IMLebanon

الردّ الإسرائيلي لا يتجاوز قواعد الاشتباك ويُسهم بحفظ ماء وجه نتنياهو وغالانت

 

هامش ضيِّق بين نجاح الديبلوماسية وتنفيذ التهديدات الإسرائيلية بالحرب ضد حزب الله

 

 

هامش ضيق يفصل بين تنفيذ التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة ضد حزب الله ولبنان، بعد سقوط الصاروخ في بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان السورية المحتلة من قبل إسرائيل، والمجزرة المستنكرة التي تسبب بها، والتحرك السريع للديبلوماسية الاميركية، للجم هذه التهديدات، وابقائها تحت سقف الرد ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها منذ اشتعال جبهة الجنوب بعد عملية طوفان الأقصى بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ولو تخللها تجاوزات محدودة، من هنا او هناك،كما حصل حتى اليوم، بالتزامن مع تفعيل الاتصالات والمشاورات لحلحلة المشاكل والصعوبات، التي تقف حائلا دون التوصل إلى اتفاق نهائي لارساء الامن والاستقرار على الحدوداللبنانيةالجنوبية والمناطق المتقابلة من الجهة الاخرى.

من يسبق في هذا الوضع، الحل الديبلوماسي، ام تنفيذ التهديدات الإسرائيلية بحرب واسعة النطاق ضد حزب الله؟

عاملان اساسيان ساهما بكبح جماح تنفيذ التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، لتوسعة الحرب ضد حزب الله ولبنان، كما روج لذلك أكثر من مسؤول إسرائيلي وقادة الجيش بذلك اولها، استمرار معارضة الولايات المتحدة، توسعة الحرب، تفاديا للتصعيد بالمنطقة عموما، وهو موقف التزمته واشنطن منذ قيام حركة حماس بعملية طوفان الأقصى، وادى إلى حصر المواجهة العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبا، ولكن ربطت الادارة الاميركية هذا الموقف بحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، وهو ما فسره المراقبون، باعطاء الضوء الأخضر الاميركي لإسرائيل، القيام بتنفيذ عمليات إنتقام نوعية ضد حزب، تساهم في تنفيس الاحتقان الداخلي الإسرائيلي، وتحفظ وجه ماء المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين على الاقل، مع تجنب كل ما من شأنه توسعة الحرب والانجرار الى حرب اقليمية، لا تريدها واشنطن في هذا الظرف الذي يسبق إجراء الانتخابات الرئاسية الاميركية. اما العامل الثاني، فهو نفي حزب الله مسؤوليته عن اطلاق صاروخ مجدل شمس، وايده في ذلك الزعيم الدرزي الابرز وليد جنبلاط، بالرغم من الاتهامات الإسرائيلية المؤيدة من الجانب الاميركي، بمسؤوليته المباشرة عن هذه العملية، ما ساهم بإضعاف مسببات وذرائع الرد الإسرائيلي على حزب الله، مدعومة بمواقف اهالي مجدل شمس الذين طردوا المسؤولين الإسرائيليين من بلدتهم، ورفضوا استغلال دماء الضحايا الأبرياء في هذه المجزرة،التي تسببت بها سياسات إسرائيل العدوانية من الأساس.

ويبدو من خلال وقائع الاتصالات الجارية، أن الحراك الديبلوماسي للولايات المتحدة الأميركية، إن كان من خلال المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، الذي تولى مباشرة الاتصال بالمسؤولين في لبنان و إسرائيل، او مسؤولي الادارة البارزين، اسهم في تقليص مساحة الرد الإسرائيلي المرتقب، من اعتداءات واسعة النطاق ضد الحزب ولبنان، الى عمليات انتقام محدودة، لا تؤدي الى توسعة الحرب، وتُبقي قنوات الاتصال الديبلوماسي نشطة للتوصل إلى تفاهم ينهي الاوضاع المتدهورة جنوبا، وهو ما شدد عليه المسؤولون الاميركيون في مواقفهم اليومية، وما يريد القادة الإسرائيليون تحقيقه في خلاصة تهديداتهم.