التمادي في تعطيل مجلس الوزراء ومجلس النواب، والحؤول دون الحكومة والقيام بواجباتها وممارسة مسؤولياتها لا يدخل في باب اللعبة البرلمانيّة سقى الله أيّامها، كما لا يقرُب المعارضة السياسيّة التقليديّة لا بالنسب ولا بالحسب.
فالتعطيل إنما تتمّ فصوله عبر بعض الوزراء، ولأسباب لا علاقة للمصلحة الوطنيّة بها، بل حصلت وتحصل وستحصل تكراراً، إذا بقي الوضع على ما هو، لغايات ومآرب محض شخصيّة. وفيها الكثير من النكايات لم تألَف مثيلاً وسابقاً لها الحياة السياسيّة في لبنان. لا في زمن العزّ، ولا في أيّام الرزّ.
واضح للعيان، وللأشقاء والأصدقاء معاً، أن الغاية من شلّ العمل الحكومي والحؤول دون انعقاد مجلس الوزراء متعمَّد. وعن سابق تصوّر وتصميم. ومن أهدافه “النبيلة” إبقاء البلد البلا رئيس جمهوريّة مشلولاً، مغلول اليدين، انتقاماً ورداً على عدم تلبية مطالب شخصانيّة.
و”إن ننسَ لا ننسى”، الله الله على أيام “إن ننسَ لا ننسى” هذه، أن مجلس النواب لم يتمكّن بدوره من عقد جلسة واحدة لمناقشة وإقرار مشاريع قوانين تمسّ حياة ومصالح اللبنانيّين جميعهم. مثلما ترتبط بموافقة مجلس الوزراء على “مصائر” هدايا وهبات وتقديمات ومساعدات بمبالغ طائلة، قدّمتها دول صديقة للبنان منذ زمن… لكن “الغيارى” إيّاهم يحُولون دون هذه الخطوة في سبيل النكايات لا أكثر، حتى ولو تعرّضت ملايين الدولارات والأورو للضياع.
فكفّوا عن المزايدات المفضوحة، وحاولوا أن تكونوا مسؤولين أمام بلدكم، “وإن لمرة”، وسهّلوا عمل الحكومة، ومكّنوها من تفعيل حركتها وحركة مجلس الوزراء… ريثما تنجلي حركة المساعي على ضفة الاستحقاق الرئاسي الذي لا بدّ أن يحظى بمباركة ثنائيّة، تتمثّل بموافقة إيران والسعوديّة، وفق ما تعلم المراجع المعنيّة.
هل نعِد اللبنانيّين بتغيير، ولو بسيطاً، لهذه الناحية ولناحية تفعيل العمل الحكومي وعودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد والإنتاج؟
في انتظار الاتفاق على رئيس للجمهوريّة، في يوم، في أسبوع، في شهر، في…، من مصلحة كل اللبنانيّين، وكل السياسيّين، وكل المسترئسين، وكل المنَرفزين، تحريك عجلة الحكومة والانصراف إلى الاهتمام بهموم الناس وما أكثرها.
وما أكثر المواضيع والمشاريع التي تنتظر مجلس الوزراء في سلسلة من الجلسات الهادئة، المنتِجة، التي تستجيب مقرراتها لما يتطلّبه الوضع اللبناني، وخصوصاً على الصعيدين الاقتصادي والمعيشي.
لا يهمّ الرئيس تمّام سلام أن الحكومة باقية، بقدر ما يهمه ويُسرّه ويُريحه، عودة الروح إلى جلسات الإنتاج والتعاون.
إذاً، لا بدّ من العودة إلى “بيت الطاعة”… ما أحلى الرجوع إليه.