وزير خارجية بريطانيا الأسبق السير جاك سترو هو من الوزراء المميزين في تاريخ بريطانيا، وهو قد فضح علاقات بريطانيا بإسرائيل خصوصاً «وعد بلفور» الذي جاء أيام حكم الانتداب البريطاني لفلسطين. علماً بأنّ وزير الخارجية البريطاني الأسبق يملك معلومات أكيدة عن علاقة إسرائيل بإيران.
والفضيحة التي نتحدّث عنها اليوم هي: كيف كانت إسرائيل المورّد الرئيسي لإيران، تلك الدولة التي تدّعي ان إسرائيل هي عدوّها اللدود ومعها أميركا فكل هذه التصريحات التي أتحفنا بها نظام الملالي بدءاً من «الموت لأميركا والموت للصهاينة»… إقفال السفارة الاسرائيلية في طهران واستبدالها بسفارة فلسطين، وهذه كانت أوّل سفارة لفلسطين في العالم.
كذلك تعيين أحد قادة الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني قائداً لـ»فيلق القدس».
وإن نسينا فإننا لن ننسى «الشيطان الأكبر» و»الشيطان الأصغر» و»الموت لأميركا والموت لإسرائيل».
كل هذه الدعاية والجماعة في إيران على أفضل علاقات مع إسرائيل، فإسرائيل هي التي ساعدت إيران تسليحاً ومخابراتياً ضد العراق. لكنهم يدّعون عكس ما يقولونه لأنّ هذه هي التقيّة التي يتفاخر بها نظام الملالي.
أعود لأقول: كشف وزير الخارجية البريطاني الأسبق جاك سترو، معلومات مثيرة حول حقيقة العلاقات الوثيقة بين إيران وإسرائيل لا سيما خلال الحرب العراقية – الايرانية بين عامي 1980 و1988. وجاك سترو الذي ولد في 3 آب عام 1946 هو وزير خارجية المملكة المتحدة الأسبق في الفترة من 8 حزيران 2001 وحتى 5 أيار 2006.
كذلك أكد سترو ان اسرائيل كانت هي المورّد والمزوّد الوحيد والموثوق لإيران بالأسلحة.
وكان سترو يتحدّث في برنامج «وفي رواية أخرى» الذي يبث على قناة «العربي» حول كتاب له تضمّن معلومات عن إيران والحرب العراقية – الايرانية… وكشف تفاصيل العلاقة بين عدوّين شكلاً وحليفين مضموناً… هذا التعاون الذي كان هدفه الأوّل والأكبر تحطيم العراق وأن لا تكون العراق دولة قوية.
وقال سترو: فعلاً.. إنها قصة استثنائية عندما ترى إيران وإسرائيل اليوم في حالة عداء، حيث ان هاجس سياسة الدفاع الاسرائيلي الخارجي تهيمن عليه إيران… والعكس صحيح.. لكن الأمر لم يكن كذلك من قبل… ومن بين أهم المعلومات التي كشفت عنها في كتابي، هي انه وخلال حرب إيران والعراق بين 1980 و1988، كانت إسرائيل هي المورّد والمزوّد الوحيد والموثوق لأسلحة إيران… الناس لا يكادون يصدّقون ذلك. أنا وثّقت كل هذه الأدلة. بالمناسبة الطرفان لم ينفيا هذه المعلومات. كما أنّ خبراء وباحثين في الولايات المتحدة تأكدوا بأنفسهم منها.
وأشار الوزير انه قال في كتابه إنّ إسرائيل كانت رابع مورّد رئيس لأسلحة إيران بعد الصين وكوريا الشمالية وليبيا.
وأكد: هذا صحيح.. ليبيا والصين وكوريا الشمالية وإسرائيل… الجميع في الخندق ذاته، وهو ما لا يعقل اليوم.. لكن الأمر لم يكن سرّاً وقتها. والمثال على ذلك، في عام 1982 كان وزير خارجية حكومة الظل العمالية في بريطانيا يشكو داخل مجلس العموم من أن وزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك أبلغه ان دولته تمدّ إيران بالاسلحة، وأنه ردّ عليه بضرورة التوقف عن فعل ذلك.. لكن اسرائيل لم تفعل. والسبب بسيط، لأنّ اسرائيل قدّرت انه على المدى البعيد إيران ليست عدوتها وهي مشغولة بثورتها التي انطلقت للتوّ، وأنّ العدو الأكبر هو العراق.. وصدّام هدّد إسرائيل مراراً، وحرّض الشارع العربي ضدّها… وبالطبع العراق أقرب جغرافياً لإسرائيل من إيران… لذلك توصّل الاسرائيليون لاستنتاج هو ان من مصلحتهم أن تستمر الحرب، وسيكون لفوز العراق بالحرب نتائج كارثية على اسرائيل.. وكان ذلك وشيكاً بالمناسبة. وصدّام كان يملك العدد ويملك جيشاً منظماً ومجهزاً بعتاد سوڤياتي وفرنسي ومن دول غربية أخرى.. بينما كانت ايران تغرق في الفوضى بسبب الثورة… لهذا قرّرت إسرائيل دعم إيران عسكرياً، حتى ان الامر وصل الى التعاون… فإسرائيل وإيران عملا على تدمير جزء كبير من قوة العراق الجوية.. كما ان اسرائيل هي التي زوّدت إيران بالمواقع العسكرية الواجب تدميرها… في المقابل، زوّدت إيران إسرائيل بمكان المفاعل النووي العراقي في «عملية أوبرا» المعروفة أيضاً باسم «عملية بابل» في 7 حزيران عام 1981. وأسفرت عن تدمير المفاعل الذي كان قيد الإنشاء على بُعد 17 كيلومتراً جنوب شرق بغداد، وهو ما يُسمّى أيضاً بـ»مفاعل تموز» والذي أنشئ بالتعاون مع فرنسا.
وقيل إنّ إيران حاولت تدميره قبل ذلك لكنها لم تنجح.
ويختم سترو: هذه حقائق موثقة لدي.. قد يستغربها الكثيرون اليوم… لكنها حقائق عن تعاون كامل بين إسرائيل وإيران في تلك الفترة لا يستطيع أحد إنكارها.
تلك شهادة من رجل خبير… فمَن له أذنان فليسمع..