لأن إسرائيل لا تتحمّل دفع الفاتورة الثقيلة جداً مرتين، مرة مع حماس ومرة مع حزب الله، وهي تحتاج بالتالي الى تصفية المخاطر التي تتهددها مرة واحدة، لذلك فإن الحرب على غزة طويلة حتى تحقق إسرائيل انتصاراً عسكرياً واضحاً ونهائياً، ولذلك، فإن الحرب على لبنان هي أكثر من محتملة، حتى إبعاد حزب الله كلياً الى شمال الليطاني!
في الجانب الإسرائيلي، وباستثناء المناطق المتاخمة للصراع والقرى الحدودية مع لبنان، تستمر الحياة في الداخل بشكل «شبه طبيعي»، بعدما انتقلت المعارك الى داخل القطاع في غزة بعد الأسبوع الأول التالي لعملية طوفان الأقصى!
وفي الأرقام، فالخسائر الإسرائيلية تقدّر بحوالى:
– 1.200 قتيل من المدنيين. والرقم غير مرشح للارتفاع بكثرة، على الرغم من بعض العمليات الفردية المحدودة في الضفة، وبغياب احتمال نشوء انتفاضة جديّة فيها!
– 200 جندي وضابط إسرائيلي قتلوا في المعارك. والرقم مرجح لأن يتضاعف مرتين ليتخطى 400 قتيل في 2024.
– حوالى 6.000 جريح إسرائيلي، بين مدني وعسكري. لا جرحى جدد بأعداد كبيرة بين المدنيين. ولكن الرقم سيزداد بالتأكيد بين العسكريين، بانتظار الحرب مع لبنان.
– حوالى 130 أسيراً إسرائيلياً لدى حماس، بعد اختطاف حوالى 260 في 7 أكتوبر وتحرير قسم منهم.
– خسارة مالية للاقتصاد الإسرائيلي تبلغ حوالى 2.4 مليار دولار في الشهر. وهي، على الرغم من فداحتها، إلّا أنها لا تؤثر كثيراً في الاقتصاد الإسرائيلي! فهو قادر أن يتعافى بسرعة منها مع نهاية الحرب بفضل قدراته على التصدير التي كانت تبلغ حوالى 165 مليار دولار في السنة قبل بداية الحرب.
– حجم الخسائر بالممتلكات ليس كبيراً.
– حوالى 400.000 إسرائيلي غادر إسرائيل منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر.
– 37.000 إسرائيلي غادروا مستوطنات غلاف غزة.
– 42 قرية في شمال إسرائيل تمّ إخلاؤها تخوّفاً من الحرب مع حزب الله. بينها حوالى 20.000 شخص من كريات شمونة. ولكن معظم هذه القرى ما تزال بكامل مساكنها، قبل دخول الحرب «الشاملة» مع حزب الله.
عسكرياً، الجيش الإسرائيلي يضم أكثر من 170.000 جندي أساسي في صفوفه، بالإضافة الى حوالى 450.000 جندي من الاحتياط. وعلى الرغم من صعوبة حرب الشوارع والأنفاق، إلّا أنه ينجح بقضم المناطق في القطاع شيئاً فشيئاً، وإن بصعوبة فاقت تصوّره بفضل شجاعة قتالية كبيرة يبديها مقاتلو حماس.
كانت الصدمة على إسرائيل في 7 أكتوبر هائلة ومزلزلة! ولكن استيعاب الصدمة، خاصة في الداخل الإسرائيلي يُعتبر ضمن الامكانيات. كل ذلك، بدعم أميركي سياسي، عسكري، مالي وإعلامي غير محدود! إن موازين القوى تميل صراحة للجانب الإسرائيلي، على الرغم من صمود حماس. ونتائج الحرب هي التي ستحدد لاحقاً أطر الحل السياسي لغزة ولأهلها ولفلسطين كافة!