IMLebanon

إنها الحرب.. من صنعاء إلى القنيطرة

كلما حدد موعد للقاء إيراني ـ أميركي، تهتز فرائص المتضررين من فرصة الاتفاق، وإذا حاولنا استقراء تصريحات وأحداث الأيام الأخيرة، فإننا أمام مرحلة عنوانها السباق بين التوقيع وانتهاء الحرب الباردة بين إيران والولايات المتحدة وبين تقاسم النفوذ في منطقة الشرق الأوسط..

] جو بايدن نائب الرئيس الأميركي يطالب الكونغرس بإعطاء السلطات اللازمة للرئيس الأميركي لمواجهة تنظيم «داعش» ويصرح بأن بلاده بصدد بناء تحالف بهدف معلن هو «مواجهة نظام الرئيس الأسد وتنظيم داعش»، لكن الهدف المستتر هو مساعدة إسرائيل في حربها المقبلة بضرب منصات صواريخ المقاومة بعد أن ثبت فشل «القبة الحديدية» في حمايتها.

] الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصرح بأن تنظيم «داعش» إرهابي يحتل 40% من أرض العراق وينشر الإرهاب في سوريا، فهل بتصريحه هذا يهدف إلى تقديم نفسه كمخلص لهذه «المناطق المحتلة» من هذا الارهاب؟

] الملك الأردني عبد الله الثاني يصرح: الحرب ضد التنظيمات الإرهابية هي حرب استباقية، فهل يحضر شعبه لتقبل قرار الانخراط في الحرب السورية؟

] وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي يعلنون أن ما حدث في صنعاء هو «انقلاب»، فهل يعلنون باسمهم وباسم السعودية أن تعاظم النفوذ الايراني في اليمن سيقابله دعم غير محدود لمحاربة نفوذ طهران في سوريا؟

] عملية باريس: إنذار كبير للأوروبيين بأن عليهم المشاركة في الحرب ضد الإرهاب الذي وصل إلى عقر دارهم، فهل يبادرون الى خطوات محددة في هذا الاتجاه؟.

] عملية القنيطرة: تنفيذ عملية اغتيال بحق قادة عملانيين من المقاومة و «الحرس الثوري» بعد تدمير البنية التحتية للمقاومة في غزة يدل على أن بنيامين نتنياهو أخذ قرار الحرب على الجبهة الشمالية ويريد تنفيذه قبل توقيع الاتفاق النووي وتكريس النفوذ الايراني في الشرق الاوسط.

لهذا المسار أن يتدحرج:

] يدخل الجيش التركي إلى شمال سوريا ويدفع بتنظيم «داعش» من الشمال نحو القلمون بهدف اشغال المقاومة واضطرارها لحشد قواتها للدفاع عن «جبهة دمشق».

] تحاول اسرائيل مستفيدة من الموقع الاستراتيجي لمرتفعات جبل الشيخ وتواجد «النصرة» بالقرب منها، التقدم من منطقة الجولان نحو تلال السلسلة الشرقية الجنوبية في لبنان بهدف قطع التواصل بين المقاومة ودمشق، على أن يقوم التحالف الدولي بتأمين السيطرة الجوية على مرابض صواريخ المقاومة لعدم ضرب العمق الإسرائيلي أو أية مفاجآت من شأنها أن تهدد الكيان الاسرائيلي.

] الأردن يدفع بالمقاتلين السوريين من أراضيه عبر محور درعا باتجاه جنوب دمشق.

] روسيا هي اللغز: هل وصل الثمن الى السعر الذي لا تستطيع أن تصمد امام المغريات ومناطق النفوذ في أماكن اخرى أم أن القوى المنتظرة مقابل شاطئ اللاذقية سوف تترجل لتؤدي دورها في حماية حلفائها؟

هل يمكن لهذا السيناريو أن ينجح؟

ربما يكتب له النجاح في شمال سوريا من خلال تدخل الأتراك واقامة منطقة عازلة ودفع «داعش» الى جرود عرسال ومنطقة القلمون.

أما جبهة الجولان، فأي هجوم إسرائيلي يمكن أن يحقق بعض التقدم في الأماكن المكشوفة في الأرض السورية الخاضعة لسيطرة «النصرة» ولكن في جبال لبنان سيصيبها ما حصل لها في جنوب لبنان في العام 2006 لتتمدد بقعة انتشار قوات «اليونيفيل» إلى هذه المنطقة (الحدود اللبنانية السورية) مع انتهاء العمليات.

اذا حصل ذلك، فانه سيؤدي حتماً إلى خروج نتنياهو من المعادلة السياسية في اسرائيل بعد أن يكون قد جر عليها «الويلات».

(]) لواء ركن متقاعد