IMLebanon

إسرائيل تزج بورقة الإنتخابات الأميركية في الحرب على لبنان؟

 

 

لم يعد الكلام عن اجتياح إسرائيلي مرتقب للجنوب في الايام المقبلة، يتصدر الاهتمام بعد تصاعد التهديدات والتحضيرات الإسرائيلية، لتغيير الوضع الأمني في المنطقة الحدودية، لفرض أمر واقع جديد، يمهد لاعادة المستوطنين الاسرائيليين الى المناطق المحاذية للحدود اللبنانية الجنوبية، استنادا لما يدعيه المسؤولون الاسرائيليون، بل تجاوزته الجريمة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل عبر وسائل التواصل ضد عناصر من حزب الله، إلى وضع خطير، لا يمكن التكهن بتطوراته وتداعياته على الجنوب ولبنان كله.

اذ ان تزامن ارتكاب إسرائيل لهذه الجريمة الجماعية مع وجود المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين في إسرائيل بالذات، لتبريد الجبهة الجنوبية، وتنشيط المساعي الديبلوماسية، لإيجاد حل لمشكلة الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل، يحمل أكثر من دلالة ومؤشر، أولها اعاقة مساعي الادارة الاميركية الحالية، في تحركاتها، للجم التصعيد العسكري في المنطقة الحدودية، وتجاهل كل دعوات التهدئة، والدفع باتجاه توسعة المواجهة العسكرية الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبا، إلى مناطق بعيدة، أو حرب شاملة بين الطرفين، بما يهدد بمشاركة اطراف اخرى وبمخاطر غير محسوبة.

 

وضعت الجريمة الإسرائيلية حزب الله، أمام خيار واحد لا غير، وهو الرد عليها وليس امامه اي خيار آخر، لأن التزام عدم الرد، يعني ارتدادات سلبية عليه، من محازبيه وجمهوره، وحتى من خصومه بالداخل والخارج معا، وتجرؤ إسرائيل لتكرار مثل هذه الجريمة الجماعية، في مناسبات أخرى، ما يؤدي إلى اضعاف الحزب وتقلص صدقيته امام الرأي العام اللبناني.

لذلك، يتوقع ان يؤدي رد فعل حزب الله على هذه الجريمة الجماعية، استهداف مناطق او مواقع عسكرية حساسة وهامة، وفي عمق الداخل الاسرائيلي أو بعمليات نوعية، تطال اهدافا اقتصادية وحيوية، كانت محيّدة عن المواجهة العسكرية الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي حتى اليوم، وهذا يترتب عنه اشعال حرب تتخطى الحدود الجنوبية التقليدية، الى اوسع من ذلك بكثير.

يبقى ان توقيت ارتكاب إسرائيل لهذه الجريمة، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، وانشغال الادارة الاميركية الديموقراطية في المعركة بمواجهة الجمهوريين، يحمل في طياته ايضا، استغلال ورقة الانتخابات الرئاسية، في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة واشتعال المواجهة العسكرية في جنوب لبنان، لإشغال الادارة الاميركية بالحرب الإسرائيلية على غزّة، ولبنان ايضا، والتأثير عليها سلبا وقدر الامكان، بهدف تحسين حظوظ فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة، بمواجهة مرشحة الحزب الديموقراطي هاريس، وإن يبدو ذلك ليس مضموناً.