يقول السيّد حسن نصرالله إنّه منذ البداية كان التشخيص أنّ الواجب الشرعي والوطني يقتضي مواجهة الهجمة التكفيرية لمنع ما تريده إسرائيل في هذه المنطقة.
هذا ما قاله الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله في كلمة له مساء يوم السبت خلال مجلس عاشورائي.
وبكل صراحة، لا يمكن أن يمر هذا الكلام من دون أن يكون لنا تعليق عليه:
أولاً: يقول السيّد إنّ الواجب الشرعي والوطني هو الذي دفعه الى الذهاب الى سوريا، ونحن نقول إنّ كلام السيّد غير دقيق، لأنّ السبب الحقيقي ليس شرعياً، لأنه لا يوجد في الشرع ما يحلل القتال ضد أي مسلم مهما كان الخلاف بينك وبينه، بل عليك أن تحاول مساعدته والتفاهم معه بدلاً من أن تقتله.
ثانياً: بالنسبة للسبب الوطني، نسأل ما علاقة اللبنانيين أو أي لبناني بما يجري بين النظام السوري والشعب السوري، وهل أصبحنا نحن نقرر ما يريده الشعب السوري؟
ثالثاً: الحقيقة التي يختبئ وراءها السيّد أنّ ذهابه الى سوريا ليس شرعياً ولا وطنياً بل السبب الحقيقي هو أمر من القائد قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري، فهو الذي يأمر وهو الذي يقرّر، وهناك مثل فرنسي يقول: “الذي يعطي المال هو الذي يعطي القرار”.
رابعاً: نريد أن نسأل السيّد، هل خسارة 3000 شاب من خيرة شباب لبنان لتثبيت ومساعدة الرئيس المجرم بشار الأسد على قتل شعبه سبب شرعي ووطني.
خامساً: ونريد أن نسأل السيّد انه مع كل الدعم والمساعدات العسكرية والمالية الايرانية والعراقية من الميليشيات الشيعية ومن “الحشد الشعبي” ومن عدد من المأجورين الشيعة في العالم من الباكستان وأفغانستان، كل هؤلاء لولا التدخل الروسي لكانوا في خبر كان، وكان المجرم بشار الأسد في خبر كان، أو على الأقل كان مصيره مثل مصير الرئيس الليبي معمّر القذافي.
سادساً: يقول السيّد إنّه يحارب مخططاً إسرائيلياً وأميركياً، وهنا نقول للسيّد بالله عليك ماذا خسرت إسرائيل، وكم يبلغ عدد الجنود الاسرائيليين الذين قتلوا في الحرب السورية؟
كذلك نسأل السيّد أيضاً كم عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في الحرب السورية؟
يا سيّد هذا كلام لم يعد يصدّقه أحد، حتى اننا نرى في نبرة صوتك العالية وكأنك تترجّى أن نصدّقك، لأنك تشعر بأنّ جمهورك لم يعد يصدّقك، وأنّ أهالي الشهداء الذين استشهدوا في سوريا غير راضين عن أدائك السياسي في هذا الموضوع.
سابعاً: يا سيّد إنّ الرابح الحقيقي مما يجري في سوريا هو إسرائيل، نعم، وأنت من صميم قلبك وعقلك تعلم علم اليقين انّ الرابح الوحيد هو إسرائيل، وطبعاً هذا ما تسعى إليه أميركا.
وكذلك فإن الرابح الاساسي في الحرب السورية هو روسيا لانها عوضت عن خسارتها السوق الليبية والعراقية والمصرية بإظهار فاعلية أسلحتها التي استخدمتها في إكمال مجزرة المجرم بشار، حيث انها الى جانب دعمها له أبادت ما أبادت، ودكت ما دكت بصواريخ كاليبر التي تنطلق من سفنها وغواصاتها، وطائرات السوخوي التي أغارت على المدن الآهلة بالمدنيين وعلى مخيمات النزوح في سوريا، لتحقق بالتالي أموالاً طائلة من خلال بيعها هذه الاسلحة.
ثامناً: ما دمنا نتحدّث في موضوع الربح والخسارة، وبما اننا سألنا من ربح نقول بالفم الملآن أنّ الخاسر الأكبر هو الشعب السوري، وثاني الخاسرين المجرم بشار الأسد وجميع حلفائه وداعميه، يعني إيران والميليشيات العراقية والنظام العراقي الموالي لإيران، وطبعاً “حزب الله” الذي خسر زينة الشباب اللبناني خصوصاً أنّ رقم 3000 شهيد من المقاومة خيالي، وهو أكثر بكثير ممن استشهدوا من أجل تحرير جنوب لبنان.
وهنا سؤال وجيه يطرح ذاته: لمذا استشهد هؤلاء المناضلين، هل استشهدوا في حربهم ضد العدو الحقيقي، أي ضد إسرائيل، طبعاً لا، استشهدوا فقط من أجل منع سقوط الرئيس المجرم بشار الأسد.
والحقيقة التي يجب أن نتوقف عندها أنه بعد تحييد الجيش المصري عن الصراع مع إسرائيل بعد اتفاق “كامب دايڤيد”، وبعد حل الجيش العراقي بعد غزو العراق عام 2003… وبعد الانتهاء من الجيش الليبي في الثورة الليبية، جاء دور الجيش السوري، الجيش الوحيد الذي كان يستطيع أن يحارب إسرائيل، ويقف أمامها، واليوم سقط الجيش السوري ولم يعد هناك جيش سوري وطني.
عوني الكعكي