كثر الحديث عن موضوع توطين الاخوة السوريين في لبنان وهنا لا بد لنا من أن نتوقف عند بعض الحقائق:
أولاً- المقارنة غير جائزة بين الاخوة السوريين والاخوة الفلسطينيين، لأنّ السوريين فور انتهاء هذا النظام المجرم الذي يعيش أيامه الأخيرة سوف يعودون الى بلدهم، بينما مَن هجّر الفلسطينيين وصادر بيوتهم وأراضيهم وأملاكهم هم اليهود الذين يدّعون أنّ فلسطين أرضهم «أرض الميعاد».
لذلك هناك فرق كبير بين الوضعين ولا يمكن أن ننظر الى هذا الموضوع بهذه الطريقة.
ثانياً- إنّ الاخوة السوريين الذين يهربون من سوريا في هذه الأيام بسبب الحال الأمنية ينتظرون على أحرّ من الجمر العودة الى بلدهم وأملاكهم وأرزاقهم.
ثالثاً- إنّ المزايدات تلعب دوراً كبيراً في إثارة هذا الموضوع في الداخل، خصوصاً من الأطراف اللبنانية المسيحية تحت شعار اختلال التوازن وما شابه، وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً لأنّ المسلمين اللبنانيين يرفضون التوطين فلسطينياً وسورياً على حد سواء، وأقلّه لأنّ الدستور ينص صراحة على رفض التوطين.
من ناحية ثانية، ولو عدنا الى كلام بان كي مون وقوله إنّ الدول التي توجّه إليها النازحون يجب أن تمنحهم الجنسية. لا بد أن ننظر الى كلام بان كي مون نظرة إنسانية لأنّ العالم المتحضّر والإنسانية يقولان بذلك، ولكننا نريد أن نلفت الأمين العام للأمم المتحدة الى أنّ الموضوع سياسي وليس إنسانياً.
من هنا نقول إنّه بدل أن نجمع الأموال والثياب والأكل ونعامل النازحين على أنهم يستعطون فلماذا لا نذهب الى قلب المشكلة أي بدل أن نفتش لهم عن مكان آخر يلجأون إليه، فلنقضِ على النظام المجرم في سوريا لتشكل حكومة وحدة وطنية، فهذا هو الحل الحقيقي والأسهل والأهم في رأينا المتواضع خصوصاً أنه بتكاليف لا تذكر.
في المقابل فإنّ مئات الملايين من الدولارات لا تكفي لتقديم الطعام والشراب والأدوية والإقامة والإسكان والطبابة للنازحين البالغ عددهم 12 مليون نازح.
إنّ هذا العالم الذي يدّعي الإنسانية ليس له علاقة بهذه الكلمة إلاّ نظرياً لأنّ الحقيقة يجب أن تُقال: إنّ الحل الحقيقي هو في القضاء على أساس المشكلة.
في القديم كانوا يقولون الحيّة تقتل من رأسها وليس من ذنبها، قال الشاعر:
»لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها
إن كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا»