Site icon IMLebanon

إنها الحرب «الشاملة» والأميركي «ينصح» بها  

 

 

تتوسع رقعة الحرب نطاقاً، وتمتد ألسنة اللهب يوماً اثر يوم، ولم تعد محصورة في نطاق محدود جغرافياً وديموغرافياً، إضافة الى ما تسرب، أمس، في وسائط إعلام عدوة. ولقد جاءت الغارة العدوانية على بلدة أيطو الشمالية الجبلية الآمنة دليلاً آخرَ على أن نتنياهو وكابينت الحرب لن يتوقفا عند حدود أخلاقية وإنسانية… وأخطر وأسوأ ما في هذه الحرب العدوانية على لبنان أنها تربط تكنولوجيا العصر بأساطير الماضي لحياكة مبرّرات خرافية… ولكن النتيجة واحدة: إنها حرب إبادة يشنها العدو على لبنان ولن يوقفها ما دام يحظى بالدعم الأميركي اللامسبوق في حجمه وتداعياته قتلاً حتى الإبادة، وتدميراً حتى مسح المباني السكنية بالأرض. وعليه فمَن ينظر الى خريطة المواقع والأهداف التي طاولها القصف يوم أمس وفي الأيام القليلة الماضية، يستنتج أنها تمهيد واضح للانتقال الى عدوان يتدرج صعوداً ووحشية، ولن يُعدم العدو وسيلة ليخترع أسباباً، يزعم أنها موجبة، كي يوسع «البيكار»، ليصل الى الحرب الأكبر، بما في ذلك الى تقطيع أوصال البلد عبر استعادة مشاهد العدوان السابق بتدمير الجسور والمعابر الستراتيجية في لبنان.

 

وفي هذا السياق لا يمكن المرور سريعاً من دون التوقف عند دعوة الولايات المتحدة الأميركية رعاياها، مرةً جديدة وحاسمة، الى مغادرة لبنان فوراً… ولا يمكن فصل هذه الدعوة، عن إعلان الرئيس جو بايدن أنه أبلغ الى نتنياهو تأييد عدوانه على لبنان تحت صيغة مشبوهة وهي أن الهدف هو حزب الله وليس هذا الوطن التعس المنكوب.

 

ومَن يمنع العدو من أن يزعم أنه ضرب هذا الجسر أو ذاك لأن قادةً من الحزب يعبرون عليه؟ ومَن يمنعه من ضرب محطات الطاقة الكهربائية بدعوى أن الحزب يستفيد منها؟ والمياه لأنه يشربها؟ الخ…

 

إن أي تصرّف عدواني يقوم به العدو، في هذه الحرب الوحشية هو، بالضرورة، بالتنسيق الكامل مع واشنطن، واذا صحّ ما أُعلِن، أمس، منسوباً الى وزير الخارجية الإيراني حول «توقّف» المبادرة الأميركية مع نتنياهو حول الرد الإسرائيلي على الرد الإيراني ليس له إلّا ترجمة واحدة، وهي أن العملية الإسرائيلية ستعقبها تداعيات الحرب المفتوحة على لبنان، علماً أن التطمينات الأميركية والأوروبية الغربية المعطاة الى المسؤولين اللبنانيين ستسقط عندئذٍ تحت وقع قذائف الصواريخ والمسيرات.