سجل تراجع ملحوظ لوتيرة الضربات الإسرائيلية على المواقع والأهداف العسكرية الايرانية في سوريا،قياسا عما كان يحصل سابقا، ماهي الاسباب الكامنة وراء هذا التحول؟
روايات عدة يتناقلها المراقبون عن الاسباب الكامنة وراء هذا التراجع في الضربات الإسرائيلية ضد المواقع العسكرية والامنية الايرانية في دمشق والمناطق السورية الاخرى التي تتمركز فيها منذ الضربة المميتة التي وجهتها إسرائيل أخيرا ضد مبنى القنصلية الايرانية في العاصمة السورية، وقتل خلالها في الوقت الذي ما تزال الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزّة متواصلة، وجبهة جنوب لبنان مشتعلة، ومهاجمة الحوثيين للسفن التي تعبر مضيق باب المندب، ويتردد ان لها علاقة باسرائيل، لم تتوقف وان خفت وتيرتها مؤخرا.
الرواية الاولى تقول بأن الإيرانيين انفسهم، بعد تكرار الضربات الإسرائيلية الموجعة، ضد ضباط ومسؤولي الحرس الثوري، وانكشاف اماكن وجودهم وتمركزهم في المراكز والمواقع العسكرية الحيويةالمنتشرة في مناطق وقواعد حيوية، اتخذوا قرار تقليص وجودهم في سوريا الى الحد الادنى، وبسرية وتكتم شديد على العناصر الموجودة، على أن لا يؤثر هذا التخفيض، الذي جرى تعويضه بالاستعانة بمسؤولين وعناصر من حزب الله، على الوجود الايراني العسكري، ودور ايران النافذ في المنطقة.
اما الرواية الثانية، تقول انه بعد الضربة الإسرائيلية الاخيرة التي استهدفت القنصلية الايرانية في دمشق، وما احدثته في الداخل السوري، من تداعيات بعد ترويج الجانب الايراني اخبارا، تتهم بعض العناصر الامنية السورية، بابلاغ الإسرائيليين عن حركة تنقل ووجود عناصر الحرس الثوري الايراني ومواعيد وصول طائرات شحن السلاح الايراني الى سوريا، طلبت السلطات السورية، رسميا من الجانب الايراني سحب المستشارين العسكريين الإيرانيين من كافة المستويات، وتقليص الوجود العسكري الايراني في سوريا الى ادنى حد ممكن، بعد انتفاء اسباب استقدامها، وعودة الأوضاع إلى الهدوء في معظم الاراضي السورية.
اما الرواية الثالثة، تشير الى ان تفاهما ضمنيا، رعته الولايات المتحدة الأميركية، ويقضي بوقف مؤقت للضربات الإسرائيلية على المواقع والأهداف العسكرية الايرانية في سوريا، مقابل امتناع الميلشيات الشيعية الموالية لايران، من استهداف القواعد والمواقع العسكرية الاميركية على طول الحدود السورية والعراقية، وهذا ما تمت ملاحظته في الآونة الاخيرة، قياسا على ما حصل في الاشهر السابقة.
وفي ضوء هذه التكهنات، لابد من انتظار بعض الوقت، للتأكد من ان الضربات الإسرائيلية ضد المواقع الايرانية في سوريا، قد توقفت نهائيا، ام ان ما يحصل هو مجرد تهدئة ظرفية، لاستكشاف حقيقة مصير الوجود العسكري الايراني في سوريا ، قبل أن تعاود الضربات الإسرائيلية من جديد.