Site icon IMLebanon

حزب الله يتجاهل الدولة والشعب ويتحرك بالنيابة عن إيران

 

 

أظهر التعاطي السياسي بمجمله في التعاطي مع تداعيات ومخاطر عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شريط قطاع غزة على لبنان، عجزا فاضحا في القيام بأي مبادرة او التأثير على حزب الله، للجم تحركه على الحدود اللبنانية الجنوبية، حتى ولو كان تحت شعار دعم ومناصرة الشعب الفلسطيني ضد الاعتداءات الإسرائيلية الاجرامية المتواصلة على قطاع غزة، لتحاشي اي ردات فعل إسرائيلية غير محسوبة، قد تجرّ لبنان برمته الى هذه الحرب، التي لايريدها كل اللبنانيين، وما يمكن ان ينجم عنها من خراب ودمار، يدفع ثمنه الشعب اللبناني دون سواه.

تحرك حزب الله بمفرده عسكريا كعادته، متجاهلا ارادة كل مكونات الشعب، وكأن الدولة اللبنانية غير موجودة، بكل مكوناتها، الا لتغطية تحركه، وللملمة ما يتسبب به من اضرار جسيمة كما حصل في حرب تموز العام ٢٠٠٦ وغيره كن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

 

الكل يعلم ان مايقوم به حزب الله، ليس دوافعه محلية صرفة وانطلاقا من المصلحة الوطنية العليا للشعب اللبناني، وانما بايعاز ايراني مفضوح، عبر عنه وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان مرارا في الأيام الاخيرة وغيره من المسؤولين الإيرانيين البارزين، عندما هدد بتحريك كل حلفاء واذرع النظام الايراني في المنطقة لدعم حركة حماس في الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزّة.

ما يقوم به حزب الله من تحركات عسكرية حاليا على الحدود اللبنانية الجنوبية، يمكن توصيفه بأنه تحرك بالنيابة عن ايران، التي تستغل لبنان كساحة مستباحة لتوجيه الرسائل وعقد الصفقات على حساب اللبنانيين، ولتفادي تنفيذ وعودها وتهديداتها المتواصلة باستهداف الدولة العبرية بواسطة صواريخها واسلحتها الحديثة، وكذلك للتعويض عن تحريك جبهة الجولان السوري المحتل ضد إسرائيل، بالرغم من وجود عشرات القواعد والمراكز العسكرية والمليشاوية، للحرس الثوري الايراني المنتشرة على طول وعرض الاراضي السورية، وخصوصا في المناطق المحاذية للجولان السوري المحتل، والتي تبين ان وجودها، هو لدعم النظام السوري ضد ابناء الشعب السوري المطالبين بالحرية والمشاركة بالسلطة، ولترسيخ هيمنة النظام الايراني ومليشياته المذهبية، وليس لمواجهة العدو الاسرائيلي انطلاقا من الجولان السوري المحتل.

انطلاقا من هذا الواقع، تبدو حركة الحكومة، داخليا وخارجيا لمنع انزلاق لبنان الى الحرب الإسرائيلية الدائرة في غزّة، وكأنها تدور بالفراغ وفي حلقة مفرغة، لانها لا تستطيع تبرير المخاوف التي يواجهها لبنان، بانعدام قدرتها بالتاثير على حركة حزب الله ولو بشكل محدود، وكل الضمانات التي تطلبها من الدول المؤثرة، تتوقف عند حدود تهدئة تحركات الحزب عسكريا.

أبرز الخلاصات من تداعيات الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزّة على لبنان، مساواة المجلس النيابي والحكومة والطبقة السياسية بزعاماتها كلها، موالاة ومعارضة، بانعدام التأثير

في مجرى الاحداث، او القدرة المحدودة على توفير الحد الادنى من الحماية للبلاد من مخاطر ابقاء لبنان ساحة نفوذ ايراني، وكأنها مجرد واجهات صورية، تنصاع لخطط وتحركات حزب الله الايرانية كيفما شاء، في مقابل تجاهل الحزب لكل وعوده و ادعاءاته المزيفة، بالحرص على الشراكة مع سائر مكونات الشعب اللبناني في مواجهة مثل هذه المخاطر المحدقة بلبنان وامعانه بتجاوز الدستور والقوانين، وضرب عرض الحائط بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة، التي لم يتبق منها فيما يحصل حاليا، الا حزب الله دون غيره.