Site icon IMLebanon

يرضى القتيل وليس يرضى القاتل

المبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري والتي تعرّض لها عدد كبير من مناصريه وحلفائه الى حد انتقادها، وبالرغم من ذلك كله أصرّ دولته عليها لسبب وحيد ألا وهو أنه لا يقبل تحت أي ظروف أن يهدم ما بناه الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي يشهد التاريخ بأنه الوحيد الذي أعاد إعمار لبنان بعد الحرب الأهلية وبعد، طبعاً، «اتفاق الطائف».

وللتاريخ أيضاً أنّه بعد اغتيال الرئيس الحريري توقف العمل في البناء ولكن نشهد أيضاً أنّ الوضع الاقتصادي سجل تقدماً بفضل وجود الرئيس سعد الحريري فوصل النمو الى 9%.

ولكن للأسف منذ الإنقلاب الذي قام به «حزب الله» بينما كان دولته في البيت الابيض للقاء الرئيس الاميركي باراك أوباما، وذلك باستقالة وزراء «حزب الله» وحركة «أمل» و»تكتل الإصلاح والتغيير» وأعلن ذلك الوزير جبران باسيل من الرابية… وكان عددهم يوازي 10 وزراء وينقصهم وزير حادي عشر للتمكن من إسقاط الحكومة الثلاثينية فاستعانوا بالوزير «الوديعة» الذي كافأوه بتعيينه رئيساً للجامعة اللبنانية لاحقاً.

طبعاً، حكومة الأمر الواقع أو حكومة «حزب الله» فشلت فشلاً ذريعاً ووصل معدّل النمو معها الى الصفر… نعم صفر؟!. وهذا معروف وليس بحاجة الى تأكيد.

الرئيس سعد الحريري اجتمع مع العماد عون وطلب منه أن يحصل على تأييد مسيحي وفي تلك الحال فإنّ الحريري مستعد لأن يقف الى جانبه في الرئاسة ولكن العماد عون لم يستطع أن يحصل على موافقة الفريق المسيحي في 14 آذار… وهكذا توقفت المساعي لانتخاب رئيس للجمهورية ولا تزال متوقفة منذ سنة ونصف السنة ولبنان من دون رئيس للجمهورية.

من هنا جاءت مبادرة الرئيس سعد الحريري خوفاً من انهيار إقتصادي وإجتماعي أصبحنا على حافته… فقام الرئيس الحريري بطرح مبادرته الأخيرة وأوجد فرصة جديدة لانتخاب رئيس.

لم يكن الرئيس الحريري وحده من قام بهذا المسعى بل واكبه قائد «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع الذي أبرم مع الجنرال عون «بيان النيات» بل ذهب الى أبعد من ذلك حيث عرض د. سمير جعجع على الجنرال ميشال عون أنه مستعد للتنازل عن حقه بالترشح في مقابل الاتفاق مع عون على مرشح توافقي بينهما… ولكن كما هو معروف فإنّ الجنرال عون رفض أي مرشح سواه.

المفاجأة الكبرى جاءت من «حزب الله» أو يمكن ان لا تكون مفاجأة للذين يقولون إنّ الحزب لا يريد رئيساً للبلاد فيناسبه الوضع من دون رئيس يحاسب الحزب.

ويوماً بعد يوم يتأكد أنّ «حزب الله» فعلاً لا يريد رئيساً وإلاّ فإنّ هناك سؤالاً يمكن أن نطرحه ما إذا كان موقف السيّد حسن نصرالله قد تغيّر من التمسّك بالجنرال عون ممراً إلزامياً للرئاسة بعدما كان مرشح الحزب للرئاسة الحرف الاول من إسمه ميشال عون فهل تطوّر الموقف أكثر فأكثر الى سلة كاملة متكاملة من الاتفاق على انتخاب رئيس الى رئيس الحكومة الى قانون انتخابات بمعنى أدق أنّ نصرالله لم يعد متمسّكاً بالعماد عون؟!.

فجأة أصبحت المبادرة التوافقية مثار جدال وأصبحت مؤامرة من الرئيس سعد الحريري… دولته الذي تنازل عن كل تحفظه عن جماعة 8 آذار من أجل ألاّ يبقى لبنان من دون رئيس.