Site icon IMLebanon

هل ينتصر التوافق البلدي في جونية اليوم ؟

يتوقع ان تكتمل اليوم صورة كيف سيكون مسار التسوية البلدية في جونية، والموقف منها من قبل كل المعنيين، وهي قد لا تعني في المطلق التزكية للائحة واحدة. لكن ما لا يمكن تجاهله ان الأحزاب المسيحية وعدت ووفت في جونية، وكذلك فعل افرام. 

الانتخابات البلدية حضرت في اللقاء الطويل، الذي عقد في معراب، مقر قيادة القوات اللبنانية، وحضره رئيس حزب القوات سمير جعجع، الوزير جبران باسيل، والنائب ابراهيم كنعان، عن التيار العوني، وملحم رياشي وايلي براغيد، عن القوات. 

الاجتماع شهد تذليلا لعقبات التحالف البلدي، ومتابعة جدية من الطرفين، تحت عباءة توسيع المصالحات والانفتاح على كل الأطراف، والحرص على ترجمة إرادة الأهالي والعائلات في البلدات والقرى. 

«النشرة التوجيهية التوافقية» كانت قد أطلقتها الأحزاب باكراً، فلم يتلقفها البعض. وفيها ان «الهدف يا شباب تعميق المصالحات في المجتمع وعدم استثناء أحد، وما هو أساسي هو الالتقاء على الإنماء وتحييد المدن والبلدات معارك سياسية قاسية، وخصوصا مدينة جونية التي «تمثّل النبض المسيحي عموماً والماروني خصوصاً» حسب ما نقل عن أحد قياديي الأحزاب الرئيسية.

وكان «البعض في جونية كشف عن نواياه باكراً وتهيأ لنزال تقليدي وبأساليب لا تعكس قيم المدينة وأصالتها وما تحمل من رمزية»، يقول أحد الفاعلين على خط التفاهمات في المدينة: «أسموها أم المعارك، أقفلوا بيوتات، رسموا سيناريوهات، عقدوا تحالفات، فتحوا صفحات ومواقع ونقلوا بيانات حزبية غير صحيحة فيها دعوات للالتحاق بماكينات انتخابية معينة. استعجلوا استعمال «العدة»، فصدحت الأغاني الموجهة وارتفعت اليافطات «الهجومية»…لا لزوم لكل ذلك. الزمن تغير». 

واقع الأرض خلال الأسبوعين أنبأ بالتحضير لمعركة قاسية تستعمل فيها الأسلحة المقبولة وغير المقبولة، والأمر لم يكن مجرد مناورات محلية لتحسين شروط التفاوض. وفجأة… تبدل كل شيء. «كل المعطيات تغيرت، فليس المطلوب أبداً تصفية حسابات، بل ربح ما هو أكبر وأعمق»، نقل البعض عن مرجع مسؤول شارك في لقاء معراب الذي دام ثلاث ساعات الأحد الماضي بين قيادتي «التيار» و»القوات».

وفي المعلومات، تبين أن هناك تعويلا ما محليا في جونية على سقوط التفاهمات الحزبية، فغمز البعض أين «الكتائب»؟ وحاول آخرون اللعب على «ثنائية» ما داخل «التيار» لتمرير مشروعه، لكنه اصطدم بموقف واضح ولو متأخر. 

وفي المعلومات الدقيقة أيضاً المتعلقة بهذه المدينة، أن الكتائب لم يكن بعيدا عما يجري وليس هو اليوم بواقع الحال أبداً، وقد تم عرض الوضع بمجمله على رئيسه في لقاء جمعه مع رجل الاعمال نعمة إفرام، فرحب الجميل بالمبادرة التوافقية، لا سيما وقد تيقن من الأهداف الأبعد التي تتلخص بالتالي: إسقاط الالغاءات، تحاشي تسجيل نقاط ضد أي حزب أو تيار أو عائلة، إنجاح مشروع انمائي مميز عبر أشخاص مميزين، وأخيراً الانطلاق من الانتخابات البلدية نحو مشروع اللامركزية الادارية. 

قالها بالفم الملآن رئيس حزب أساسي: «لا تعطلوا هم. الكل بيكونوا مرتاحين بجونية. صحيح أنّ لها خصوصيتها وأهميتها، لكنّ لن يتبوأ العمل الإنمائي وبرامج العمل فيها الدرجة الثانية هذه المرة على حساب السياسة. وأنا أقدر وأثمن مقدار التضحية التي قدمها نعمة افرام في هذا المجال كما تعاليه وصبره «.

غريب أمرنا في كسروان، يقول مرجع روحي مسؤول «لا تزال البضاعة الكاسدة تلقى رواجاً وجاذبية أحياناً ونحن يفاجئنا البعض صراحة. هناك تقليد وتقليد. التقليد المقبول هو الأصالة والقيم. أما التقاليد الأقرب إلى العشائرية والعصبيات المتناقلة جيلا بعد جيل المتحكمة بمصائر الأهالي، فهي لم تعد مقبولة». 

إلى الأحزاب والمرجعيات الروحية ومتابعين من الفعاليات المؤثرة من العائلات الذين كانوا يتطلعون فعلا إلى طي صفحات الماضي وتشجيع الوفاق، راهن نعمة افرام رئيس «المؤسسة المارونية للانتشار» عليه قائلا لمناصريه: «شو هم جونية من هدير البحر»، ونجح. 

توجس فريقه من خطوته منع كل رد على حملات التجريح الشخصي بحقه وحق جونية، يضاف إليه تأجيل إطلاق البرنامج الاعلاني والإعلامي لمشروع جونية التجدد، في وقت بدا للجميع ان المعركة واقعة وستكون شرسة و»صفراء»، لكنه لم يتراجع.

افرام استند إلى شفافية مطلقة مع محاوريه. قارب الملفات المطروحة بإيجابية وقفز فوق كل العوائق. مصلحة جونية بالنسبة إليه هي فوق كل الاعتبارات، كما تحييد المدينة صراعات العائلة الواحدة وعدم الانجرار إلى الحسابات الشخصية الضيقة. «عض على الجرح« الذي كان بدأ بالنزف وذهب إلى اللحظة الأخيرة الفاصلة ما بين الانفجار أو التوافق، وكان مستعداً للخيارين… في النتيجة كان للمدينة وله وللذين سعوا بمسؤولية عالية من الأحزاب وغيرهم، دخان أبيض في تسوية يتحفظ الجميع على تفاصيلها، فيما رشح عنها العناوين التالية: إعطاء الأولوية لتوجهات افرام التخطيطية للمدينة، التوافق على اسم رئيس للمجلس البلدي (لثلاث سنوات)، إشراك الجميع في المهمة الانمائية واحترام واقع وحيثية المدينة وواقع وحيثية كل الفاعلين فيها داخل المجلس البلدي. 

يذكر في هذا المجال أن الأسماء المرشحة لرئاسة المجلس البلدي كانت حتى الأمس محصورة بفادي فياض وجوان حبيش وفؤاد البواري. الأول مقرب من افرام، الثاني من «التيار الحر« والثالث من النائب السابق منصور البون. 

معلومات أشارت الى ان المفاوضات انتهت الى بلدية توافقية تتمثل فيها الاحزاب والعائلات وتجنب المدينة معركة سياسية وبلدية، على ان تكون برئاسة فادي فياض، المقرب من القوات اللبنانية ومن رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة إفرام، مدة ثلاث سنوات، وان يسمي التيار العوني ممثليه في البلدية، بموافقة القوات وإفرام، وان ينضم المرشح العوني لرئاسة البلدية جوان حبيش، الى المجلس البلدي التوافقي، على ان يتم ترشيحه لرئاسة اتحاد بلديات كسروان، منتدبا عن بلدية جونيه.

مساعي التوافق تتواصل مع النائبين السابقين منصور غانم البون، وفريد هيكل الخازن، والمرشح جوان حبيش، وان المهلة المتبقية لإعلان الفرقاء موافقتهم على المجلس التوافقي تنتهي اليوم. 

فهل تختنق جونية من شدة العناق؟ هل تتم المصافحات أمام الكاميرات؟ هل فعلا طويت الصفحات السود؟ اليوم هو المحك وغداً لناظره قريب.