Site icon IMLebanon

انقسام أميركي حول ضرب لبنان 

 

 

“عالمفضوح والمكشوف” لعبها الطرفان الاساسيان في النزاع القائم في المنطقة، واشنطن وطهران، نزلتا الى الساحة، مرسلتين موفديها الى العواصم المعنية. مصادر مواكبة للاتصالات الجارية اشارت الى ان الضربة التي تعرض لها حزب الله بعد استهداف قيادييه الخمسة، لن تؤدي الى تصعيد من قبل حارة حريك، التي ردت الخميس على الاستهداف “عاكعبه” عبر سلسلة عمليات على طول الخط الازرق، وفي العمق حيث وصلت الصواريخ الى تخوم منطقة صفد، في رد هو الاعنف منذ اكثر من اربعين يوما، معتبرة ان العملية والرد جاءا ضمن الخطوط السابقة حيث لا يعتبر ما حصل خرقا للقواعد، لجهة انها جاءت ضمن حزام المواجهة، ولم تستهدف مدنيين.

 

وتابعت المصادر ان الخشية راهنا هي من الجانب الاسرائيلي، حيث تجمع المعطيات الاميركية على ان تل ابيب تعد العدة لحرب مدمرة مع لبنان، يؤيدها فريق لا يستهان به في واشنطن ويدفع في اتجاهها، وان كانت الادارة تتريث راهنا في حسم هذا الخيار، خصوصا في حال استمرت الضغوط العربية لتمديد الهدنة في غزة، بعدما استنفد الجيش الاسرائيلي كل القدرات القتالية على الجبهة الجنوبية، في مقابل حاجة حماس الى التقاط انفاسها.

 

من هنا ترى المصادر ان الساعات المقبلة خطرة ودقيقة بالنسبة للجبهة الشمالية، خصوصا ان عملية ربط النزاع على جبهة غزة لا تعني ان الوضع جنوبا محكوم بالهدوء، وان تم بربط المسارين بطريقة غير مباشرة، ذلك ان انفجار الوضع لبنانيا لا يعني ابدا انفجاره في غزة.

 

وتكشف المصادر على هذا الصعيد، ان المفاوضات التي خاضتها واشنطن، ممثلة بالموفد الرئاسي الخاص اموس هوكشتاين، ومدير المخابرات المصري، ورئيس جهاز امن الدولة القطري، لانجاز اتفاق التبادل والهدنة، واعتبرت المصادر ان الخطوة الثلاثية جاءت مدروسة، بهدف عدم تكريس وحدة الساحات، بدليل ان الاميركيين طلبوا من البنتاغون التجهيز للتعامل مع الساحتين السورية واليمنية، بمعزل عن مجريات الامور في غزة، مؤكدة ان لبنان يؤدي دورا اساسيا في هذا المجال كساحة دعم اكثر منه ساحة مواجهة، في حال ابقي العمل باتفاق قواعد الاشتباك نافذا.

 

واشارت المصادر الى ان بيروت أدت دورا اساسيا في مسالة تبادل الاسرى وتحديد مصير العديد منهم، ذلك ان ثمة عددا من الرهائن قد قتل وما زال تحت الانقاض، سواء في الانفاق التي دمرت او المباني حيث مراكز احتجازهم، كما ان بعضهم توفي نتيجة اصاباتهم يوم السابع من تشرين الاول، وهو امر فرض صعوبة في انجاز الصفقة الاولى، وهو سيزداد تعقيدا، خصوصا ان حماس اضطرت الى تخفيض ارقامها، مقابل الابتزاز الاسرائيلي على صعيد ادخال المساعدات الغذائية والنفطية، حيث تعول الحركة على مبادلة كبار القيادات العسكرية والفنيين الاسرائيليين بمجموعات كبيرة من المعتقلين في سجون الاحتلال.