منذ 100 عام والصهيونية تخطط لاحتلال فلسطين والسيطرة على كامل اراضيها وتهجير الشعب الفلسطيني وعملت مع دول عديدة لتنفيذ مخططها، لكن الاهم كان مع الامبراطورية البريطانية التي كانت تحتل ثلث الكرة الارضية وتقيم امتدادها على هذه الدول ومنها فلسطين وسنة 1917 صدر وعد بلفور وهو وزير خارجية بريطانيا حيث اعلن ان بريطانيا ستلتزم بتنفيذ هذا الوعد بتسليم فلسطين الى الصهيونية العالمية.
وقد حصل هذا الامر لاحقا ودعم الانتداب البريطاني في فلسطين بالسلاح وايضا عبر قمع الشعب الفلسطيني الذي كان يتظاهر ويدافع عن حقوقه حتى وصل الامر سنة 1948 منذ 76 سنة الى انتصار الصهيونية على الشعب الفلسطيني والجيوش العربية التي انضوت تحت لواء جيش الانقاذ العربي .
ومنذ ذلك الوقت عاش الشعب الفلسطيني الذي تم تهجيره في «الخيم» وحتى الشعب الفلسطيني الذي جاء منذ 76 سنة توفي في الخيم وايضا الطفل الذي ولد قضى حياته تحت الخيم.
وبعد الدعم البريطاني والفرنسي حيث عمل الفرنسيون على اعطاء الاسرائيليين الخبرة والسلاح النووي فاصبحت اسرائيل الدولة النووية الوحيدة في اسيا كذلك استفادت الصهيونية بعد 1948 من اقامة علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة وشراكة عسكرية وبنفوذ كبير في نيويورك للوبي اليهودي الصهيوني وقامت الولايات المتحدة بتسليم احدث الاسلحة للجيش الاسرائيلي حيث كانت هذه الاسلحة الحديثة تسلم الى الجيش الاسرائيلي فور تسليمها للجيش الاميركي حيث قام الجيش الصهيوني سنة 1967 بشن حرب على الجمهورية السورية والمملكة الاردنية فاكمل احتلال فلسطين اضافة الى الجولان وصحراء سيناء.
وحتى يومنا هذا فان العدوان الاسرائيلي مستمر في مخططه وما يحصل حاليا في قطاع غزة لا يمكن اعتباره ردة فعل على عملية طوفان الاقصى بل هو نابع من طبيعة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة والجولان ايضا وهي طبيعة عدوانية تتمثل بالابادة الجماعية وارتكاب الجرائم حتى تحركت جمهورية جنوب افريقيا وقدمت دعوى امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لكن الولايات المتحدة وضعت كل جهودها لتعطيل هذه المحكمة بالتنسيق مع اسرائيل ومخابراتها الموساد للضغط على القضاة.
حاليا يتم العمل على عدم توسيع الحرب الى شمال فلسطين المحتلة اي ضد جنوب لبنان، وفي جنوب لبنان يقوم مقاومون من حزب الله نذروا حياتهم لقضية تساوي وجودهم ومن خلال امامهم الروحي ومن خلال تعلقهم بالقيم الانسانية قرروا ان يدافعوا عن الظلم اللاحق بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة واتخذوا قرارا بالمساندة عبر عمليات عسكرية ترتكز على قواعد اشتباك محدودة لان الجيش الاسرائيلي يخرق الوضع حيث قام بقصف منطقة النبطية وامس قام بقصف بلدة سحمر حيث استشهد مقاوم لحزب الله، وردت المقاومة بقفص صاروخي قوي على الجليل الاعلى ومنطقة صفد، حيث تعطلت الكهرباء وقصفت موقع رأس الناقورة البحري واصابت ضباطا وجنودا اسرائيليين، لكنها لم تنجر الى توسيع الحرب بل ابقت ذلك ضمن تجاوز اسرائيلي ورد من المقاومة.
لو كانت طبيعة اسرائيل العدوانية غير موجودة لتوقفت اسرائيل حيث وصلت الحرب ولم تسع لتوسيعها على جبهة جنوب لبنان لان ما يجري في جنوب لبنان من عمليات عسكرية ليس حربا شاملة حيث يقول رئيس الحرب الاسرائيلي ان اسرائيل قادرة على اعادة لبنان الي العصر الحجري.
من يستطيع التسليم بهذا الكلام فلو كلف الامر استشهاد الانسان واستشهاد المقاوم فان الحياد وقفة عز وان كلام اسرائيل عن اعادة لبنان الى العصر الحجري ستواجهه المقاومة بقصف كل البلدات الاسرائيلية الكبرى والصغرى بصواريخ بعيدة المدى ودقيقة الاصابة وبمسيّرات بالالاف وقد راكم حزب الله قدراته العسكرية منذ عام 2006 وحتى اليوم اي منذ 18 سنة بشكل يستطيع فيه الرد على اي عدوان اسرائيلي والكل يعرف ان اسرائيل افعى تلدغ وسمها قاتل ولا يمكن مقاربتها، وبذلك فان المقاومين في فلسطين تحضروا لهذه الساعة وايضا مقاومة حزب الله واذا كان البعض يتهم ان هنالك مخططا ايرانيا فان هذا الامر لا يمكن نفيه لان ايران فعلا تدعم كل مقاومة ضد اسرائيل انما الذين قبلوا وتعاهدوا مع ايران على قتال الجيش الصهيوني في فلسطين المحتلة فعلوا ذلك عن قناعة وليسوا مجبرين وقد قدمت لهم ايران الخبرات القتالية وقدمت لهم المال والصواريخ والمسيرات وكل ما يحتاجونه لمواجهة العسكرية الصهيونية وقد قامت المقاومة بردع العدو الاسرائيلي من الدعم الايراني وتعتبره فخرا لها.
لقد طرح الريس جو بايدن مبادرة لوقف الحرب والعدوان على قطاع غزة ووقف اطلاق النار وقد وافق مجلس الامن الدولي على هذه المبادرة اما رئيس الوزراء نتانياهو فقد رفضها فعلا من خلال قوله عندما تنتهي مرحلة تبادل المحتجزين والموقوفين والقتلى لدى حركة حماس سنعود الى الحرب للقضاء على حماس كليا وتدمير بنيتها الحكومية والعسكرية، فيما حركة حماس تحدثت عن ضرورة احترام وقف اطلاق النار وان يكون مستداما ومضمونا من الولايات المتحدة والدول التي وافقت عليه في مجلس الامن الدولي، لكن نتانياهو عمليا لم يوافق على مبادرة الرئيس جو بايدن الا شفهيا ثم اعلن بالكلام الواضح انه سيستأنف اطلاق النار في قطاع غزة وارتكاب جرائم حرب.
لم يشبع المشروع الصهيوني بعد استشهاد حوالى 40 الف مواطن فلسطيني معظمهم من النساء والاطفال ولم يشبع المخطط الصهيوني من دماء
80 الف جريح من الفلسطينيين الذين لا يجدون سبيلا للاستشفاء حيث دمر العدو الاسرائيلي المستشفيات وشبكات المياه والكهرباء ومنع المساعدات الانسانية من الوصول وهجّر المنظمات الدولية مثل الاونروا واليونسف ومنظمة الصحة الدولية التي جاءت لتفادي خطر المجاعة في قطاع غزة خاصة على صعيد الاطفال الذين يتهددهم الموت.
كيف يمكن السكوت عن هذا المخطط الصهيوني وعدم مقاومته سواء في قطاع غزة بعد حصار 14 سنة كلها سوداء وكيف يمكن لمقاومة حزب الله السكوت عن جرائم اسرائيل وعدم اسناد شعب قطاع غزة ودعمه كذلك من قبل الحوثيين في اليمن والعراق ومن قبل الشعب الفلسطيني في قرى غزة والضفة الغربية التي تعيش مدنها عدوانا تلو العدوان من جهاز الشاباك الاسرائيلي الذي يقتل الشبان الفلسطينيين ويقوم الجيش الاسرائيلي بسجن الالاف منهم حيث وصل عدد الاسرى منذ 8 اكتوبر حتى اليوم الى 9400 اسير .