40 يوماً والمدافع والطائرات والقذائف تمطر مدينة غزّة ليلاً ونهاراً.
يومياً ألف طن من القنابل تُفجّر مستشفيات وكنائس ومساجد ومدارس غزّة، وأبطال غزة يتصدّون لكن أنواع النار بصدورهم وإيمانهم…
200 دبابة من أهم الدبابات في العالم والتي تفتخر بها إسرائيل، وتعتبرها أهم دبابة في العالم وهي «الميركاڤا» التي تقدّر كلفتها بالملايين.. كل هذه الكثافة النارية، وأبطال «طوفان الأقصى» يحاربون بصمت ومن دون أي ضجة. إعطاب الدبابات كان من أهم الخسائر التي تكبّدها «الجيش الذي لا يُقهر».
منظر أبطال «طوفان الأقصى» وهم يتصيّدون الدبابات، وطريقة الهجوم عليها، هذا المنظر وحده دخل التاريخ وبات العالم يفتخر ببطولات رجال فلسطين.
75 عاماً من القهر والتعذيب والسجن والضرب، وعدد كبير من الذين تعتقلهم إسرائيل اعتقلوا من دون محاكمة.. فلماذا لا تتعرّض إسرائيل للملاحقة أو المحاسبة؟!
إذا كنا نريد أن نعرف السبب الحقيقي لهذه الثورة التاريخية والملحمة البطولية التي قامت بها «حماس»، فيمكن الإجابة بكل بساطة… كل هذا بسبب العنف والتعذيب وهما السببان الرئيسان لهذه العملية البطولية.
أهل غزّة عاشوا في عالم ثانٍ وكأنهم ليسوا بشراً… كانت إسرائيل تمنع عنهم كل شيء حتى أبسط الأمور الحياتية، وأهل غزّة صابرون ينتظرون الموت في كل لحظة.
أخيراً قرّر نتانياهو أن يختصر إخفاقه في الحرب ويقول: إنّ المشكلة أصبحت في مستشفى الشفاء… وبعد «التطبيل والتزمير» و39 يوماً من الاعلان بأنّ قيادة حماس موجودة في مستشفى الشفاء، وبالرغم من مناشدة كل دول العالم بأنّ هذا مستشفى وليس مستودع أسلحة وليس مقراً لقيادة حماس… بقي نتانياهو يجاهر بأنه يريد أن يحتل مستشفى الشفاء لأنّ كل المصائب موجودة فيه… وتبيّـن أنه «دون كيشوت» كان يجرّب طواحين الهواء. فماذا حقّق من احتلاله المستشفى؟
أولاً: أصيب بخيبة أمل عندما لم يجد ترسانة الأسلحة التي كان يدّعي بأنها موجودة في المستشفى.
ثانياً: كان يدّعي أنّ قيادة حماس موجودة في المستشفى، فتبيّـن ان هذا كذب، ولم يستطع أن يجد مقاتلاً واحداً من أبطال غزّة.
ثالثاً: منظر الأطفال حديثي الولادة في الحاضنات (الكوفيز) يصرخون ويبحثون عن الحياة، الى عدد كبير من الجرحى. أهذا ما انتصر عليه نتانياهو؟
رابعاً: الجوع وانقطاع الكهرباء والمياه بالرغم من المناشدات العالمية، والمصيبة أنّ لا أحد يسمع أصوات استغاثة أهل غزّة وأطفالها ومرضاها ونسائها وشيوخها.
وها نحن نقول لنتانياهو إنّه مهما قتل من الشعب الفلسطيني المظلوم، ومهما ارتكب من مجازر، فلن يستطيع أن يهرب من حقيقة ان نهايته أصبحت قريبة لا بل قريبة جداً والسجن بانتظاره.
ونحن نتحدّث عن المآسي والجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في غزة، لا بد أن نقدّر عالياً أنّ الرأي العام العالمي قد تغيّر. ويكفي مثلاً ان رئيسة وزراء إيرلندا طردت السفير الاسرائيلي، هذا أولاً.
وثانياً: دولة بوليفيا قطعت علاقاتها الديبلوماسية وطردت السفير الاسرائيلي.
ثالثاً: تظاهرات عمّت أميركا من العاصمة واشنطن الى ديترويت الى شيكاغو الى معظم المدن الكبرى في أميركا.
رابعاً: كندا أيضاً أدانت انتهاكات إسرائيل.
خامساً: في بريطانيا حدث تغيير وزاري استنكاراً لما أقدمت عليه إسرائيل.
سادساً: في فرنسا يكفي المحامي الذي اتفق مع 300 محام لإقامة دعوى على إسرائيل.