حزب الله استعاد القيادة والسيطرة… والميدان شاهد عليه المنازلة البريّة قادمة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي الذي اختبرها سابقاً
تحولت جبهة لبنان العسكرية الاولى للعدو الاسرائيلي، الذي يعلن انه يحارب على سبع جبهات تبدأ من غزة وتمتد الى الضفة الغربية، وتصل الى لبنان وتكمل نحو العراق فاليمن ثم ايران، ويختلف وضع كل جبهة عن الاخرى ،حيث القتال المباشر في فلسطين ولبنان لانهما على خط التماس مع الاحتلال الاسرائيلي، الذي لم يعد كما كان في حروبه السابقة ينهيها بأيام ولت، وهو منذ عام في مواجهات عسكرية لم يكن يتوقع لها ان تطول، ولم يحقق اهدافه في اجتياحه لغزة بالقضاء على المقاومة فيها واستعادة الاسرى “الاسرائيليين”، فنقل المعركة الى الجبهة الشمالية مع لبنان، عله يحقق هدفه الاساسي بانهاء وجود حزب الله وسلاحه، وعودة سكان المستوطنات الى شمال فلسطين المحتلة.
فالجبهة اللبنانية التي فتحت من حزب الله لمساندة غزة واشغال جيش الاحتلال الاسرائيلي، كانت تخضع لقواعد اشتباك تمتد على مساحة جغرافية محددة في نحو 3 كلم وتصل الى 5 كلم في الشريط الحدودي، الممتد من الناقورة الى تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، لكن العدو الاسرائيلي قرر ان يخوض الحرب في لبنان بالقضاء على حزب الله وتدمير ترسانته العسكرية، لا سيما الصاروخية وابعاد عناصره الى ما بعد شمال نهر الليطاني، فافتتح الحرب بمجزرة الاتصالات التي اودت بنحو خمسة آلاف مواطن غالبيتهم من حزب الله بين شهيد وجريح، ثم كانت عمليات الاغتيال بالقصف على مبان سكنية، فحصد منها استشهاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وقبله قائد قوات الرضوان ابراهيم عقيل، مع شهداء آخرين كانوا مع السيد نصرالله وعقيل، وسبقهم القائد الجهادي فؤاد شكر، وهو ما يعتبر في الحروب وفق المصطلح العسكري القضاء على القيادة والسيطرة، تمهيدا للحرب الواسعة، وهذا ما ظن العدو الاسرائيلي انه فعله بحزب الله باغتيال امينه العام وتصفية قادة بارزين في قوات الرضوان، الى عملية تدمير منظمة للمباني والمنازل والاحياء السكنية، مخلفا شهداء مدنيين وجرحى للتأثير على الحاضنة الشعبية للمقاومة، التي نزحت من بلداتها وقراها.
لكن هذا الهدف لن يتحقق وفق قراءة مصدر قيادي في حزب الله، الذي يعترف بان المقاومة اصيبت بنكسة وبضربة قوية في قيادتها باغتيال السيد نصرالله، كما في محاولة احباط قاعدتها وتصوير حزب الله بانه انهزم، وان حلفاءه الاقليميين لم يقفوا معه في معركة الاسناد ، الا ببعض عمليات محدودة للحوثيين من اليمن والحشد الشعبي في العراق، وان ايران “تخلت عنه وباعته”، كما يعلن خصوم المقاومة، الذين ينتظرون من الحزب ان يلقي السلاح يقول المصدر، لكن خاب ظنهم مع استمرار عمليات المقاومة من لبنان تجاه تجمعات ومراكز ومقرات قوات الاحتلال الاسرائيلي، وان محور المقاومة موحد ومتضامن في التساند، لكن هناك من يحاول ان يزرع الشك في صفوف المقاومين وبيئاتهم الحاضنة، لزعزعة الثقة واظهار حزب الله وكأنه خسر الحرب.
فحزب الله اعاد تنظيم صفوفه لتخطي الصدمة التي اصابته باغتيال امينه العام السيد نصرالله بعد استهداف قادة ميدانيين في تنظيمه العسكري. فالمقاومة وبعد اعلان استشهاد قائدها السيد نصرالله استمرت في عملها باسناد غزة والدفاع عن لبنان وشعبه، وهي ستبقى في هذا الموقع كما اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي قرر الظهور الاعلامي لابلاغ رسالة الى كل الاطراف، بان المقاومة مستمرة في ادائها واهدافها وهي قادرة، وسيكون الميدان شاهدا عليها، وان خسارة امينها العام وقادة منها، ومحاولة فك ارتباط اهلها واصدقائها وحلفائها بها، لن يتحقق في ظل حملة تضليل سياسية واعلامية، لاظهار ان المقاومة في معركة اسناد غزة خسرت ، وخسارتها كبيرة وردعها للعدو فشل.
فالميدان هو الذي يثبت اذا ما فشل مشروع المقاومة، وهذا ما ستظهره المنازلة البرية التي لجأ اليها العدو الاسرائيلي، الذي اختبر المقاومة في سنوات احتلاله للبنان ومن حرب 2006.