بوقاحة قلّ نظيرها، هدّد بنيامين نتنياهو رئيس حكومة العدو الاسرائيلي لبنان، بأنه سيأمر جيشه بالقيام بعملية عسكرية على جنوب لبنان.. ولن تقتصر العملية على جنوب لبنان بل هدّد كذلك بقصف بيروت كما يفعل عدد كبير من قيادات العدو الاسرائيلي.
فالبارحة مثلاً هدد قائد المنطقة الشمالية الجنرال أوري غوردين بتغيير الواقع الأمني في الشمال. كما هدد قائد قاعدة ميرون شمالي إسرائيل باكتساح لبنان رداً على صواريخ «الحزب» إليها. وهدد بأنّ جيشه وبالأخص سلاح الطيران أصبح على استعداد تام للقيام بأي عملية عسكرية تطلب منه تنفيذها.
هذه ليست المرّة الأولى ولن تكون المرّة الأخيرة التي يهدد العدو الاسرائيلي فيها لبنان. فتاريخ تهديده ليس لها حدود.
على كل حال، لن نرتاح ولن ننام على حرير، لأننا أمام عدو شعاره الكذب والخداع والمكر، وقد بات معروفاً ان اليهود من أمكر الماكرين، لذلك نحمد ربّ العالمين ان في لبنان مقاومين شرفاء على استعداد لبذل الغالي والنفيس للدفاع عن الوطن.
صحيح أنّ الجيش اللبناني وقوى الامن اللبنانية لم تقصّر في يوم من الأيام في الدفاع عن لبنان، ولكن هناك مشكلة حقيقية وهي ان الجيش اللبناني ممنوع أن يحصل على سلاح يستطيع أن يجابه به إسرائيل…
وصحيح أيضاً ان روسيا قرّرت دعم الجيش اللبناني، إثر زيارة قام بها وزير الداخلية يومذاك الياس المر، فعُرضت عليه مجموعة طائرات مختلفة وبأسعار زهيدة مجاناً… لكنّ لبنان مُنِع من إكمال الصفقة والجميع يعرفون الأسباب.
كما أذكّر أيضاً ان هناك من قرّر مدّنا بالسلاح، ومن دون أن ندفع دولاراً واحداً ومن دون شروط مسبقة مع تأييد لنا غير محدود، لكن هناك مشكلة واحدة وهي ان العاطي والمانح هو إيران…
وإيران، كما نعلم، عندها مشروع التشييع ومشروع ولاية الفقيه، وهذا بالفعل هو الخوف الوحيد.
على أي حال، فليس بالإمكان أفضل مما كان. ولنتذكّر يوم قرّر المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، تقديم هِبَة للبنان بقيمة 3 مليارات دولار لشراء السلاح، وبما ان السلاح المطلوب كان من فرنسا، ويحتاج شراؤه لفترة زمنية وصلت الى حدود السنوات الثلاث… ومن سوء حظ لبنان وسوء حظ الجيش اللبناني ان هذه الأسلحة لم تصل الى لبنان لأسباب لا يعرفها أحدٌ أيضاً.
بالعودة الى جدّية أو عدم جدّية التهديدات الاسرائيلية.. فإني أقول: التهديدات جدّية بالتأكيد.. وما يمنع تنفيذ هذه التهديدات وتوسعة الحرب، ما فاجأ به حزب الله العدو من تصويرات نقلها «الهدهد» على مراحل، تصويرات لحيفا وقواعد الطيران الرئيسة ومراكز التجمّع لآليات العدو وجنوده في شمال فلسطين المحتلة. ويعلم الجميع ان الاسلحة التي حصل عليها «الحزب» بالإضافة الى الروح المعنوية التي اكتسبتها المقاومة بفضل المقاومين الأبطال من أبطال «طوفان الأقصى» أصبحت اليوم عالية جداً، إذ صار عندنا أبطال جبابرة يتحدّون الموت. كما ان معركة «طوفان الأقصى» زادت معنوياتنا وضاعفت آمالنا:
أولاً: عشرة أشهر وآلاف القذائف من كل الأنواع استعملها جيش العدو الاسرائيلي وأطلقها، وأبطال «طوفان القدس» صامدون.
ثانياً: إسرائيل تقف عاجزة عن تحقيق أي نصر بل انها فشلت تماماً، وهذا يؤثر على معنويات الجيش الاسرائيلي، ولذلك نرى ان عدداً كبيراً من هؤلاء الجنود بدأوا بالهروب من الجيش.
ثالثاً: 10 أشهر وإسرائيل عاجزة عن تحرير ولو أسير واحد من أصل 250، بل المصيبة ان نصفهم بدل أن يحرّرهم الجيش الاسرائيلي قتلوا بقصف وغارات من الجيش الاسرائيلي نفسه.
رابعاً: إنّ صمود أبطال «طوفان الأقصى»، بمتابعة مهاجمة قوات العدو في أماكن متفرّقة، كان يظن الاسرائيلي أنه «نظفها» دليل على براعة مقاتلي «الطوفان» وصبرهم وعبقريتهم في القتال.
في النهاية يمكن أن نقول إنّ الذي يمنع إسرائيل من القيام بعملية واسعة على لبنان معادلة حيفا مقابل بيروت…
لذلك، نرى ان «الحزب» يركز على الوجود العسكري في الجولان مستهدفاً بـ «الهدهد» والصواريخ القواعد العسكرية فيها.
ويكفي القول إنه بعد عرض عدد كبير من صوَر المواقع والقواعد العسكرية التي كانت غير معروفة سابقاً وكشفها… أسباب جعلت قضية الهجوم على لبنان وتوسعة الحرب عملية شبه مستحيلة.