابية استمرار ووجد الحزب على الحدود، وهنا سيشعر المجتمع “الاسرائيلي” بحجم الكذب لدى قيادته، وجهوزية المقاومة بقدرتها العالية على الرصد والمتابعة والتنفيذ، اما الدلالات السلبية فهي بكونها تحمل نيات “اسرائيلية” مبيتة خطرة متعلقة بالتوغل البري.