إسرائيل تحاول أن تُبْقي خسائرها في غزة سرّية، لكن وبالرغم من كل المحاولات التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية هناك لطمس الحقيقة، فإنّ هناك من يتحدّث عن الأرقام، خصوصاً أنّ العالم كله اليوم «قرية صغيرة» بالنسبة لانتشار الإعلام المرئي والمسموع، إضافة الى ما يُسمّى Social Media، إذ أصبح كل مواطن في هذه الأيام صحافياً وناشراً ومصوّراً ومصدراً إخبارياً ومصدراً إعلامياً كبيراً أو صغيراً.
على كل حال، فإنّ هناك من يرفع الصوت عالياً لنشر الخسائر الكبيرة التي يتكبّدها الشعب الفلسطيني في غزة، خصوصاً أنّ العدو الاسرائيلي لا يرحم، وعقيدته قائمة على القتل والتدمير وتعذيب الناس والإساءة إليهم كي يتركوا أرض فلسطين ليحل مكانهم اليهود الصهاينة.
وعلى ما يبدو فإنّ عملية «طوفان الأقصى» قلبت كل الموازين.. إذ من ناحية نرى مدى قدرة الشعب الفلسطيني على التحمّل على جميع الأصعدة، إن كان على صعيد تقديم الشهداء أو تدمير البيوت والمحال التجارية أو المستشفيات أو الكنائس أو المساجد.
والمواطن الفلسطيني البطل صامد أمام أعنف وأكبر أدوات القتل والقذائف الاميركية والأوروبية التي يستخدمها الجيش الأميركي والقوات الاسرائيلية لقتل وقصف مدينة غزة ومخيماتها.
تصوّروا يا «عالم» ان 20 يوماً مضت والقصف الاسرائيلي والأميركي لا يتوقف لحظة، جوّاً وبحراً، ومن الدبابات والمدفعية، والشعب الفلسطيني البطل صامد يتصدّى ببطولة لهذه الاعتداءات.
ولن أتحدّث عن أرقام الخسائر البشرية ولا على خسائر أبطال غزة ولا على أبطال منظمة «حماس»، بل ارتأيت أن أتحدّث عن الخسائر الاسرائيلية، علّ الذين يتحدثون عن غيرتهم على الشعب الفلسطيني أن يستفيقوا وأن يشعروا بالفخر والاعتزاز لبطولات أبناء «حماس» وأبناء الشعب الفلسطيني في غزة.. وإن نسينا، فيجب أن لا ننسى ما يقدّمه أبطال المقاومة اللبنانية من دماء زكية في سبيل فلسطين.
وهذه لمحة سريعة عن الخسائر الاسرائيلية التي لا بد لأي مواطن أن يعرفها كي يتعرّف الى ما قامت به، ولا تزال، المقاومة الفلسطينية الباسلة:
ونبدأ بعملية «طوفان الأقصى»، فقد خسر العدو الاسرائيلي خلال ساعتين 1200 قتيل وأسر 250 آخرين، والقضاء على الجدار الذي تعتبره إسرائيل أهم جدار لحماية الاسرائيليين والذي بلغت كلفة بنائه 3 مليارات دولار أميركي، بالإضافة الى ان المستعمرات الـ40 التي كلفت حوالى 30 مليار دولار مالياً وتم بناؤها خلال 30 سنة، كل هذا قضت عليه «حماس» في ساعتين.. لذا فإنّ هذه العملية هي أهم عملية في التاريخ، ولم تحدث ولو مرّة في العالم… أما الخسائر الأخرى فهي:
أولاً: يمرّ الاسرائيليون بحالات نفسية صعبة بعد الصدمة التي وجهتها إليهم «حماس»… فتدهورت معنويات الجنود، ما دفع بعض وزراء الحكومة الى الإكثار من الزيارات الميدانية لرفع هذه المعنويات.
ثانياً: خسرت إسرائيل ما لا يقلّ عن 2200 قتيل و5000 جريح… هذا ما اعترفت به الدولة العبرية.
ثالثاً: فقد الشيكل، وهو العملة الاسرائيلية، أكثر من 30% من قيمته.
رابعاً: أسرت المقاومة الفلسطينية (حماس والجهاد) ما بين مائة ومائة وخمسين ضابطاً وجندياً من القوات الاسرائيلية.
خامساً: تعتمد القوات الاسرائيلية على أميركا ودول الغرب، علّ هذه الدول تُسرع في نجدتها بالجنود والأسلحة والمال. في المقابل اعتمدت «حماس» و»الجهاد» على الإرادة والتمسّك بالحق والإيمان.
كل هذا يدلّ على انهيار الاسرائيليين الحتمي وعدم قدرتهم على شن حرب برّية، إلاّ إذا أُجبروا على ذلك.