Site icon IMLebanon

كيف تتحضّر إسرائيل لمواجهة حزب الله؟!

 

 

تتجهز إسرائيل لحربها على لبنان لوجستياً وميدانياً. وهي تعمل حالياً على ملء مخازنها بالصواريخ والقذائف التي أفرغتها في غزة، وعلى جهوزية كاملة للاعتراض الصاروخي الجوي، مع «القبة الحديدية» ومع «مقلاع داوود»، ولمضادات الصواريخ القصيرة المدى مع «الشعاع الحديدي»، ولتحديث أنظمتها العسكرية الإلكترونية والرقمية.

وقد تحتاج إسرائيل لهذه الأسلحة لمواجهة إيران، كما تذكر مبررات المساعدات الأميركية! ولكن ذلك ليس الهدف المباشر وحده! فالأسطول الأميركي بالإضافة الى البريطاني ومن ورائهما الأساطيل الأوروبية جاهزة للتدخّل مباشرة في حال نشوب حرب إقليمية!

 

ولن تدخل إسرائيل طبعاً في حروب مع مصر والأردن. كما أن سوريا لا تواجه إسرائيل مباشرة! ولا تحتاج إسرائيل لهذه الأنواع من الصواريخ عسكرياً في الضفة بسبب طبيعة التلاحم… ما يعني منطقياً أن هذه الأسلحة مخصصة للحرب مع لبنان!

إسرائيل تحتاج لتحضير الحرب مع لبنان مالياً ولوجستياً بالإضافة الى استقدامها لطائرات الـ F35 مؤخراً! وذلك، بسبب تجهيزات حزب الله وقدراته الميدانية والتدريبية العالية وبسبب خبرة مقاتليه التي اكتسبها منذ حرب تموز 2006 وفي حروبه في سوريا وكوسوفو وغيرها.

وقد أصبحت إسرائيل، على ما يبدو، جاهزة مالياً للحرب. فإذا كان مصروفها الحربي يُقدر بحوالى 2 الى 3 مليار دولار شهرياً، فإن المساعدات المالية الأميركية التي ستصل قريباً، وستكون نصفها مخصصة للتجهيزات العسكرية، تضيف أموالاً على احتياطها، وتكون قد غطّت، عند وصولها، تكاليف أكثر من سنة كاملة من الحرب على غزة!

وعلى الرغم من الحرب على غزة، فقد ارتفع الاحتياطي المالي في إسرائيل هذا العام عن العام السابق! وقد بلغ الشهر الماضي 202.2 مليار دولار! هذا، بالإضافة الى حركة صادراتها التي كانت بلغت في العام السابق للحرب 165 مليار دولار. يُضاف إليها حجم مساعدات مالية أميركية بلغ منذ أكثر من عشرين سنة حتى اليوم حوالى 160 مليار دولار!

ومع إعلان الجيش الإسرائيلي جهوزية خطته بالمواجهة مع لبنان، تصل قريباً المساعدات المالية الأميركية، التي هي إضافة لا تحتاجها إسرائيل، ولكنها لا تمانع بالحصول عليها! وقد تحولت الـ 14 مليار دولار من المساعدات الأميركية لإسرائيل بفعل الرد الإيراني، والتي لم تكن لتمرّ في الكونغرس من دون هذا الرد، الى 26.4 مليار دولار!

يرتفع منسوب مواجهة إسرائيل مع حزب الله مع اقتراب اقتحام رفح ومحاولة إسرائيل الانتهاء من الحرب على غزة. فمستوطنو الشمال الإسرائيلي لن يعودوا الى منازلهم في ظل تهديد حقيقي ومستمر لحزب الله لأمنهم.

كما أنه يستحيل أن يوافق حزب الله على الانسحاب الى شمال الليطاني «بالتراضي» بشروط إسرائيلية تدعوه فعلياً الى الاستسلام! ما يعني أن مؤشرات الحرب الشاملة حسابياً هي جديّة… جداً!