IMLebanon

لا بدّ من الرياض وإن طال السفر

 

زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى الرياض كانت في أولوية اهتمامه ولكنه كان يرغب في القيام بهذه الزيارة بعد تأليف الحكومة التي هي من عجائب الدنيا.

 

وكان الحريري حريصاً على ألاّ يذهب الى الرياض إلاّ بعد تأليف الحكومة كي لا يُقال إنّ الرياض تتدخل في تشكيلها.

 

وبالرغم من تأجيل زيارته لمدة طويلة تابع إعلام “حزب الله” تحميل المملكة العربية السعودية مسؤولية التأخير ورمي التهم بحقها… كذلك قولهم إنّ الاميركيين قد اشترطوا لقبولهم بأي حكومة أن تكون “القوات اللبنانية” ممثلة فيها وإلاّ فلن يقبلوا بها.

 

أما وقد ذهب الرئيس المكلف الى الرياض للمشاركة في مؤتمر الاستثمار السعودي الذي تعلق الرياض عليه أهمية اقتصادية كبرى، وكما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأنّ مستقبل الاستثمار في العالم سيكون الشرق الأوسط، خصوصاً دول الخليج.

 

ثم تحدث عن الاقتصاد الخليجي، وأشار بإيجابية الى الامارات وسواها، وحتى أنه ذكر دولة قطر فقال بالرغم من خلافاتنا مع قطر لا بد من الاشارة الى أنّ النمو الاقتصادي فيها جيّد.

 

نعود الى الرئيس الحريري وأهمية زيارته الى الرياض للمشاركة في مؤتمر الاستثمار السعودي، هذا المؤتمر أكثر من مهم للدول العربية بشكل عام ولدول الخليج بشكل خاص… دول الخليج التي تملك المال الوفير وهذا شيء جيّد، ولكن للأسف لم يكن هناك مخطط لسنوات لتطوير هذا الاقتصاد.

 

إنّ عدوى رؤية السعودية 2030 قد عمّت دول الخليج حتى قطر.

 

من ناحية ثانية، قد يسأل البعض لماذا ذهب الرئيس الحريري الى السعودية؟

 

بكل صراحة وبساطة لأنّ مصلحة اللبنانيين كل اللبنانيين بدون استثناء بحاجة الى فرص الاستثمار في السعودية وفي دول الخليج، خصوصاً أنّ عدداً كبيراً من الشركات اللبنانية تعمل في الخليج وكان لها دور كبير في إنماء وإعمار تلك الدول، واليوم جاء دور الاستثمار وهذا في المصلحة اللبنانية… ويهمنا أن نتوقف هنا عند نقطة ايجابية جداً، وهي أنّ اللبنانيين هم الأجدر في الاستثمار خصوصاً اننا نملك شركات من مختلف الأعمال تتوافر فيها الخبرات والإمكانيات الكبرى وسنرى انها ستكون من أهم الشركات التي ستبرز في مشاريع الاقتصاد الخليجي.

 

نعود الى موضوع الصحافي السعودي جمال الخاشقجي، إنّ هذا العمل لا شك في أنه مرفوض على جميع الأصعدة، ولا يمكن إلاّ أن نرفض هذا العمل المجرم الدنيء الذي لم ينل من حياة الزميل الكبير وحسب بل أيضاً من سمعة المملكة العربية السعودية.

 

بالمناسبة نلفت جميع دول العالم خصوصاً أميركا وغيرها من دول العالم اننا إذا فتحنا ملفاتها فنسأل الاميركيين: ماذا فعلتم في ڤيتنام؟ وكم هو عدد القتلى من الأطفال والشيوخ والنساء والأبرياء بسبب قصف طائراتكم؟

 

وهل نسيتم انكم استعملتم قنابل النابالم المحظورة عالمياً؟

 

وماذا فعلتم في العراق؟ ولماذا غزوتم العراق؟ وكم من الشعب العراقي قتلتم؟ حتى انكم قتلتم الرئيس العراقي صدام حسين فقط لأنه قال لكم كلا فقتلتموه بدم بارد، وهذا ينطبق على سجلات معظم الدول التي يزايد قادتها على المملكة ويتهمونها بهذه الجريمة البشعة التي نرفضها ولا نقبل بها ونطالب بالكشف عن مرتكبيها كائناً من يكونون حتى في أعلى المراكز لأنّ هذا الذي قام بهذا العمل يجب أن يحاسب على فعلته وإنزال أشد العقوبات بحقه، ونكرر مطالبتنا بالكشف عن الحقيقة في هذه الجريمة.

 

نعود الى تشكيل الحكومة التي اسمها “حكومة الوفاق الوطني”، ونرى أنه يجب أن يسمّوها حكومة النفاق الوطني، فكل حكومة لكي تتشكل بحاجة الى 9 أشهر أو أكثر والمشكلة الأكبر أنّ الجميع يحارب ويعاكس الجميع.

 

نتمنى بعد طول هذا الانتظار أن تبصر النور حكومة جديدة ستكون مختلفة عمّا قبلها لأنّ الأوضاع الاقتصادية كما قال الرئيس بري لا تتحمل… ولأنّ مؤتمر سيدر هو آخر فرصة يمكن أن يحصل عليها لبنان لبداية الحلول الاقتصادية.