IMLebanon

هل عادت معادلة اي «رئيس» في بعبدا؟

بدون شك ولا يختلف اثنان في ان الكرسي الرسولي في الفاتيكان يشعر بالقلق على الوضع المسيحي في المنطقة وفي لبنان الذي لم يتمكن من انتاج رئيس مسيحي بعد، والبطريرك بشارة الراعي مستاء من المسألة نفسها، ومن عدم توصل القادة المسيحيين الى تفاهم بعد في الموضوع الرئاسي رغم كل التقارب الذي حصل بين سمير جعجع وميشال عون حول بعض العناوين والملفات ولعل الاتفاق والتقارب الوحيد بين كل القيادات المسيحية هو حول ملف النفايات وحده واقفال مناطق كسروان والمتن على اقامة المطامر، فالمعطيات التي تملكها بكركي والكرسي الرسولي توحي بان الوضع بات على حافة الهاوية وبان المسيحيين في لبنان في قلب العاصفة الارهابية رغم انحسار الموجات الارهابية نتيجة المتابعة الامنية بعد تسلل الارهاب ووقوفه على الحدود وضمن منظومة الخلايا النائمة المرشحة للتحرك فيما اللقاءات المسيحية المسيحية تسير ببطء شديد ولم تعط اتفاقاً في انتخابات نقابية كما حصل في نقابة الكازينو بين القوات والتيار الوطني الحر، في حين ان زحف «داعش» وجحافل التكفيريين تمضي بوتيرة اكبر في المنطقة وتقدمت نحو الداخل اللبناني. وهذه المعطيات كما تقول اوساط متابعة تعيد فرضية انتخاب «اي رئيس» الى التداول والبازار السياسي وتجعل اطرافاً على غرار بكركي يميلون الى السير بمشروع «اي رئيس « يمكن ان تكون فرص وصوله الى بعبدا افضل من المرشحين المحتملين ، فوصول اي رئيس الى القصر افضل من بقاء القصر من دون رئيس خصوصاً مع تدهور الوضع المسيحي في الشرق والتهجير الذي اصاب المسيحيين فيه ودفعهم اما الى الهجرة او الى الهروب الى لبنان الذي تحول الى مكان يضم اكبر تجمع للمسيحيين الهاربين من بطش وسكين «داعش».

التدهور المسيحي لا يقف الامر عند حدود الرئاسة وحدها فالوضع الداخلي للمسيحيين ليس على ما يرام، الواضح كما تضيف الاوساط ان المسيحيين وحدهم كما ثبت في التجارب الاخيرة يدفعون الثمن في الادارات فيما غيرهم من الطوائف الاخرى يتقدمون عليهم في «شبه غزوة» للدولة يشهد فيها الوجود المسيحي تراجعاً دراماتيكياً على حساب الطوائف الاخرى، وهذا السبب يعود الى تراخي الزعامات المسيحية او غيابها عن الساحة من جهة او بسبب خلافاتها الماضية المضنية التي انهكت المسيحيين وضللتهم فوصلت رئاسة الجمهورية الى الفراغ فيما لم يحصل ذلك في المجلس النيابي الذي اصابه التعطيل اكثر من مرة ولكن من دون الشغور في كرسيه الاولى.

وهذا الواقع المأساوي في الادارة لا يطمئن الصرح البطريركي ولا الممسكين بمفاصل القرار في الوسط المسيحي، الذي لا يستكين ايضاً الى اللقاءات بين الرابية ومعراب ولا يعطيها آمالاً مزيفة واكبر من حجمها، فنتائج تلك اللقاءات ومفاعيلها لم تثمر او تتضح بعد وان كانت عامل اطمئنان للوضع المسيحي وساهمت بتخفيف التشنج على الساحة المسيحية وضبط ومحاصرة الخلافات بين الشارعين، ولكن هذه اللقاءات اذا لم تثمر في الملف الرئاسي لتنتج رئيساً للجمهورية سواء كان ميشال عون او اي مرشح يتفق عليه الزعيمان، فان هذه اللقاءات تبقى بدون اهمية ولا مردود لها على الوضع المسيحي الذي يشهد تراجعاً غير مسبوق. وعلى ما يبدو مؤخرا فان المعطيات تؤكد على ان الفريقين قطعا اشواطاً عديدة في ملفات متراكمة بينهما لكن الملف الرئاسي على حاله ولم يحقق اي اختراق والراجح ربما ان احداً لن يتنازل للآخر في هذا الملف.

الواضح ان بلوغ القمة بالنسبة للمسيحيين واستلحاق الوقت الضائع بات متأخراً ومستعصياً عليهم وتحقيق ما يريدون تصحيحه يبقى مرتبطاً بمجرى الاحداث من حولهم تؤكد الاوساط، التي اصبحت اقوى منهم، وما يحصل للمسيحيين في المنطقة لا يبشر بالخير والمستقبل الواعد لمن تبقى منهم، من هنا فان بكركي لم تيأس بعد وتحاول وهي لم تتوقف اصلاً ولعلها الفرصة الأخيرة من اجل انقاذ ما تبقى من امل لوصول رئيس الى بعبدا باي ثمن، الا ان معادلة اي رئيس لا ترضي بالضرورة الفريق الاساسي المعني بالاستحقاق «فحزب الله» الذي رفض عزل وكسر عون يرفض هذه المعادلة اما الرابية فملامح الاستياء واضحة في خطاب جنرالها والقرف من الحال السياسية ، فعون قاتل باللحم الحي في ملفات كثيرة من رئاسة الجمهورية الى التمديد لمجلس النواب وقيادة الجيش ولن يقبل التفريط بالموضوع الرئاسي او التسليم بامره ، ومن يأسه يوافق عون على المشاركة في جلستي مجلس الوزراء والنواب ولن لا رابط بينه وبين المشاركة تلك واستحقاق الرئاسة.