Site icon IMLebanon

..ويبقى السلاح غير الشرعي «الحلقة المركزية» للمأزق اللبناني

لبنان يتضامن مع المملكة ويؤكد التزامه العربي

..ويبقى السلاح غير الشرعي «الحلقة المركزية» للمأزق اللبناني

تراكمت مآخذ المملكة العربية السعودية على لبنان، فمن عدائية «حزب الله» المشارك في الحكومة، الى مواقف وزير خارجيته جبران باسيل الخارجة عن الاجماع العربي في ادانة التعديات على سفارتها وقنصليتها في ايران، بدأ سيل الاجراءات العقابية يتدحرج ككرة ثلج فيما يواجه لبنان مأزقا في تعديل مواقفه، حلقته المركزية سلاح غير شرعي يمتلكه «حزب الله» ادى الى ازدواجية في السلطة.

فالسعودية، كما غالبية اللبنانيين، ترى ان «حزب الله» يصادر البلد، لكن كيف السبيل الى لجم اندفاعته وحلفائه، وبأي امكانات، طالما انهم نجحوا في فرض «الديموقراطية التوافقية» والفراغ الرئاسي والشلل البرلماني، بحيث بات الحفاظ على الحكومة امرا لا مفر منه للتمسك بآخر المؤسسات الدستورية؟ فانتخاب رئيس للجمهورية ابتعد في الخضم المستجد، فيما يتساءل سياسي وسطي عما كان يمكن ان تصل اليه الامور لو احتل العماد ميشال عون سدة الرئاسة طالما ان مواقف صهره باسيل ادت الى هذا القدر من تدهور العلاقات.

صحيح ان الحكومة تتبنّى سياسة «النأي بالنفس» مع التساؤل عن مدى فعاليتها في وقت يشارك احد اطرافها ميدانيا في الحرب السورية. وهل تملك الحكومة، او اية حكومة اخرى، القدرة على اقناع «حزب الله« او اجباره على خفض سقف هجماته اللفظية على السعودية اذا كانت بالتأكيد لا تملك القدرة على سحبه من سوريا؟

وتندرج الخطوات السعودية غير المسبوقة في اطار تبنّي حكم الملك سلمان بن عبد العزيز سياسة أشد حزماً، من محطة «عاصفة الحزم» في اليمن الى اعلان «التحالف العسكري الاسلامي» لمحاربة الارهاب الى الحديث عن احتمال تدخل بري مع الاتراك في سوريا الى مناورات «رعد الشمال». ويعزو المصدر دوافعها الى اسباب منها توقيع ايران مع الغرب الاتفاق على ملفها النووي، والتلكؤ الاميركي بالنسبة لأزمات المنطقة. 

فقد تحملت السعودية هتافات انصار «حزب الله» امام قائدهم حسن نصر الله ضدها وصولا الى شعار «الموت لآل سعود» والى الاتهام بالتواطؤ مع اسرائيل، كل ذلك للمساعدة على حفظ الاستقرار. لكن مواقف باسيل اتت كالشعرة التي قصمت ظهر البعير، فهو حامل صفة رسمية ويتكلم باسم الحكومة التي لم تصحح توجهه رغم ارجاء السعودية ردودها العقابية لنحو اسبوعين. 

لكأن السعودية باتت تعتبر لبنان «محمية ايرانية». ولكأن «وثيقة التضامن» بتوقيع مسؤولين ومواطنين، كما الزيارات الى سفارتها للاحتجاج على مواقف «حزب الله» وعلى تفرد باسيل، اضافة الى بيان الحكومة التسووي، لم تنزع جميعها فتيل الازمة. فتدحرجت الاجراءات ككرة ثلج اذ اعقب وقف المساعدات للجيش منع السعودية والامارات والبحرين والكويت وقطر رعاياها من المجيء، فيما نقل موقع «الخليج اونلاين« عن خبراء ومحللين ان التصعيد بدأ ولن ينتهي عند هذا الحد بل ان الامر قد يتعدى الى سحب السفراء، فيما تتردد اشاعات عن احتمال وقف الخطوط الجوية السعودية رحلاتها.

ويبقى السؤال عما اذا كانت الاجراءات السعودية تدخل في اطار رفع الغطاء الدولي والاقليمي للحفاظ على الاستقرار، وعما يمكن عمله حتى لا يترك الحبل على الغارب لجر البلاد الى محور ايران بالكامل. وهنا يكمن مأزق سعودي في مقابل المأزق اللبناني. 

ويتلخص المأزق السعودي، بنظر المصدر نفسه، بمخاطر ان تعني الاجراءات العقابية تخليا عن لبنان وتركه ليتحول بدون منازع الى «محمية ايرانية» فيما معظم ابنائه ومسؤوليه متمسكون بالهوية العربية. فما ان اعلنت السعودية عن وقف هباتها للجيش والقوى الامنية حتى سارعت ايران الى التبرع بلسان ممثل وزارة خارجيتها حسين جابر انصاري عندما قال ان بلاده «جاهزة للنظر في مسألة تقديم المساعدة الضرورية اذا حصلت على طلب رسمي».