أنهى الجيش الاسرائيلي إعداد خطط عسكرية لشنّ هجمات من أنواع مختلفة، جوية وبرية، داخل الاراضي السورية واللبنانية، تضمنت تدريبات أجريت في الفترة الاخيرة على مواجهة سيناريوات تسلل مجموعات كبيرة الى داخل الاراضي الاسرائيلية، انطلاقاً من الجولان السوري.
وذكر الجيش الاسرائيلي في تقرير بث أمس على القناة الثانية العبرية، في النشرة المسائية المركزية للقناة، أن وحداته العسكرية ناورت قبل أسبوع على مستوى فرقة عسكرية، على إمكانية شنّ هجمات عسكرية يفترض أنها «تشكل رداً على تهديدات موجودة في الساحتين السورية واللبنانية»، لافتاً الى أن السيناريوات التي ناورت عليها الوحدات، وتحديداً الفرقة 210 في الجولان، شملت أيضاً مواجهة هجوم «الى داخل الاراضي الاسرائيلية» من قبل حزب الله، مع عمليات واسعة لإخلاء السكان من المناطق الحدودية.
وأشار التقرير الى أن المناورة تأتي في سياق استعداد إسرائيل للواقع المتغير على الحدود الشمالية، من دون استبعاد إمكانية شنّ عملية برية محدودة داخل سوريا رداً على هجمات واسعة النطاق ضد اسرائيل. وأضاف أن الوضع الحالي الهادئ نسبياً على الحدود ليس إلا «وضعاً سائلاً» قد يتغير في أي لحظة، ما يحتّم على الجيش أن يكون جاهزاً لمواجهة كل السيناريوات.
وذكر التقرير أن «صورة الوضع في الشمال مقلقة بشكل خاص، إذ إن التفاهمات والالتزامات بين إسرائيل ولبنان في أعقاب حرب لبنان الثانية عام 2006، تنص على التزام الجيش اللبناني بمنع حزب الله من الاقتراب من الحدود الاسرائيلية. لكن في الآونة الاخيرة تلحظ إسرائيل زيادة في التعاون بين الجيش اللبناني وحزب الله، بل وانضم عناصر الحزب الى دورياته (الجيش اللبناني)، على طول الحدود» مع فلسطين المحتلة.
وأشارت القناة الى أن سيناريوات المناورة شملت أيضاً قصفاً كثيفاً ومركزاً على الاراضي الفلسطينية المحتلة انطلاقاً من لبنان، «الامر الذي تطلب من الوحدات الدخول البري، أي الى قرى وبلدات في الجنوب اللبناني، من أجل التعامل مع مصادر القصف وإسكاتها».
أما في ما يتعلق بسوريا، فلفت مراسل القناة للشؤون العسكرية، روني دانيئيل، إلى أنه تجول على الحدود الشمالية في الجولان، وعاين الوضع وقابل الضباط الاسرائيليين. وقال ليس هناك ما يدل على تغيير دراماتيكي بشأن الصورة القائمة منذ شهرين في هذه المنطقة. صحيح أن «الفصائل والتنظيمات الاسلامية في الجانب السوري من الحدود هي الاكثر سيطرة على الارض نسبياً، إلا أن ذلك لا يعني أن نظام الاسد يتجه نحو التفكك. لكن بالنسبة إلى الاسلاميين، فإن هذه السيطرة تمدّهم بالزخم والثقة».
وأشار المراسل الى وجود تقارير في الآونة الاخيرة عن استخدام المتمردين في سوريا، وتحديداً المنظمات الاسلامية، أسلحة كيميائية معينة، و»صحيح أنهم في تل أبيب لا ينفون سيناريو كهذا في وجه إسرائيل، لكنهم ينظرون اليه على أنه احتمال ضئيل جداً».
وأضاف المراسل أن «من يقف وراء العمليات في هذه المنطقة، وعلى مستوى إنذارين أو ثلاثة أسبوعياً، هم الايرانيون الذين لا يقدمون المساعدة والمشورة وحسب، بل ويقودون العمليات في سوريا، وأيضاً انطلاقاً من الاراضي اللبنانية». وقال إن من المهم التشديد على أن «كل العمليات التي رأيناها على الحدود في الجولان نفذت فقط من قبل حزب الله وحلفائه، ولم يطلق المتمردون السوريون أو منظمات الجهاد العالمي (القاعدة) أو داعش أي طلقة ضد إسرائيل، رغم أنهم يتمركزون حالياً على طول الحدود، باسثتناء جيب بلدة حضر الدرزية، بالقرب من القنيطرة».
وأشار تقرير القناة الى أن الجيش الاسرائيلي ناور أيضاً على مواجهة تسلل العشرات من عناصر داعش الى جنوب الجولان، والاستيلاء على مستوطنة إسرائيلية مع عمليات قتل وخطف داخلها. وعلى خلفية ذلك، قال ضابط رفيع في قيادة المنطقة المشالية في الجيش الاسرائيلي، إن التفاهمات قائمة مع «المتمردين السوريين»، إذ إنهم لم يطلقوا طلقة واحدة باتجاه إسرائيل منذ «الحرب الاهلية» في سوريا، «لكن علينا أن نعيد دراسة تقديراتنا حولهم، بناءً على المتغيرات وما يمكن أن يحدث هناك».
ورغم المناورة وسيناريواتها، أكد الضابط أن «تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) لا يشكل تهديداً عسكرياً ملموساً على دولة إسرائيل، مشيراً الى أن هذا التنظيم لا يملك قدرة عسكرية استراتيجية، بل إن مقاتلية لم يبدوا كفاءة قتالية عالية».
الى ذلك، عمّم الجيش الاسرائيلي على وسائل الاعلام العبرية أمس، في موازاة النشر عن «المناورات غير المسبوقة»، شريطاً مصوراً عن استهداف أربعة مقاومين من بلدة حضر القريبة من الحدود مع إسرائيل، كانوا يعملون على زرع عبوات ناسفة على الشريط الشائك لاستهداف دوريات الجيش الاسرائيلي في المكان.