IMLebanon

أميركا تعطي مهلة لإسرائيل حتى نهاية الأسبوع  

 

 

يبدو ان أميركا قد أرسلت الى إسرائيل رسائل عدّة من خلال أقنية مختلفة منها الديبلوماسي ومنها الأمني… وتفيد المعلومات التي حصلنا عليها أنّ أميركا أعلمت إسرائيل انها لا تستطيع أن تتحمّل الضغط الشعبي داخل أميركا أولاً، والعالمي ثانياً بدعمها اللامحدود لإسرائيل، خصوصاً أنّ المجازر التي ترتكبها إسرائيل يومياً لا توصف ولا يمكن أن يتصوّرها عقل.

 

كذلك، فإنّ ما قاله المتحدث باسم «حماس» من ان إسرائيل تقصف غزة يومياً بـ1000 طن من المتفجرات والصواريخ، وأنّ قصفها المستشفيات والكنائس والجوامع والمدارس وعلى مختلف المستويات لم يحصل مثله في التاريخ.

 

وحتى هولاكو أصبح «طفلاً صغيراً»  أمام إجرام نتانياهو. أما بخصوص القتل فيكفي أن نقول إنّ عدد الشهداء فاق العشرة آلاف منهم 4000 طفل وعدد من المفقودين، والمصيبة الكبرى أنه وبعد مرور 4 أسابيع وثلاثة أيام، لا تزال إسرائيل عاجزة عن حسم المعركة.

 

ويبدو ان كل ما تفعله إسرائيل هو استعمال الطائرات والمدفعية لمحو غزة من الوجود وارتكاب عملية تدمير كامل لكل شيء في هذه المدينة المناضلة. لذا فإنّ العالم لا يمكن أن يقف متفرجاً على ما تفعله إسرائيل وكأنه شاهد زور على ما تقوم به.

 

ونبدأ بما يجري في أميركا، بدءاً بواشنطن: تظاهرات صاخبة تؤيّد حق الفلسطينيين بالعيش بسلام، وترفض الاعتداءات الاسرائيلية المتوحشة، وتطالب أيضاً الحكومة الاميركية بالتوقف عن دعم إسرائيل… وتظاهرات في نيويورك ولوس انجلوس وسان فرنسيسكو وشيكاغو وبوسطن ومدينة ديترويت… كل المتظاهرين يعتبرون ان العدوان الاسرائيلي على غزة بمثابة جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي، كما طالب المتظاهرون الادارة الاميركية بوقف دعمها العسكري والسياسي لإسرائيل والضغط عليها لإنهاء الاحتلال والحصار والتمييز ضد الفلسطينيين… ولن ننسى ما تعانيه إدارة جو بايدن من ضغوط داخلية حتى من أقرب المقربين الى الحزب الديموقراطي. فهناك سياسيون واقتصاديون ورجال فكر يطالبون بايدن بالاعتذار عن دعمه المفتوح واللامتناهي لإسرائيل.. ويفنّدون ما كان بايدن يبرّر به دعمه لإسرائيل، من أن هذا الدعم هو استثمار حقيقي للولايات المتحدة قيمته حوالى 3 مليارات دولار سنوياً…

 

ويذهب هؤلاء الى انتقاد إدارة بايدن لأنها خصّصت 14 مليار دولار كدفعة أولى لإسرائيل لإنقاذ اقتصادها المتدهور. ويردّون على ما قاله بايدن من انه لو لم تكن إسرائيل موجودة لوجب اختراعها.

 

ويقول هؤلاء في ردهم على الرئيس الاميركي جو بايدن: مقاربة بايدن خطأ، فوفقاً لموقع USA FACTS GR6 فإنّ أميركا ساعدت إسرائيل منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، وعلى مدى 76 سنة بـ317 مليار دولار بمعدل سنوي 4.17 مليار دولار سنوياً.

 

فمن أين أتت أموال هذا الدعم؟ أكيد من دافعي الضرائب الاميركيين. ولنأخذ مثلاً آخر. فإنّ تكلفة العناية بالأطفال الرضع في ألاباما حسب المعهد الاميركي للسياسة الاقتصادية يبلغ 6001 دولار أي بمعدل 4.17 مليار دولار سنوياً. فعلى مدى 15 سنة يكون المبلغ 62.5 مليار دولار تكلفة العناية بالأطفال.

 

بالمقابل، لقد قُتل من الفلسطينيين من العام 2008 وحتى 2023: 6407 أشخاص من دون احتساب التسعة آلاف في غزة هذه الأيام، فالأزمة تبدو كبيرة جداً. ففي عملية حسابية تكون تكلفة قتل الفلسطيني الواحد 9.762.760 مليون دولار على كل فلسطيني. بالمقابل قتل 308 إسرائيليين ما كلف 195.255.520 مليون دولار.

 

فهل يقول لنا «بايدن»: كيف تُهْدَر أموال الاميركيين؟ وهل تُلَفّ الـ14 مليار دولار بورق هدايا ليفرح الاسرائيليون؟

 

إنّ هذه المبالغ دفعت مقابل إطعام 2.332.944 مليون طفلاً أميركياً. فهل هكذا يكون الاستثمار يا بايدن؟

 

وهذه بعض الأمثلة عن التظاهرات والمسيرات التي شهدتها دول أوروبية وأميركية رفضاً لما يحصل.. ويبدو ان هناك تضامناً واسعاً مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، واستنكاراً للعنف والظلم الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي.. ويمكن أن تكون هذه التظاهرات فرصة ضغط على الحكومات والمنظمات الدولية للتحرّك لوقف العدوان والدفاع عن حقوق الفلسطينيين في الحياة والحرية والحصول على دولة هي حقّ لهم.

 

ففي فرنسا مثلاً، شارك الآلاف من المتظاهرين في تجمعات في باريس ومدن أخرى، رافعين الاعلام الفلسطينية والشعارات المناهضة للسياسة الاسرائيلية، ومطالبين الحكومة الفرنسية باتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه إسرائيل.

 

وفي ألمانيا، تجمّع المئات من المتظاهرين في برلين وهامبورغ وفرانكفورت ومدن أخرى، معبّرين عن رفضهم للعدوان الاسرائيلي، وتأييدهم للمقاومة الفلسطينية، مندّدين بالصمت الدولي والتواطؤ مع إسرائيل.. وردّد المتظاهرون هتافات ضد إسرائيل وأميركا مثل: إسرائيل إرهابية، الحرّية لفلسطين، القدس عاصمة فلسطين، لن نسير وراء أميركا.

 

وفي بريطانيا، شهدت العاصمة لندن ومدن أخرى مثل مانشستر وبرمنغهام وليفربول وغلاسكو تظاهرات ضخمة، وندّد المتظاهرون بالعدوان الاسرائيلي ومساندة الغرب وأميركا له.

 

في النهاية، لقد أثبت أبطال غزة قدرتهم وقوتهم في الدفاع عن أرضهم وشعبهم وعدالة قضيتهم.

 

فبعد 75 سنة لم تستطع إسرائيل بالرغم من استعمال وممارسة جميع أنواع القتل والظلم والتجويع والسجن لإخضاع الفلسطينيين لكن كل هذه الأساليب لم تنفع، إذ يكفي ان تكون عملية «طوفان الأقصى» رداً حقيقياً على كل ما تفعله إسرائيل حيث سقطت هيبة الجيش الذي لا يُقهر بمدة ساعتين، فاستطاع أبطال غزة قتل 300 عسكري إسرائيلي وأسر 250 مواطناً من 17 جنسية، والأهم احتلال ما يسمّى بـ «غلاف غزة» أي المستعمرات التي كلفت 30 مليار دولار واستغرق بناؤها 40 سنة.

 

هذه الأسباب كلها أدّت الى موقف أميركا الحالي بإعطاء مهلة إسرائيل حتى نهاية الاسبوع، فإما أن تحسم الموقف -وهذا مستحيل- وإما فإنّ الدعم الاميركي اللامحدود سيتوقف.