IMLebanon

إنه «النكد» إذن

لم يتلكأ حزب الله في إبداء الدعم للقرار الشائن للمحكمة العسكرية في لبنان بإطلاق سراح ميشال سماحة. بل لم ينتظر حتى أن تهدأ مشاعر الغضب والصدمة جراء الإفراج عن الوزير السابق الذي ثبت بالصوت والصورة تورطه الشخصي في نقل عبوات ناسفة من سوريا إلى لبنان بهدف تنفيذ تفجيرات واغتيالات. سارع الحزب إعلامه في إشهار ردود لا تقل غرائبية عن القرار نفسه٬ فكل هذا الغضب والسخط جراء القرار المخجل للعدالة اللبنانية جرى اختزاله بأنه ليس سوى نكد»٬ على ما قال رئيس كتلة الحزب في البرلمان محمد رعد.. حقا٬ كيف لنا أن نغضب..؟!

في وضع كالذي نعيشه في لبنان من حق محمد رعد أن يتهمنا بالكيدية. فما أنكدنا في لبنان! كيف نستنكر أنُيطلق سراح سياسي لبناني من الصف الأول لصفوف الممانعة لمجرد أنه شارك في مخطط لتفجير واغتيال شخصيات سياسية ودينية ومواطنين؟! أي لوثة جنون أصابتنا حين استغربنا إطلاق سراحه بعد أن شاهدنا اعترافاته بالصوت والصورة وهي قضية لم يسبق أن شهدنا في بوليسيتها ووضوحها لا في لبنان ولا حتى في المنطقة؟!

يحق لحزب الله ولمحمد رعد أن يصف ردات فعل لبنانيين كثر بأنها «نكد»٬ ويحق لإعلام الحزب والممانعة البائس أن يخرج علينا بتعميم هذه اللغة٬ أي أن ينخرط في عملية تسخيف لقرار الإفراج عن سماحة بصفته شأًنا قضائًيا يجب القبول به كما تم القبول بانتهاكات قضائية سابقة٬ وما الضجيج المثار ضده سوى نكد ليس أكثر.

إنها اللغة نفسها التي لم يعد يملك حزب الله غيرها في دفاعه عن مواقعه ووظائفه المكشوفة٬ أي تلك اللغة التي تبرر ارتكاًبا بارتكابات أخرى٬ وهي في الحالات التي يستحضرها الحزب وإعلامه لا تقاس بما يقدم عليه. ألم يستغرب حزب الله استهوالنا حصاره مضايا٬ وتجويعه أهلها بحجة أننا ضربنا صمًتا حول حصار

الفوعة وكفريا؟!

لماذا تقبلون بحصار وترفضون آخر..؟! عليكم أن تقبلوا إذن بكل أنواع الحصار والتجويع.

وها هو الحزب يلجأ للقاموس المبتذل ذاته في تبرير فعلة لم يقَو حتى رجل الأمن جميل السيد على الدفاع عنها٬ بل أعلن صراحة تبرمه وتبرؤه من سماحة وفعلته. فلماذا تستنكرون خروج سماحة من السجن وسبق أن خرج مدانون؟! علينا إذن أن نساوي بين المجرمين ونقبل بهم جميًعا.

هذا هو المنطق الذي بات حزب الله يشرعه في وجوهنا.

صحف الممانعة لم تقَو على الدفاع عن خطوة القضاء العسكري في لبنان فالفضيحة أقوى من أنُتدارى.. جل ما كان لديها استحضار مقارنات لا توازي في فداحتها والأدلة عليها نسبة ضئيلة مما تشكل فضيحة سماحة. يسجل للقرار القضائي اللبناني أنه سابقة لم يشهد مثلها التاريخ٬ وقائع من نوع تلك التي تجري في كوريا الشمالية أو في ديكتاتوريات السبعينات وجمهوريات الموز في أميركا اللاتينية. جرى ذلك في لبنان في زمن لم يعد من الممكن مداراة فضيحة بحجم أقل بكثير من حجم فضيحتنا مع ميشال سماحة.