IMLebanon

إنه زمن الإرهاب… والمفاجآت ولبــنان يتلقّى يومياً تداعياته

من باريس الى طرابلس، يبدو واضحاً أن الإرهاب واحد وبات قضية عالمية تعني دول العالم أجمع، “المتحضرة” منها وغير المتحضرة، تعددت الأسباب والموت واحد… والضحايا بشر يدفعون الثمن في كل مكان، والمطلوب تعريف واحد للإرهاب على اختلافه.

الموقف الوطني الجامع في طرابلس، من التبانة وصولاً الى جبل محسن مروراً بـ”المنكوبين”، استطاع أن يستوعب الصدمة رغم فداحة المصاب، وبدا، كما حصل بعد تفجير مسجدي السلام والتقوى في المدينة، أقوى من كل محاولات إعادة تفجير الوضع في عاصمة الشمال، وكذلك بدت أهداف المفجرين ومن يقف وراءهم مكشوفة ومفضوحة، وقد أزعجهم الهدوء منذ إقرار الخطة الأمنية جدياً، في موازاة حوار بدأ بين طرفين أساسيين في الانقسام السياسي الحاد في لبنان هما “حزب الله” و”تيار المستقبل”.

وكما في لبنان كذلك في باريس حيث حطّ الإرهاب قبل أيام مستهدفاً بوحشية مجلة كاريكاتورية ساخرة. وفي مراجعة سريعة لبعض أعدادها وصور غلافها، يبدو واضحاً أنها تسخر من كل الأديان بدون استثناء، وفي الأعداد الأخيرة للمجلة “Charlie hebdo” صور مسيئة الى السيد المسيح والسيدة العذراء، ورسوم فاضحة عن الصلبان والراهبات ومشاهد لا يستطيع أحد الدفاع عنها. بالتأكيد من حق أي كان أن يرد أو يحتج، ولكن ليست بالقتل والوحشية. فالرد على الكلمة يكون بالكلمة، وعلى الصورة بالصورة، وعلى الحجة بالحجة. ولعل الموقف المشرّف للأزهر وللمجالس الإسلامية في أوروبا، شكّل خير ردّ على القتلة، وخير سبيل لكشف دورهم المشبوه باعتبار أنهم كانوا الأبرع في تشويه صورة الإسلام والمسلمين! والأزهر، كما تلك المجالس، كما السلطات الفرنسية بالطبع، معنيون جميعاً، ليس فقط بمعرفة منفّذي الجريمة الجماعية، بل الجهات التي صنعتهم وأرسلتهم… ومن يدري، فالمفاجآت كثيرة في هذا الزمن، زمن الإرهاب!

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن ثمة مفاجأة من العيار الثقيل، مرّت “مرور الكرام” أيام العطلة والأعياد، وهي اتهام عراقي رسمي لواشنطن بتزويد الجماعات المسلحة، بل “الجيوش” المعروفة بـ”داعش” بالأسلحة، وأكثر من ذلك، القول “إن تنظيم داعش صنيعة أميركية إسرائيلية بامتياز”! ومن الضروري الإضاءة على تلك المواقف، لكون لبنان معنياً بتداعيات الحدث العراقي، كما السوري.

ففي احتفال أقيم في ذكرى المولد النبوي في فندق الرشيد في بغداد، أجرى نائب الرئيس العراقي نوري المالكي مراجعة تشبه تلاوة فعل الندامة إذ قال: “لا مشكلة بين سنة وشيعة، وإنما نحن السياسيين من يفكر كذلك ونحن نجر الناس الى الهلكة… لقد أسأنا الى الاسلام ورسالة محمد والقرآن كثيراً”!

وفي تطوّر لافت كشف عضو لجنة الدفاع والأمن النيابية العراقية ماجد الغراوي أن “طائرة أميركية زوّدت داعش الأسلحة والمعدات في منطقة صلاح الدين” مؤكداً أن هذا الفعل “يتكرر في محافظات أخرى”. وفي حديث متلفز قال الغراوي: “إن تنظيم داعش صنيعة أميركية إسرائيلية بامتياز”!

لبنان معني بالتأكيد بتلك المواقف، فهو يتلقى يومياً تداعيات الحدث العراقي، كما السوري!