في جلسة مطوّلة كشف أحد السفراء المطلعين لشخصية لبنانية، عن خطط اسرائيلية معدة وجاهزة لتوجيه ضربة لـ»حزب الله»، ذلك إذا فشل المسعى الأميركي في إقناع «الحزب»، بالابتعاد عن الخط الأزرق تطبيقاً للقرار 1701. كلام السفير المطلع لم يحدد فيه مهلة زمنية لاتساع المواجهة، إنما تضمن بعض ما توصلت اليه حكومته من معلومات، حول طبيعة ما تهدد به اسرائيل، التي من المتوقع أن تعمل بلا خطوط حمر، حتى تحقق الهدف بإعادة مستوطنيها إلى مستوطنات الشمال، بعد أن أدت عملية «طوفان الأقصى» إلى نزوحهم منها.
تعكس هذه المعطيات، خطورة الوضع القائم في الجنوب، فالمسعى الأميركي لم ينجح حتى الآن، في تفكيك صاعق التفجير، بسبب إصرار «حزب الله» على ربط وقف إطلاق النار بنهاية الحرب في غزة، وهو ما يبدو متعذراً، إلا من قبيل تطبيق هدنة يمكن أن تطول لأسابيع، على أن يليها استئناف للحرب بأشكال أخرى، منها الوسيلة الأمنية.
أمام هذا الواقع ماذا سيكون عليه موقف «حزب الله» ومن ورائه إيران؟ وهل سيتجه إلى الانسحاب من الخط الأزرق لمسافة سبعة كلم؟ وهل يحتمل تبعات هذا الانسحاب على مشروعه الطويل الأمد؟ وهل يحتمل التبعات والنتائج إذا رفض الانسحاب؟
الواضح أنّ «الحزب» يعيش مأزق الخيارات الصعبة. أمامه نافذة يمكن أن يفتحها، ولن تؤدي إلا إلى خسارة جزئية، وهي المتمثلة بالانسحاب الذي يمكن أن يترافق مع هدايا أميركية بخصوص الترسيم. أمّا في حال الرفض فيمكن تصور سيناريو يعرفه «الحزب» جيداً، وتدركه إيران التي بدت منذ صباح 7 تشرين، مصممة على الحفاظ على ورقتها القوية، وعدم تعريضها لما تلقته حركة «حماس» في غزة.
تريد إيران عدم خسارة الورقة القوية، وفي الوقت نفسه، بدت عاجزة عن التفرج على حركة «حماس» وهي تقاتل وحيدة، فكان المخرج حرب المساندة المحدودة، التي لم تردع اسرائيل، والتي أملت طهران من خلالها أن تحفظ ماء الوجه. لكن كل ذلك يبدو صالحاً للأمد القصير، فإسرائيل أعطت مهلة للانسحاب، وهي ترفض التفاوض على أي ملف قبل إتمام الانسحاب، فيما «حزب الله» يقدم للأميركيين جزرة بمفعول مؤجل، عنوانها الاستعداد لبحث كل الملفات بعد وقف إطلاق النار في غزة.
بعد رعاية إيران لاستهداف الموقع الأميركي على الحدود الأردنية – السورية، كسبت اسرائيل ورقة جديدة في مسار التصعيد. إدارة بايدن محرجة أمام الضغوط الداخلية، التي تطالب بالرد في العمق الإيراني، واسرائيل تستعد جنوباً، وما أفصح عنه السفير المطلع، يفيد بأنّ اسرائيل لن تكتفي بالضربات الجوية في لبنان، بل هي تستعد لتشكيل منطقة عازلة، ولو عبر اجتياح بري، وهو قرار نهائي لا عودة عنه.